بحملة منظمة ذات انتشار واسع، أطلقت جماعة الإخوان المسلمين حملة دعائية ضخمة علي غرار ما تدشنه دائما لمرشحيها في الانتخابات ولكن هذه المرة من أجل دعوة المواطنين للتصويت الإيجابي علي الاستفتاء المقرر إجراءه يوم السبت المقبل علي المواد الدستورية المعدلة. ومع مخالفة الجماعة لإجماع القوي الوطنية برفض التصويت الإيجابي، استخدمت الجماعة العديد من الوسائل الدعائية حيث شنت حملة موسعة عبر مواقعها الالكترونية كما تشهد مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا مكثفا لأعضائها للدعوة نحو التصويت ب"نعم " وربما تحاول الجماعة بذلك كسب أرضية أوسع لها وفرض شرعيتها بعد الحظر والإقصاء الذي فرض عليها في عهد مبارك.
وما زاد من فعالية دعاية الإخوان هو تبني التيارات الإسلامية لها كالجماعة الإسلامية والتيارات السلفية وكذلك تيار الجهاد بجانب حزب الوسط، فجميع تلك التيارات تبنت حملة الإخوان بدعوى أن الجماعة لديها من الرؤية السياسية الإسلامية ما يجعل دعوتهم للتصويت الإيجابي ذات رؤية أعمق فيما يتعلق بمسألة التعديلات الدستورية كما أن لها عضو مشارك في اللجنة التي رأسها المستشار طارق البشري لإجراء التعديلات الدستورية وبالتالي فهذه التعديلات بالتأكيد هي في مصلحة الوطن وهو الأمر الذي يردده مشايخ السلفية عبر قنواتهم الفضائية. وقد استخدمت تلك التيارات الدعوة بالتصويت الإيجابي بدعوى أن رفض تلك التعديلات يساهم في مساس الليبراليين والعلمانيين بالمادة الثانية من الدستور وبالتالي لن يصبح الدين الإسلامي هو مصدر التشريع والسلطة في مصر، حتى أن الجمعية الشرعية قامت بنشر إعلان في جريدة الأهرام يطالب الجماهير بالتصويت الإيجابي للتعديلات الدستورية لأن هذا واجب شرعي.
وكان هذا الإعلان هو أحد أدوات الإقناع التي تستخدمها المجموعات الإخوانية التي تقوم بما يعرف ب"الزيارات المنزلية ، أو طرق الأبواب" للدعاية للتصويت وإقناع الجماهير بها حيث تقوم تلك المجموعات بتوزيع المنشورات التي تشرح طبيعة التعديلات والمواد التي تم تعديلها وكيف كان مبارك يستخدم تلك المواد التعديل ليحكم مصر بمزيد من الديكتاتورية.
كما استخدمت الجماعة الدعاية في الجامعات من خلال طلابها وكذلك أساتذة الجامعة المنتمين للجماعة، حيث يقوم الطلاب بشرح وجهة نظرهم في الدعوة للتصويت الإيجابي ويدعون زملاءهم لمشاركتهم الرأي كما قام الطلاب بتوزيع استمارات الاستفتاء علي زملائهم كنوع من اجراء استفتاء مصغر داخل الجامعات.
كما قامت الجماعة بطيع لافتات كبيرة كتبت عليها المواد التي تم تعدلها وتقول " قول نعم للتعديلات الدستورية إذا كانت من أبناء ثورة 25 يناير " وأخري تقول " الثورة تتطلب أن نقول نعم للتعديلات حتي تستقر مصر ويعود الجيش لثكناته" كما قامت بطبع دعاية صغيرة يتم توزعها في الشوارع والميدان تحمل المطلب ذاته وجميعها مطبوع عليها علامة صح وكلمة نعم ببنط عريض وأسلفها صوت بنعم من أجل مصر.
كما قامت الجماعة بتشكيل لجان شعبية بمجموعات كبيرة في مختلف المحافظات لمشاركة الشرطة في تأمين وتنظيم لجان الاستفتاء وكذلك لتدريب تلك اللجان للمشاركة في تأمين اللجان الانتخابية خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
وقامت الجماعة من خلال السيدات بالدعاية للتصويت الإيجابي في المدارس والمؤسسات الحكومية والمنازل وكذلك في الحلقات الدروس والمساجد.
ومن المقرر أن يقوم دعاة الجماعة بالدعاية للتصويت من خلال خطبة الجمعة فالإخوان رغم نفيهم علاقتهم باللافتات الموجودة بالشوارع والتي تقول أن التصويت بنعم واجب شرعي إلا أنها تدفع نحو الواجب الوطني للتصويت الإيجابي مؤكدة أن التعديلات هي بمثابة إعلان دستوري مؤقت من قبل الجيش وأن المادة 189 بعد التعديل تضمن تشكيل لجنة تأسيسية لإعداد دستور جديد، خاصة وأن هناك العديد من مواد الدستور تحتاج إلى تعديل، مشيرة إلى أن مجلس الشعب القادم سيكون أولى مهامه تعديل مواد الدستور الخاصة بصلاحيات وسلطات رئيس الجمهورية، كما تؤكد أن رفض التعديلات الدستورية يؤدي إلي المجهول مؤكدة أن تلك التعديلات هي الطريق لتلبية مطالب الثورة.