عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر حديثاً كتاب «الواحات المصرية جنان مصر البعيدة»، من تأليف محمد التداوي، وتقديم الدكتور عبد الحليم نور الدين. في هذا الكتاب الجديد، يقدم لنا مؤلفه فكرة مبسطة ومصورة لخمس واحات مصرية، تقع كلها في الصحراء الغربية من مصر، ويقدم المؤلف مادة الكتاب في شكل رحلة قام بها بين الواحات الخمس، حيث بدأ رحلته من الشمال بواحة سيوه أهم وأشهر الواحات المصرية، ثم توجه إلى جهة الجنوب الشرقي، عبر فيها صحراء مجردة لمسافة 420 كيلومتراً تقريبا حتى الوصول إلى الواحة البحرية التي كانت واحات فيما مضى، ثم غادرها إلى واحة الفرافرة التي تقابلها الصحراء السوداء والبيضاء، ثم الواحة الداخلة بتنوعها وكثرة قراها ومزارعها، ونهاية بالواحة الخارجة بآثارها المتنوعة.
ينقسم الكتاب إلى خمسة أقسام؛ خصص المؤلف القسم الأول لواحة سيوة وموقعها الجغرافي، وسكانها وآثارها القديمة وأهم مزاراتها السياحية والأثرية، ومناظرها الطبيعية وتطور الديانات القديمة بها من خلال العديد من الصور الكاشفة والشارحة للواحة. وفي القسم الثاني المخصص للحديث عن الواحة البحرية، التي ما زالت تحتفظ بصفتها القديمة (البحرية) التي أعطتها إياها كثرة البحيرات قديماً، أما الآن فلا يوجد بها سوى بحيرة واحدة بالقرب من منطقة جبل الدست والمغرفة، ويقدم لنا مؤلف الكتاب مجموعة من الصور النادرة للواحة وآثارها مثل مقبرة باننتيو، معبد المفتلة، معبد الإسكندر الأكبر، جبل الإنجليز، الصحراء السوداء، والعيون، والبحيرات. أما القسم الثالث فعن واحة الفرافرة، وهي الأصغر حجما بين الواحات المصرية، وفي القسم الرابع يتناول الواحة الداخلة ومزاراتها الأثرية مثل قرية القصر الإسلامية، وبها بقايا مسجد أثري نادر من القرن الأول الهجري، ومعبد دير الحجر، ومقابر المزوقة وغيرها، وكذلك المزارات الطبيعية مثل بحيرة قلمون والبير الضاحك. ويختتم الكتاب بالقسم الخامس المخصص للحديث عن الواحة الخارجة، التي سميت بهذا الاسم لقربها من وادي النيل، وبعدها عن باقي واحات الصحراء، ويحدثنا المؤلف عن آثارها مثل أطلال الخارجة القديمة، جبانة البجوات، معبد هيبس، واحة باريس، ومتحف الوادي الجديد، وأخيرا المزارات الطبيعية بالواحة الخارجة مثل آبار بولاق وآبار ناصر.