رحلت عن عالمنا، وغبت عن دنيانا، لكنك دائما في وسطنا في ذاكرتنا في قلوبنا في أذهاننا، فأنت رجل المبادئ، رجل الحب والعطاء، رجل الحنان والتعليم، فقد ربيت أولادك علي الحق والتفوق والعطاء، فأنت نِعم الأب، فأنت رجل المهام الصعبة الذي يحتاجه الجميع وقت الشدائد، فأنت وقفت مع كل أولادك حتي وصلوا إلي مراكز مرموقة، حتي إنهم جميعا وصلوا إلي منازلهم ويواصلون التربية الحسنة في أولادهم، فأنت وقفت مع ابنتك التي ترملت وهي صغيرة وترك لها زوجها طفلة جميلة، فكنت نعم الوالد والجد في الوقت نفسه، لكن يكفينا فخرنا بك أمام الجميع فسيرتك العطرة وسام نتقلده جميعا علي صدورنا، لم تَكل يوما يا أبي، لم تتعب من كثرة العطاء، لم تكل من عمل بذلته رأيته واجبا عليك، عزاؤنا أنك في رحمة الله. ونحن لا نملك إلا الرضا بقضاء الله والصبر عليه ونحن كلنا ندعو لك يا والدي أن تكون من أهل الجنة، لكننا مازلنا نفكر أن هناك في رحيلك شيئا لا يعلمه إلا الله، فنم قريرالعين يا من علمتنا الحب والود والعطاء. كلنا مفتقدوك، تركت والدتي حزينة لم تنم ليلاً ولا نهاراً، نفسها حزينة، مكسورة علي فراقك. الرب يرحمك يا حلو اللسان، يا رجل المبادئ، نتذكر شعاراتك قبل الرحيل، لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدا.. و«لي الحياة هي المسيح والموت لي ربح» هكذا علمتنا أن الانتقال إلي الأمجاد السماوية ليس موتاً، بل انتقالا من عالم الشقاء إلي عالم الراحة، ونقول لك.. إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت، فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن.