أزالت السلطات البحرينية دوار اللؤلؤة، الذي كان مركزاً لتجمع المعارضة والمنادين بتغيير النظام، طوال أيام، بزعم تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية. فقد قالت وكالة الأنباء البحرينية إنه "في إطار حرص الحكومة على تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية بدأت اليوم أعمال تطوير تقاطع دوار مجلس التعاون وذلك لزيادة الانسيابية في هذه المنطقة الحيوية من العاصمة." وأضافت أن تلفزيون البحرين عرض صوراً "تظهر فيها عملية بدء التطوير." وكانت البحرين رفضت الجمعة طلباً إيرانياً موجهاً إلى منظمات دولية للعب دور في الأزمة الجارية بين الحكومة القوى المعارضة، والتي دفعت قوات خليجية للتدخل بهدف حفظ الأمن، وقالت المنامة إن تحرك طهران يعتبر "انتهاكاً للسيادة" ويكشف "النوايا الحقيقية لإيران للتدخل في شؤون دول مجلس التعاون." وقال السفير حمد العامر وكيل الوزارة للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون بوزارة الخارجية البحرينية، إن الموقف جاء رداً رداً على إرسال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، رسائل إلى أمناء الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بخصوص مملكة البحرين، ومطالبته أن تقوم المنظمة الدولية "بدور فاعل تجاه البحرين." وقال السفير البحريني إن هذا التحرك الإيراني يعد "تدخلاً إيرانياً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، التي هي دولة مستقلة ذات سيادة، وهو تصرف بالغ الغرابة، ويمثل انتهاكاً لسيادة البحرين، التي هي دولة عضو في الأممالمتحدة." وسأل العامر: "من الذي فوض إيران للتحدث باسم البحرين، كما نتساءل هل فرضت إيران وصايتها على شعب البحرين لكي يرسل وزير خارجيتها رسائل للأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي في قضية ذات شأن داخلي بحريني."
وأضاف العامر أن مملكة البحرين تراعي حسن الجوار، "ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولذا فإنها تدعو الأممالمتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية لرفض قبول هذه المذكرات الإيرانية، لأنها تتعارض مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية وتتنافى مع قواعد العمل الدبلوماسي." وختم السفير البحريني بالقول إن التحرك الإيراني "لا يخدم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، ولا يساعد في بناء العلاقات الودية بين دول الجوار،" وفقاً لوكالة الأنباء البحرينية. وكانت الأزمة الدبلوماسية بين البحرين وإيران قد تصاعدت مؤخراً، على خلفية اتهام المنامة لطهران ضمناً بدعم الاحتجاجات التي يقودها الشيعة على أراضيها، وخلال الأيام الماضية، قامت البحرين باستدعاء سفيرها لدى إيران للتشاور، ورد الجانب الإيراني بخطوة مماثلة. واعتبرت الحكومة البحرينية الموقف الإيراني تدخلاً في الشأن الداخلي، كما يهدد الأمن والسلم الدوليين، ولفتت إلى أنها على تواصل مع دول منظمة المؤتمر الإسلامي، وأعضاء مجلس الأمن، لوضعهم في صورة التصريحات الإيرانية. وكانت الخارجية الإيرانية قد نددت، على لسان المتحدث باسمها رامين مهمان برست، في وقت سابق بدخول قوات خليجية إلى البحرين، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة، التي تشهد احتجاجات تخللتها أعمال عنف، منذ فبراير/ شباط الماضي. وكانت طلائع من قوات "درع الجزيرة"، التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد دخلت إلى البحرين الاثنين، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة، بعد اندلاع مواجهات دامية بين محتجين وقوات الأمن، دفعت العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى فرض حالة "السلامة الوطنية" (الطوارئ) لمدة ثلاثة أشهر.