«بي بي سي»: الأقباط في مصر قلقون وينتظرون كارثة جديدة بعد كارثة نجع حمادي إدانة دولية لمصر بسبب فشلها في معالجة الفتنة الطائفية اعتبرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الحكومة المصرية فشلت في علاج مشاكل الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين. وقالت في تعليقها علي القضية علي موقعها علي الإنترنت كتبته مراسلتها بالقاهرة إن المصريين مازالوا تحت تأثير صدمة نجع حمادي التي أطلق فيها مسلحون النار علي مطرانية نجع حمادي عشية عيد الميلاد وأسفرت عن مقتل ستة مسيحيين ومصرع حارس مسلم. واعتبرت الصحيفة أن الأمر الأخطر هو أن الدولة في كثير من الأحيان تبدو مترددة في تطبيق قوانينها. فمرتكبو أعمال العنف الطائفي نادراً ما تتم محاكمتهم ومعاقبتهم. ويتم اعتقال الكثيرين من الجانبين حتي يوافقا علي الصلح وهو ما يترك لدي الضحايا شعوراً بالعجز والمرارة. ويخشي العديد من المحللين الآن أن مفهوم المواطنة المصرية يتآكل مع لجوء كلا الطائفتين إلي دينها للاحتماء به. وتابعت الصحيفة أن الحكم الاستبدادي يفاقم الوضع في البلاد بتأكيده أنه لا مجال هناك لوجود أحزاب سياسية قادرة علي التعبير عن رؤية مشتركة للمسيحيين والمسلمين. وفي هذه الأجواء المشحونة دينياً، بحسب الصحيفة، فإن الحكومة غالباً ما تبدو مشلولة كلما كانت هناك مشكلة طائفية لأنها تخشي إهانة مشاعر الأغلبية، أو أن تبدو وكأنها تسلم بشعبية الإخوان المسلمين. فعلي سبيل المثال، لا توجد دلائل علي قرب إقرار قانون دور العبادة الموحد الذي طال انتظاره. وتابعت الصحيفة أن الحزب الحاكم يتردد دائماً في الدفع بمرشحين مسيحيين في الانتخابات، كما أن المسيحيين يشكون قلة تمثيلهم في المناصب الحكومية الرفيعة. وتابعت الصحيفة أن الحادث سلط الضوء علي طريقة التعامل مع الحكومة مع التوترات الطائفية المتصاعدة. وأشارت الصحيفة إلي أن الأقباط في محافظة قنا اشتكوا من تلقيهم تهديدات عقب حادث اغتصاب الفتاة المسلمة علي يد قبطي إلا أن الأجهزة الأمنية لم تتخذ أي إجراءات احترازية. وأضافت الصحيفة أن الادعاء العام قال إن الجناة تصرفوا بشكل فردي لتقطع بذلك الطريق علي أي تحقيقات في رابط محتمل بين الحادث وأوضاع الأقباط في مصر. كما أن السلطات أكدت أن الهجوم ليس له دوافع دينية، إلا أن التقارير المستقلة تعاملت مع تأكيدات السلطات دون ثقة مطلقة. ومضت الصحيفة بالقول إن الجريمة مهما كانت طبيعتها، فإن الحوادث التي أعقبتها ليس لها وصف سوي أنها طائفية. ونقلت الصحيفة عن أحد شهود العيان قوله للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن: قوات الأمن خلال الاشتباكات في قرية بهجورة عقب حادث نجع حمادي كانت في مدخل القرية ولم تتدخل لوقف الاشتباكات. وأشارت الصحيفة إلي أن العنف المتبادل بين المسيحيين والمسلمين في مصر في تزايد خلال السنوات الأخيرة، ومنها بسبب الصراع علي حدود الأراضي الزراعية أو العلاقات بين الرجال والنساء من الجانبين، إضافة إلي استغلال المسيحيين أماكن غير مرخصة للعبادة ككنائس. فيما تفرض الحكومة قيوداً صارمة علي منح تراخيص بناء الكنائس، مما يضطر السكان إلي استغلال منازل خاصة ككنائس. وقالت الصحيفة إنه في السنوات ال 30 الماضية، تزايدت سيطرت الإسلاميين علي الجو العام والنقاش العام في مصر. وترتدي معظم النساء المسلمات، تقريباً الحجاب. كما أن المتاجر والمكاتب تعرض الآيات القرآنية، كما أن دعاة الفضائيات الشعبية يصدرون فتاوي أو أحكاماً دينية في كل جانب من جوانب الحياة اليومية. كما أن التحدي السياسي الرئيسي في البلاد يأتي من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة تحظرها الحكومة لكنها تحظي بالشعبية علي نطاق واسع. من جانبها، اعتبرت شبكة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية في تقرير علي موقعها بالإنجليزية الاثنين الماضي أن الاقباط في مصر قلقون وينتظرون كارثة جديدة بعد كارثة نجع حمادي. وأشارت إلي أن الجماعات الحقوقية في مصر تطالب بالتحقيق في الملابسات التي تؤدي إلي إحداث الفتنة الطائفية. وتابعت الشبكة أن العنف الطائفي في تزايد منذ تنامي قوة الحركات الإسلامية في مصر منذ السبعينيات. والذي أدي بدوره إلي تزايد عدد المسيحيين المتطرفين. السلطات عليها بذل مزيد من الجهد في التعامل مع شكاوي المسيحيين والمخاطر التي تتهددهم.