"حاكموا مشعلي الحرائق".. "اعتبار المتوفين شهداء قانونا".. "معاملة المصابين كمصابي حرب".. بهذه اللافتات وغيرها عبر مثقفون وعدد من أهالي شهداء محرقة بني سويف الشهيرة عن مطالبهم التي جاءت خلال الوقفة الاحتجاجية أمام مقر المجلس الأعلى للثقافة بالأوبرا، أمس الأحد، وشارك فيها عشرات من المثقفين وأهالي الشهداء والمتضامنين معهم، في الذكرى السادسة لحريق مسرح قصر ثقافة بني سويف (5 سبتمبر 2005) وقضي فيها عدد كبير من أهم النقاد والفنانين المسرحيين وآخرين. وطالب المشاركون من أهالي الضحايا والمتضامنين معهم، في بيان تم توزيعه خلال الوقفة، بمعاملة ضحايا المحرقة معاملة الشهداء تسري على أسمائهم وذويهم كافة المزايا المترتبة على ذلك، واستكمال علاج المصابين من جراء المحرقة، الذين ورغم مرور ستة أعوام على الحادثة، ما زالت هناك حالات مصابة لم تلق العناية الطبية اللائقة ولم تستكمل العلاج. وكذلك المطالبة بإعادة فتح ملفات الكارثة في شقها القانوني؛ لأن نظام مبارك البائد الذي كرس هيمنة ثقافة اللامسؤولية في أجهزة الحكم، وغيب قواعد وآليات المحاسبة وأضعف الأجهزة الرقابية وسيد حالة من عدم احترام أحكام القضاة عمد إلى عدم المحاسبة من ينبغي أن يُحاسب في هذه الكارثة. كما طالبوا باعتبار الخامس من سبتمبر يوماً للمسرح المصري، وإطلاق أسماء شهداء المسرح على دور وقاعات العرض التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة، كان على رأس المشاركين في الوقفة، لا بصفته الرسمية إنما بصفته الشخصية كصديق لعدد كبير من الضحايا، وصرح بأنه سيطالب بإعادة فتح التحقيقات في المحرقة، إذا توافرت معلومات وأدلة قانونية جديدة من شأنها استدعاء طلب فتح التحقيق من جديد، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة وأجهزتها الرسمية تحرص على اتباع إجراءات السلامة والتأمين منعا لتكرار مثل هذه الحوادث المأساوية مرة أخرى. وخلال الوقفة قرر أبو غازي الموافقة على تخصيص الخامس من سبتمبر من كل عام يوما خاصا للمسرح المصري، وهو أحد المطالب التي رفعها المشاركون في الوقفة، وقال إن هذا اليوم سيكون إهداء لأروح شهداء المحرقة الذين قدموا أرواحهم فداء للحركة الثقافية المصرية.