شددت السلطات المصرية من اجراءاتها الامنية حول النصب التذكاري الاسرائيلي بمنطقة الشيخ زويد وسط مخاوف من تفجيرها خاصة بعد قيام مجهولين الاسبوع الماضي بتفجير ضريح إسلامي بالمنطقة . وتزداد المخاوف الامنية المصرية من تحطيم و تفجير هذه النصب التي أبقيت في سيناء منذ عام 1967بموجب بنود معاهدة السلام الموقعة مع مصر مع تزايد المطالب الشعبية المتكررة بإزالتها. وقال مصدر أمني انه ليس هناك تهديد مباشر يستهدف هذه النصب ولكن ما يتم هو اجراء احترازي. ويقول المحامي بشمال سيناء محمود سعيد لطفي ان وجود مثل هذه النصب الاسرائيلية داخل اراضي سيناء أمر غير مقبول خاصة النصب التذكاري المعروف باسم " صخرة ديان " لانها تذكرنا بمرارة الحرب الاسرائيلية وعمليات قتل النساء والاطفال والاسرى المصريين في نفس المكان. وقال:للاسف مصر مطالبة بالحفاظ على هذه الانصاب لانها موجودة في اتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل وانه يجب ان تزال هذه الانصاب من الاتفاقية اذا حدث بها أي تعديل. واضاف ان هذه الصخرة تعتبر مزار سياحي واحد معالم الكيان الصهيوني التي لا زالت باقية على ارض سيناء. وتابع ان هناك عدد كبير من القضايا التي تمت اقامتها لا زالة هذه الصخرة ولكن المحكمة قضت فيها بعدم الاختصاص. وتنص اتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل في فقراتها الثامنة على احترام النصب التذكارية للحرب على ان يتولى كل طرف حفظ النصب التذكارية المشيدة للحرب في حالة جيدة وسوف يتم السماح بالدخول لمثل هذه الآثار. وطالب مئات المتظاهرين المصريين في مظاهرات سابقة بإزالة النصب التذكارية الإسرائيلية من مدائن سيناء واستبدالها بنصب للشهداء المصريين وذلك احتجاجا على المذابح الإسرائيلية للأسرى المصريين عقب حرب يونيو عام 1967، التي سجلها فيلم وثائقي بثه التلفزيون الإسرائيلي. النصب التذكارية الثلاثة موجودة في الشيخ زويد وعلى طريق العريش نخل بالقرب من الطريق الرئيسي ام النصب الثالث و الاخير فيقع بمركز الحسنة بوسط سيناء. وتقدم الكاشف محمد الكاشف وكيل لجنة الشؤن العربية بالبرلمان المصري وعضو البرلمان عن محافظة شمال سيناء سابقا بطلب احاطة حول ازالة تلك الانصاب لان وجود هذه النصب على ارض سيناء دليل على وجود الاستعمار وليس لوجودها أي قيمة وقال كيف نضع مثل هذه النصب الاسرائيلية على ارض سيناء واسرائيل قتلت الاف الاسرى المصريين في حربي 1956 و1967 كما أنها تستفز مشاعر المصريين خاصة في ظل الاعتداءات المستمرة على الفلسطينيين. وتضم سيناء ثلاثة نصب تذكارية اسرائيلية يقع الاول موجود بالشيخ زويد وهو اشهر هذه الانصاب وهو عبارة عن قطعة صخرية جزءوها السفلي عريض والعلوي مدبب جلبتها اسرائيل من جبل موسى ونحتت الصخرة على شكل خريطة فلسطين بالمقلوب وتبدو لمن يراها من بعيد على انها امرأة بدوية بالزي البدوي وكتبت اسرائيل شعار سلاح الجو الاسرائيلي واسماء خمسة عشر عسكريا اسرائيليا كانت قد سقطت بهم طائرة تجسس اثناء حرب الاستنزاف في هذه المنطقة على الصخرة ووضعت النصب على ربوة عالية على بعد 20 مترا من شاطئ البحر . اما النصب الثاني فيقع بمركز الحسنة بوسط سيناء وهو عبارة عن جندي اسرائيلي يحمل بندقية وترجع قصته الى ان بعض المناضلين المصريين في سيناء قاموا بقتل الجنود الاسرائيليين داخل سيارتهم بهذا المكان . ويقع النصب الثالث الذي يطالب المصريين بازالته على طريق العريش نخل بالقرب من الطريق الرئيسي وهو عبارة عن عامود من الرخام وضع فوق سيارة محروقة خاصة باحد لواءات الجيش الاسرئيلي الذي انفجر لغم في سيارته في عام 1976وشرعت اسرائيل في تخليد ذكراه باقامة هذا النصب التذكاري . ويقول مدحت ابو علي احد سكان الشيخ زويد انه من الغريب ان تهتم الحكومة المصرية بتطوير هذه النصب والعناية بها فقد تم قبل نحو ثلاث أعوام طلاء وترميم النصب التذكاري بالشيخ زويد دون سبب واضح. ويقول مسؤول محلى بمدينة الشيخ زويد ان ترميم هذا النصب جاء بعد ان ربطت اسرائيل اجراء اعمال الصيانة بصيانة النصب التذكاري المصري بالفالوجا. وكان أحد المواطنيين بشمال سيناء ويدعى اسماعيل خطابي قد أقام في عام 2001 عدة قضايا لازالة النصب حيث إنه أقيم على أرض يمتلكها بالشيخ زويد مؤكدا إنه يجب عدم اقامة أي نصب اسرائيلية عليها الا ان محكمة العريش الابتدائية رفضتها لعدم الاختصاص . ويقول خطابي الذي يعيش بمدينة العريش وكان له دور بطولي خلال فترة الحرب المصرية الإسرائيلية :لدي كل الوثائق التي تثبت ملكيتي لهذا الأرض وأنه لا يحق لأي جهة أياً كانت التعدي على أملاك الغير والبناء عليها بالقوة الجبرية ويقول انه نجح في إزالة بعض أعمدة الإنارة والمظلات التي حاولت السلطات المحلية بمدينة الشيخ زويد إقامتها عند الصخرة بعد أن تقدمت ببلاغ إلى نيابة العريش ضد رئيس مجلس مدينة الشيخ زويد وقتها وتم بالفعل إزالة هذه الأعمدة .