دعا الدكتور أيمن جاهين خبير اقتصاديات البترول والمدير العام في الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" إلى استخدام الفحم كوقود في توليد الكهرباء، وأكد أن الفحم يمثل ضرورة لمحطات الكهرباء المخطط إقامتها مستقبلا في ضوء محدودية احتياطيات مصر المؤكدة من الغاز والتي تم تخصيص جانب كبير منها(نحو 18 تريليون قدم مكعب) كالتزامات للتصدير، إضافة إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي في مصر بشكل يتعذر معه اقتصاديا حرقه كوقود لتوليد الطاقة الكهربائية والتي تستحوذ على الجانب الأعظم من الاستهلاك المحلى للغاز المكلف اقتصاديا. وأضاف أن استخدام الفحم يؤدي إلى خفض تكلفة إنتاج الكهرباء نظرا لارتفاع تكاليف إنتاج الغاز بمصر والذي يوجد معظمه ( 81 % من إحتياطياته ) في حقول بالمياه العميقة بالبحر المتوسط. وأشار إلى أن الفحم يستخدم عالمياً على نطاق واسع في توليد الكهرباء. ففي بريطانيا يسهم الفحم بأكثر من الثلث في توليد الطاقة الكهربائية، وتبلغ هذه النسبة نحو 50% في الولاياتالمتحدة، 59% في الهند، ونحو 78 % في الصين. موضحاُ أن أوروبا كانت في الماضي قد حظرت استخدام الغاز الطبيعي أو بالأحرى حرقه في محطات توليد الكهرباء نظرا لقيمته الحرارية والاقتصادية العالية، ولكنها عادت لاستخدام الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء تحت ضغوط الاعتبارات البيئية. ومع ذلك، لا يزال الفحم هو الوقود المسيطر عالمياً في توليد الطاقة الكهربائية حيث يسهم بنحو 40% في توليد الكهرباء على مستوى العالم. وأوضح د.أيمن جاهين أنه إذا كان هناك مخاوف من تلوث الجو بأكاسيد الكبريت، فإن محتوى الكبريت في المازوت التي تستخدمه محطات الكهرباء في مصر يصل إلى 2.7 إلى 3.3 أي أنه أعلى نسبة وضررا على البيئة من فحم منجم المغارة بسيناء، كما أن هناك تكنولوجيات متقدمة ومتاحة بتكلفة اقتصادية للتخلص من الكبريت وتراب الفحم والاستفادة منهما صناعيا .. لذلك يجب تفعيل مشروع مناجم "فحم المغارة" الذي يبلغ احتياطيه نحو 27 مليون طن لإمداد محطة الكهرباء بالعريش ومحطة كهرباء عيون موسى بالإضافة إلى إمداد مصانع الأسمنت بالعريش بدلا من تشغيلها بالغاز الطبيعي.