متأثرة بأحداث سيناء و غياب الرؤية السياسية الحكومية في التعامل مع المشهد الأمني و السياسي في سيناء أنهت البورصة المصرية تعاملاتها اليوم – الأحد – أولى جلسات الأسبوع علي تراجع حاد لمؤشراتها الثلاثة حيث أغلق المؤشر الرئيسي للبورصة اي جي اكس 30 – الذي يقيس اداء انشط 30 شركة – على انخفاض بلغت نسبته 3.24 % بينما تراجع مؤشر الشركات الصغيرة و المتوسطة اي جي اكس 70 بنسبة بلغت 2.75 % في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر اي جي اكس 100 بنحو 3.06 % . التراجع الجماعي للمؤشرات أدى الي خسارة رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة نحو 9.4 مليار جنية خلال جلسة اليوم حيث سجل رأس المال السوقي 354.3 مليار جنيه في مقابل 363.7 مليار قيمة الأسهم المقيدة بالبورصة آخر جلسات الأسبوع الماضي – الخميس – . الخسائر الرأسمالية للبورصة اليوم دفعت اللون الأحمر للسيطرة على شاشات البورصة حيث بلغ عدد الشركات التي وقعت تحت وطأة اللون الأحمر نحو 153 شركة محققة خسائرا مقابل 18 شركة حققت أرباحا. مبيعات العرب والمؤسسات المتأثرة بأحداث سيناء دفعت البورصة للهبوط اليوم حيث بلغت مبيعات العرب نحو 8.8 مليون جنية و هو ما أكده محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار و الذي قال أن البورصة المصرية كان من الممكن أن تتجاوز صدمة الأحداث العالمية و الإقليمية إذا كان هناك آليات فعالة تساهم في امتصاص البيع العشوائي الضعيف الناتج عن مخاوف المستثمرين نتيجة أحداث سيناء و تراجع الأسواق العالمية خاصة أدوات تحفيز السيولة . مشيرا إلى ان تقليص البورصة لمساحة خسائرها نتيجة المشتريات الانتقائية الضعيفة التي ظهرت في منتصف جلسة التعاملات يؤكد على أن البورصة المصرية أصبحت اكثر استيعابا للأحداث السياسية الطارئة خاصة و ان طبيعة المرحلة الانتقالية الحالية تفرض على الجميع توقع حدوث مثل هذه المتغيرات بصورة مستمرة . مشيرا إلى أن البورصة تحتاج إلى علاج فعال للمشكلات الموجودة حاليا و على رأسها تخفيض فترة التسوية أو فصل التسوية الورقية عن النقدية أو كلاهما لزيادة معدلات الدوران للسيولة في السوق مع تكوين صندوق استثمار سيادي برؤوس أموال مصرفية يعمل كصانع للسوق على المديين المتوسط و طويل الأجل لضبط الايقاع المتهاوي خلال الفترة الحالية و إلا فاننا سنعرض البورصة المصرية إلى موجات من الضغوط في ظل الأوضاع الحالية . طالب المتعاملين بضرورة عدم المضاربة ناحية الهبوط و التي قام بها عدد من المستثمرين في إطار تقديراتهم بأن تتراجع البورصة المصرية وقال إن البورصة المصرية تعاني في الأساس في هذه المرحلة من أزمة نقص السيولة وضعف القوى الشرائية نتيجة ابتعاد شرائح عديدة من المستثمرين عن السوق في الفترة الحالية بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية مما يعني ان المضاربة نحو الهبوط تزيد سلبية الآداء . و نصح نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار المتعاملين بالتروي في اتخاذ القرارت الاستثمارية، والابتعاد عن "الكريديت" في ظل انخفاض السوق لتقليل الخسائر المتوقع تحقيقها، مشيراً إلى أن الاحتفاظ ببعض السيولة يعتبر أمراً جيداً لاستخدامها في الظروف الحالية واستغلال الفرص المتاحة متوقعا معاودة تحرك السوق بشكل طبيعي خلال تعاملات الأسبوع الجاري بعد استيعاب هذه المتغيرات الوقتية منوها الى ان قرار رئيس البورصة بعدم إيقاف التداولات هو قرار صحيح حيث أن اي قرار لإيقاف التداولات سيزيد من تدهور السوق و يثير مخاوف أكبر و أعمق .