في الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة البوتاجاز في المحافظات، طالب عدد من النواب بسرعة عقد اجتماع عاجل للجنة الصناعية بمجلس الشعب في حضور الحكومة لبحث الأزمة والتوصل إلي حلول عاجلة. وتمسك النواب بضرورة توفير احتياطي استراتيجي من الغاز لمدة 45 يوماً علي الأقل، وهو الخيار الوحيد لضمان تجاوز الأزمة. وعلي صعيد تطورات الأزمة في المحافظات، قرر المهندس «سامي عمارة» محافظ المنوفية تشكيل لجنة للمرور علي مصانع الطوب والفحم ومزارع الدواجن وحظر استخدامها اسطوانات الغاز المدعمة والمخصصة للأهالي، نظراً لقيام أصحاب تلك المصانع باستخدام الاسطوانات في حرق الأخشاب والطوب بدلاً من المازوت، توفيراً في النفقات بعد ارتفاع أسعار المازوت. فيما أعلنت مديرية التموين أنه تم الدفع بكميات إضافية من اسطوانات الغاز إلي المناطق المحرومة، والتي بها أزمة كمحاولة للسيطرة علي الموقف مع اتخاذ إجراءات عاجلة لحل أزمة البوتاجاز بالمناطق المزدحمة بالسكان، وتخصيص مفتش بكل مستودع لمراقبة عمليات التوزيع واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين. فيما اتسعت دائرة السوق السوداء بالمحافظة مع تصاعد موجة الطقس السيئ والصقيع، حيث تتزايد نسبة استخدام الغاز خاصة في القري النائية عن مدينة شبين الكوم، حيث سجلت قري مركز أشمون أعلي سعر للأسطوانة 30 جنيهاً مع عدم وجودها حسب تأكيدات الأهالي، وتليها قري قويسنا وتلا والشهداء والسادات ومنوف بأسعار بين 10 و20 جنيهاً للأسطوانة، فيما عانت قري شبين من الأزمة مع تراجع السوق السوداء، حيث بيعت الأسطوانات بضعف سعرها الرسمي ب 8 جنيهات للاسطوانة. واستمرت للأسبوع الثاني علي التوالي أزمة الغاز في الفيوم، وانتقلت إلي جميع مراكز المحافظة، فقد شهد مركز سنورس مشاجرات بين المواطنين ومفتشي التموين بسبب تركهم غالبية الحصة للتجار لبيعها في السوق السوداء، حيث وصل سعرها بالمركز إلي 15 جنيهاً، بينما تجاوز سعرها في مركز إبشواي حاجز العشرين جنيهاً، ويضطر المواطن إلي الانتظار من بعد صلاة الفجر حتي الثانية عشرة ظهراً في رحلة البحث عن أسطوانة الغاز بسعر مناسب، بينما انتشر المئات من المواطنين علي الطريق الدائري أمام مستودع الغاز الرئيسي بهدف الحصول علي أسطوانة الغاز المدعمة. وفي القاهرة ألقت مباحث التموين القبض علي موظف بشركة بتروجاز، واثنين من موزعي أسطوانات الغاز أثناء قيامهم ببيع أكثر من مائتي اسطوانة بالسوق السوداء بأسعار ضعف الثمن الفعلي للأسطوانة بمنطقة الموسكي. حيث تم ضبط «وائل.أ» 33 سنة موظف بشركة بتروجاز بحوزته 62 اسطوانة غاز كبيرة يبيعها بمنطقة الموسكي في السيارة رقم 616 وبمساعدة الأهالي الذين أرشدوا عن اثنين آخرين تم ضبطهما أثناء بيع الأسطوانات، وهما «أحمد.ع» 33 سنة بحوزته 20 اسطوانة و«إسلام.م» 38 سنة موزع بحوزته 98 اسطوانة. واتهم المهندس «محمد حلمي» وكيل وزارة التموين بالمنيا أهالي المحافظة، وعلي وجه التحديد سكان حي جنوبالمنيا أكبر أحياء المحافظة من حيث عدد السكان بأنهم تجار سوق سوداء يقومون بالحصول علي الاسطوانات من خلال سيطرتهم علي الطوابير أمام سيارات توزيع الأنابيب والمنافذ، ثم يقومون بتجميعها وبيعها في السوق السوداء. وأوضح وكيل وزارة التموين قائلاً: إننا قمنا بتوفير سيارتين، كل سيارة محملة ب500 اسطوانة، وتم توزيعها علي أهالي حي جنوب بعد الشكوي المستمرة من عدم توافر أنابيب البوتاجاز. ونفي وجود أي أزمة في توفير أنابيب البوتاجاز رغم شكاوي المواطنين والذين أقسم بعضهم أنه قام بشراء اسطوانة بمبلغ 25 جنيهاً. وفي سوهاج استغل تجار السوق السوداء الأزمة وتلاعبوا في الأسعار، وتراوحت أسعار أنبوبة البوتاجاز ما بين 15 و20 جنيهاً، خاصة في الأماكن الريفية.