شهد معرض القاهرة للكتاب المقام بفيصل حاليا، أمس الجمعة، ليلة خالصة للشعر والشعراء، لم ينازعهم فيها أحد من أرباب الفنون الأخرىي، حيث أقيمت حفلتا توقيع لديوانين جديدين، وأمسية شعرية ضمت حشدا كبيرا من الشعراء المصريين والعرب. فبعد توقف عن كتابة الشعر لمدة 20 عاما، لم يُصدر خلالها ديوانا واحدا، عاد الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي إلى دوحة الشعر وميدان إبداعه الأثير، بديوانه الجديد «طلل الوقت»، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، التي نظمت أمسية شعرية وحفل توقيع بمناسبة صدور الديوان الجديد، شارك فيهما الشعراء: حلمي سالم، حسن طلب، فتحي فرغلي، السماح عبد الله، مسعود شومان، محمد جاهين، مؤمن سمير، وميسون صقر من الإمارات، وكمال عيادي من تونس، ومحمود نصار، وقدم الأمسية الشاعر فتحي عبد الله. وخلال حفل توقيع «طلل الوقت»، وجه الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب الشكر للشاعر الكبير لأنه خص الهيئة بنشر هذا الديوان الذي يأتي بعد نحو عشرين عاما من آخر ديوان أصدره حجازي، وقال مجاهد: "عندما شاهدت نسخة الكتاب المكتوبة بخط اليد رأيت أن ينشر الديوان هكذا بخط اليد". من جهته، وجه حجازي الشكر للدكتور أحمد مجاهد، وقال إنه صاحب الفكرة التي حولت نسخة الكتاب إلى عمل فني صممه الفنان وجيه وهبة، وأضاف قائلا: "إن هذا الديوان يضم القصائد التي نظتمها خلال العقدين الأخيرين؛ أي خلال 20 عاما، حيث صدر آخر ديوان لي عام 1989، ثم جاء «طلل الوقت» بعد 22 سنة، وأتمني أن يجد فيه القارئ عوضا عن هذا الوقت الطويل".. وأهدي حجازي ديوانه لقراء العربية وقراء الشعر خصوصا والحركة الشعرية المصرية بالذات التي تزدهر يوما بعد يوم بإبداعاتها المتنوعة وأجيالها المتتالية وليس فقط بالشعراء وإنما بجمهور الشعر، ففي هذه الأمسية "وجدت جمهورا كبيرا بالمعرض من متذوقي الشعر". ووجه حجازي التحية والشكر لرئيس هيئة الكتاب وجميع العاملين بها على الجهد المبذول في اقامة المعرض، وقال "لم أكن أتصور أن جمهور الكتاب سيسعى أن يذهب إليه في أي مكان، مصر محتاجة للثقافة وكافة الأقطار العربية محتاجة للثقافة المصرية"، كما توجه بالتحية لشباب الثورة "الذين أحيوا فينا هذه الروح"، حيث قال "لا أستطيع أن أفصل أبدا بين الوجوه التي أراها الآن والتي رأيتها يوم 25 يناير، ويوم 28 يناير، ويوم 11 فبراير، واستطاعت أن تصل بيننا وبين ما نتمناه وما نرجوه لمصر التي لا بد أن تبني دولتها المدنية الديمقراطية القائمة على أساس المواطنة التي لا تميز بين أصحاب دين وأصحاب دين آخر والتي ترد الكرامة للفقراء المهانين وتوفر لهم العدالة وتمكننا من الحرية، ولو أننا مضطرون للوقوف في ميدان التحرير لنحصل على الحرية التي نستشعرها اليوم ونطمئن على مصيرها غدا".
«ارفع رأسك عالية» كان عنوان الديوان الجديد للشاعر حلمي سالم، الذي قام بتوقيع نسخ ديوانه بجناح الهيئة العامة للكتاب، ويضم الديوان ثماني قصائد جديدة عن الثورة، وقام الشاعر بإهداء نسخة من ديوانه لأحمد عبد المعطي حجازي، وعدد من الحضور. وفيما بين حفلي التوقيع، لديواني حجازي وسالم، أقيمت الأمسية الشعرية، التي شارك فيها أحمد عبد المعطي حجازي، بقصيدته "شفق على سور المدينة"، التي كتبها بعد اغتيال فرج فودة، كما قام حلمي سالم بإلقاء قصيدتين من ديوانه الجديد، أولاهما قصيدة "أغنية الميدان" التي تتصدر الديوان ويقول فيها: ارفع رأسك عالية.. أنت المصري الضارب في جذر الماضي.. والعصري خالق أديان المعمورة.. مكتشف الهندسة.. ومبتكر الري صاحب درس التحنيط.. ومبتدئ الرقص وخلاط القدسية بالبشري ارفع رأسك عالية.. أنت المصري