وسط حالة من الغموض والكتمان حول تشييع جنازة "هدي محمد السيد" 18 عاماً آخر شهيدا ثورة 25 يناير في الإسكندرية، والتي أصيبت في أحداث جمعة الغضب في يوم 28 يناير بطلق ناري في الرأس ودخولها في غيبوبة حتى وافتها المنية منذ يومين. حيث أعلن أهالي الشهيدة عن دفنها عقب صلاة العصر في مقابر المنارة الموجودة في وسط مدينة الإسكندرية، ما أدى إلى تجمع العشرات من المواطنين والثوار للمشاركة في مراسم دفنها وأداء صلاة الجنازة أمام بوابات المدافن الثلاث. في تمام الساعة الثالثة قبل آذان العصر عند الباب الثاني لمقابر المنارة بدء الثوار والمواطنين بترديد هتافات تطالب بالثأر للشهيدة من القتلة الذين أطلقوا عليها الرصاص الحي يوم الجمعة الغضب، ما أدى إلى وفاة أخيها إبراهيم 17 سنة عامل محارة في الحال، و إصابتها بطلق ناري في الرأس ودخولها في غيبوبة حتى لقت ربها أمس الأول، ومنها" القصاص .. القصاص" و" الدخيلة .. البلطجية" و" مش حنسيب حقك يا شهيد" و " الشعب يريد القصاص من قتلة الثوار" و" زي ما هي .. زي ماهي". في سياق ذلك، حدثت مشاحنات كلامية بين الثوار المشاركين في الجنازة و عدد من المواطنين المشاركين في جنازة أخري نظراً لقيام الثوار بترديد هتافات أثناء تشييع جثمان المتوفي لهم، وتصادف أن يكون هذا المتوفي من أقارب أحد القيادات الأمنية في المحافظة. وفي الوقت نفسه ترددت بعض الأقاويل والشائعات حول دخول الجثمان الشهيدة من باب خلفي ودفنها في الكتمان، بدون مشاركة المواطنين القادمين من ميدان التحرير وسعد زغلول، ما أدى إلى وجود حالة من الغضب وسط الثوار، معلنين عن تنظيم جنازة رمزية لم يتحدد مكانها بعض علي روح الشهيدة "هدي محمد السيد". ومن جانبها حاولت محررة الدستور الأصلي إجراء اتصالا هاتفياً بوليد محمد شقيق الشهيدة للتأكد من صحة معلومة دفن شقيقته، إلا أن تليفونه المحمول كان مغلقا.