3500 دعوي قضائية من اليهود ضد مصر في المحافل الدولية لاسترجاع ممتلكاتهم في عروس البحر المتوسط مقابر اليهود فى الإسكندرية يعيش يوسف جاعون رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية وحيداً بعد أن توفي وهاجر جميع أفراد الطائفة وتركوه يرعي شئون طائفة لم يعد لها وجود. بعد أن كان عدد اليهود في مصر يزيد علي الخمسين ألف يهودي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وقد هاجر منهم من هاجر ومات من مات، ولم يتبق بالإسكندرية حتي خمسة أعوام مضت سوي نحو 24 يهودياً تقلصوا إلي خمسة فقط العام الماضي. توفي منهم اثنان كان بينهما دكتور ماكس سلامة رئيس الطائفة السابقة الذي توفي عن عمر يناهز 93 عاماً ودفن بمقابر اليهود بالشاطبي ليصبح سلامة بذلك آخر يهودي يتم دفنه بالإسكندرية ولم يتبق في الإسكندرية سوي يوسف جاعون وفيكتور ماير بلا سيانو الذي كان يفترض أن يتولي رئاسة الطائفة خلفاً لماكس سلامة إلا أنه أصر أن يهاجر إلي كندا ليزوج ابنتيه استر وراشيل، ليجد جاعون نفسه وهو في منتصف الأربعينيات من عمره رئيساً لطائفة لا وجود لها. حيث يعيش جاعون وحيداً محاصراً داخل المعبد اليهودي بشارع النبي دانيال بالإسكندرية بعد أن فرضت عليه الجهات الأمنية حصاراً مشدداً بدعوي حمايته، وهو الحصار ذاته الذي فرضته علي جميع من سبقوه بدعوي حمايتهم، ولا مانع من تقديم بلاغات مجهولة المصدر بين الحين والآخر عن وجود قنبلة أو جسم غريب بجوار المعبد اليهودي يقنن عملية حصار المعبد وقاطنيه ليظل رئيس الطائفة محاصراً في تحركاته واتصالاته ومراسلاته ومقابلاته حتي إنه لا يستطيع أن يلتقي أحداً داخل المعبد إلا بعد الرجوع إلي الضابط المختص بجهاز أمن الدولة بالإسكندرية. والوضع ذاته ينطبق علي حسن كعبيه القنصل الإسرائيلي بالإسكندرية والذي يعيش في عزلة تامة لم يكن السبب فيها عدم وجود طائفة يهودية بالإسكندرية، ولكن بسبب الرفض الذي يجده في تعامل الآخرين معه علي الرغم من كونه مسلم الديانة عربي الهوية «من عرب 48» إلا أنه وبعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها بالإسكندرية مازال عاجزاً عن الإندماج في المجتمع السكندري سواء علي المستوي الرسمي بتهرب جميع المؤسسات الرسمية من التعامل معه، ويأتي علي رأسها اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية الذي يتهرب من لقائه حتي الآن بدعوي إنشغاله أو علي المستوي الغير الرسمي باضطراره إلي إجراء جميع مقابلاته مع أصدقاء الدولة الصهيونية في الخفاء، بينما اتخذ ضده قناصل الإسكندرية نفس موقفهم ممن سبقوه، حيث مازالوا يتجاهلون دعوته لحضور لقاءاتهم الشهرية واحتفالاتهم القومية. وقد دفعه شعوره الدائم بكراهية الآخرين له إلي توفير حماية قصوي علي تنقلاته، حيث لا يتحرك القنصل الإسرائيلي إلا بسيارة BMW سوداء مصفحة، مزودة بجهاز لكشف الألغام، ويحرسه اثنان من رجال المخابرات الإسرائيلية «الموساد» إلي جانب رجال أمن مصريين. وعلي الرغم من «انقراض» الطائفة اليهودية بالإسكندرية، فإن مطالبات يهود إسرائيل باسترجاع ممتلكاتهم بالإسكندرية مازالت مستمرة، وقد تداول أن عدد القضايا المرفوعة من اليهود إيمان الأشرافضد مصر في المحافل الدولية لاسترجاع ممتلكاتهم بمصر قد بلغ 3500 قضية. وقد كان اليهود يملكون أحياء بأكملها في الإسكندرية، وعلي هذا فليس مستبعداً أن تطالب الدولة الصهيونية باسترجاع مدينة الإسكندرية بأكملها باعتبارها ملكاً لليهود، بعد أن فشلت جهودهم في استرجاع أهرامات الجيزة.