مر أربعون يوماً علي رحيلك وقد تركت فراغاً موحشاً فقد كنت نعم الزوجة والصديقة. تركت لنا تركة رأس مالها الحب والود. تركت لنا رصيداً من المحبة والعطاء شهد به رؤساؤك وأصدقاؤك وتلاميذك فقد كان الوفاء والإخلاص دائماً صفة من صفاتك. الكل تأثر لفراقك ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه، وإني لأعدك بأن أحفظ هذا الرصيد من العطاء والود وصلة الرحم. أعدك بأن أحفظ رصيداً آخر هو أولادنا «وليد وولاء وأحمد» فهم متأثرون لفراقك ولكن عزاءنا الوحيد أنك في الجنة ونعيمها وستظل دائماً ذكراك في قلوبنا ذكري عطرة نستمد منها معاني الحب والإيثار والإخلاص. رحلت عن الدنيا ولكنك لم ولن ترحلي عن قلوبنا، أعلم أنك قد توسدت التراب أعلم بأنك في منزل خلي منه الأصحاب والأحباب ولكن ذكراك لن ترحل عنا أنت معنا دائماً.. وأقسم برب العزة أنك أعز من عرفت يا أم أولادي.. عسي أن يكون مسواك جنات ربي. نسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يغسلك بالماء، والثلج والبرد وأن ينقيك من الخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس. نسأل الله أن يغفر لك ويرحمك.. ويجعل ما أصابك تكفيراً لك وأن يلهمنا الله الصبر والسلوان علي فراقك.