استنكر الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- الأحداث التي وقعت بين المسلمين والأقباط في عدد من الدول العربية والإسلامية مشدداً رفضه الاعتداءات التي نالت عدداً من الكنائس وقال: إن تلك الأحداث سببها الجهل، وليس تعصب المسلمين واستشهد القرضاوي بما وقع في ماليزيا من اعتداءات علي الكنائس مرجعاً سبب ذلك لاستخدام المسيحيين للفظ الجلالة «الله» وهذا لا يليق لأن الله رب العالمين وليس المسلمين فقط. وشرح في خطبة الجمعة أمس الأول- بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قائلاً: إن الأحداث التي وقعت بين المسلمين والنصاري في عدد من الدول معظمها سببه الجهل من قبل المسلمين، فالمسلمون أمة متسامحة لافتاً إلي أن القرآن علمهم التسامح لأن الله سبحانه وتعالي هو الذي خلق الناس متفاوتين. وأوضح القرضاوي أن اختلاف الناس في الأديان بين مؤمن بدين وكافر بدين، لا نفصل نحن «المسلمين» فيه في الدنيا إنما الذي يفصل فيه الله تعالي يوم القيامة. وأنكر القرضاوي - خلال خطبته- الهجوم الذي تعرضت له كنيسة «نجع حمادي» بالمنيا يوم عيد الميلاد، الذي راح ضحيته سبعة أشخاص منهم 6 مسيحيين وشرطي مسلم، قائلاً: إنني استنكر حادثة نجع حمادي، ومن قام بها ليس رجلاً متديناً، وإنما هو رجل بلطجي مسجل خطر من اللصوص وقطاع الطرق والمجرمين الخطرين، موضحاً أن صعيد مصر يقوم علي العصبية والثأر، والمسلمون والمسيحيون سواء في هذا. وطالب القرضاوي أن نبعد التعصب الديني عن الأسباب التي تؤدي لاندلاع أعمال عنف بين المسلمين والنصاري»، مؤكداً أنه يدين وينكر مثل هذه الأحداث وتمني أن تنتشر بين أهل الوطن الواحد ثقافة التسامح لا التعصب، الحب لا الكراهية، ثقافة الحوار لا الصدام، ثقافة السلام لا الحرب. ومن نجع حمادي وماليزيا انتقل القرضاوي إلي أحداث نيجيريا الطائفية التي أوقعت 460 قتيلاً في بلدة جوس النيجيرية قائلاً: إن تلك الأحداث بين المسلمين والمسيحيين معظمها ليست أسبابها دينية، مؤكداً أن بعضها ثورات طبقية يقوم بها ناس فقراء يثورون ضد الأغنياء وهكذا كثير من الأمور تصور علي غير حقيقتها وقال: نحن نريد أن نرد الأمور إلي نصابها ونرد الفروع إلي أصولها وأن نقيم العلاقات الطيبة بيننا وبين مواطنينا، لأن بيننا وبينهم إخوة مشتركة. واستطرد القرضاوي في خطبته شارحاً موقف أحد المسلمين حينما سأله: كيف تكون بيننا وبينهم إخوة يقصد المسيحيين والله تعالي قال «إنما المؤمنون إخوة» وهؤلاء ليسوا إخواننا، بل هم كفار وهنا يجيب فضيلة الشيخ: قلت له إن الأخوة أنواع هناك أخوة دينية، أخوه قومية أو وطنية هي التي جعلت القرآن يقول «كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون» وشرح فضيلته: شوف وإخوة كذبوه وكفروا به وقال لهم أخوهم وفي القرآن إذ قال لهم أخوهم «لوط»و «وهود» و«صالح» كل واحد من هؤلاء الأنبياء لأنه ابن القبيلة.