ذهب الرئيس مبارك مخلوعا بلا رجعة تنحى مبارك أو تم تنحيته بعد ثلاثين سنة من الطغيان والاستبداد والفساد .. ذهب بعد أن نهب البلاد وأفسد في الأرض .. فالشعب أسقط مبارك وعائلته الفاسدة وحزبه الفاسد ولجنة سياسات ابنه الفاسدة .. لكن يظل هناك بقايا وذيول للنظام وترزيته التي كانت تضع له القوانين وترقع الدستور .. ومن شواهد ذلك الالتفاف حول الدستور .. فالشعب يريد إسقاط الدستور .. ذلك الدستور الذي كان يراه النظام المخلوع وأذياله خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه واستمر في ترديد ذلك حتى عام 2005 ليجري ترقيعا فاسدا – كحكمه – على المادة 76 التي أصبحت سيئة السمعة .. واعتبرها ترزيته ومنافقيه ومواليسه فتحا عظيما لديمقراطية مبارك .. وهم مازالوا حتى الآن موجودين على الساحة وبعضهم مازال يسيطر على أبواق الإعلام .. واستمر النظام بعد ذلك في ترقيعاته كما حدث في عام 2007 ليصبح دستور 71 مرقعا ومهلهلا .. وجاءت ثورة 25 يناير لتسقط مبارك ودستوره .. لكن مازال هناك من يلتف حول مطالب الشعب في تلك الثورة العظيمة ليخرجوا علينا بترقيعات جديدة لا تلبي مطالب الشعب .. ومع احترامنا للمستشار طارق البشري ولجنته إلا أنه قد طُلب منه إجراء تلك الترقيعات .. فالشعب يريد كل ما ارتبط بالنظام السابق .. ويريد إسقاط ترزية النظام السابق .. ويريد التخلص من كافة مظاهر وأدوات النظام السابق .. فالشعب يريد دستور جديد من أجل حياة ديمقراطية سليمة .. وآن الأوان أن يحصل الشعب على حقوقه وحريته وأول هذه الحقوق هو دستور جديد يليق بمصر وشعبها الذي أبهر العالم بثورته العظيمة وكفانا ترقيعا وانتهازية وموالسة ونفاق من قوى وجماعات تسعى للحصول على مكاسب سريعة على حساب دماء الشهداء التي سقطت في ميادين مصر من أجل الحرية والكرامة والعدالة .. ولن تأتي تلك الحرية والكرامة والعدالة إلا بدستور جديد .. فالنذهب جميعا للاستفتاء على تلك الترقيعات الدستورية لنقول "لا" .. ويا أيها السادة في المجلس العسكري: الشعب يريد إسقاط دستور مبارك ويريد دستور جديد.