فرار عشرات المطلوبين إلى جبل الحلال بعد وصول قوات الدعم الأمني الجيش أثناء القبض على أحد منفذي الهجمات قالت مصادر أمنية بسيناء أن قوات كبيرة من الجيش والشرطة تتأهب حاليا للبدء في تنفيذ حملة مداهمات موسعة تستهدف ضبط المتورطين في الهجمات المسلحة على مدينة العريش ومحطات تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل. وقال مصدر امني:وصلت بالفعل أمس الجمعة إلى مدينة العريش قوات الدعم الأمني من الجيش والشرطة مدعومة بالعربات المدرعة والدبابات وحاملات الجنود ، وسيتم نشرها حسب الخطة الأمنية التي وضعت بالتنسيق بين ممثلي القوات المسلحة ووزارة الداخلية ومحافظة شمال سيناء. وأضاف أن القوات التي وصلت ستشارك في تنفيذ عدة مداهمات مفاجئة وخاطفة تستهدف القبض على المطلوبين والمشاركين في الهجوم الأخير على مبنى قسم ثان العريش والذي راح ضحيته 5 قتلى و20 جريحا ومنفذي العمليات التفجيرية والخارجين على القانون . وقال أن موعد انطلاق هذه العملية التي أطلق عليها إسم ( نسر ) قد بات وشيكا إلا أنه لم يحدد ساعة الصفر لانطلاق هذه الحملات التي ستشارك فيها تشكيلات كبيرة من القوات المسلحة والجيش. وقال أن تحرك الحملات الأمنية سيكون على 3 محاور رئيسية تبدأ بمدينة العريش العاصمة لتطهيرها من البؤر والعناصر الإجرامية وتأمين مداخل ومخارج المدينة ، يليها الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء حيث تقوم الأجهزة الأمنية بعمليات تمشيط وتطهير لتلك المناطق . وكشف عن أن هناك عناصر تنتمي لتيارات دينية متشددة، وربما تستخدمها عناصر خارجية دون أن تدرى في تحقيق مخططاتها على ارض سيناء تحت مسمى التيار الديني وتحاول زعزعة الأمن بسيناء مستغلة الأوضاع الأمنية بمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. وقال اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أنه عقب أحداث الجمعة 29 يوليه الماضي تم التنسيق بين المحافظة وممثل القوات المسلحة بالجيش الثاني الميداني واللواء أحمد جمال مساعد وزير الداخلية للأمن العام واللواء مدير الأمن حيث قدمت كل جهة دراسة للملف الأمني من وجهة نظرها ووضع التصور الخاص بها للتعامل مع هذا الملف . وأضاف أنه تم أعداد خطة لإحكام السيطرة على مدينة العريش العاصمة وباقي مراكز ومدن المحافظة كما تم الاتفاق على توفير دعم إضافي للأجهزة الأمنية لزيادة حجمها وإمكانية قيامها بالمهام الموكلة إليها بهدف إحكام السيطرة وإحداث توازن أمنى واستقرار في المنطقة . وأضاف أن البداية بمدينة العريش بدعم التواجد الأمني بها وإحكام السيطرة على مداخل ومخارج المدينة ثم ننتقل إلى باقي المدن ، وأنه جارى التمهيد لإحلال الأمن في رفح والشيخ زويد ووسط سيناء بإعادة الإجراءات بالنسبة للأحكام الغيابية الجنائية والعسكرية ، والبدء برفع كفاءة أقسام الشرطة بكل من الشيخ زويد ورفح والقسيمة مع وجود تدعيم من جانب القوات المسلحة . وأكد المحافظ على دور المشايخ والعواقل وكبار القبائل والعائلات في حل المشكلات ، وعلى دور أبناء المحافظة في دعم السلطة التنفيذية ومعاونتها على تنفيذ المهام .وقالت بعض المصادر القبائلية بسيناء أن العديد من العناصر المطلوبة قد فرت للاختباء بجبل الحلال بالقطاع الأوسط من سيناء فور علمها بوصول قوات الدعم بهذا العدد الكبير من المعدات والآليات إلى العريش يوم الجمعة. ويرى المطلوبين أن جبل الحلال هو أنسب أماكن الاختباء لوعورته ووجود العديد من المغارات به التي يسهل الاختباء بها بالإضافة إلى فشل قوات الشرطة من قبل في اقتحامها عقب تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و 2006 حيث قام المطلوبين بوضع ألغام لمنع صعود القوات الجبل مما تسبب في مقتل عدد كبير من الضباط والأفراد بينهم قيادات شرطية كبرى ، وانتهى الأمر بحصار الجبل لأكثر من عام أصيب خلالها أفراد الشرطة بأمراض جلدية لسوء الأوضاع المعيشية بالجبل. وقال شهود عيان أن هناك انتشارا كثيفا للعربات المدرعة وحاملات الجنود داخل مدينة العريش وعند المنشآت الحيوية خاصة البنوك وأقسام الشرطة ومديرية الأمن .وقال الشهود أن هناك حالة من الترقب الحذر تسيطر على سكان المدينة على الرغم من أن الأوضاع الأمنية هادئة حتى الآن ، وأن معظم السكان بوسط المدينة والأسواق العامة يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي إلا أن عدد كبير منهم قرر عدم الخروج للشارع اليوم. وعند جسر قناة السويس واصلت أجهزة الأمن من إجراءات فحص المترددين على سيناء سواء المسافرين إليها أو القادمين منها ، حيث يتم التدقيق في هويات السيارات والأشخاص ، ويتم توقيف أي أشخاص مشتبه بهم ، كما يتم إخضاع أي سيارة لا يقودها صاحبها إلى فحص دقيق ولا يسمح بمرورها إلا بعد الكشف عنها داخل مديرية أمن الإسماعيلية بعد إرسال بياناتها عبر الهاتف. كما تم أتباع نفس الإجراءات عند نفق الشهيد أحمد حمدي المار أسفل قناة السويس. وقال مصدر أمني بمحافظة الإسماعيلية أن هذه الإجراءات تستهدف منع فرار أي عناصر مطلوبة من سيناء إلى الوادي . وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط يوم الجمعة أن مصدر عسكري مسئول أعلن أن جهات أمنية أعدت تقريرا مهما حول المشتبة في تورطهم في أحداث الهجوم على قسم ثان العريشبسيناء الذي وقع أواخر شهر يوليو الماضي . وقال المصدر لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن نيابة الإسماعيلية العسكرية الكلية ستتسلم التقرير الأحد، والذي سيحدد بشكل كبير مدى تورط المقبوض عليهم في أحداث العريش وعددهم 11 شخصا ، بينهم فلسطينيان ، والباقون يحملون الجنسية المصرية.ولم يستبعد المصدر وجود عناصر خارجية متورطة في تحريك هذه العناصر بهدف ضرب الاستقرار في مصر.