ارتفعت حصلت قتلى الاشتباكات الطائفية في نيجيريا الى نحو 450 قتيل بعد أربعة أيام من العنف الطائفي بين المسيحيين والمسلمين، فيما تعالت الدعوات العالمية المطالبة بوقف الاشتبكات التي اسفرت ايضا عن الاف الجرحى والنازحين والمشردين. وقد اندلعت المعارك بسبب بناء مسجد في حي نصراوا جون وهو حي مسيحي في مدينة جوس التي تقع بين الشمال المسلم وبين الجنوب المسيحي والاحيائي وتضم نحو نصف مليون نسمة. وقال إمام مسجد في المدينة إن الضحايا معظمهم من المسلمين، موضحا أن 150 جثة تم جمعها من مناطق خارج مدينة جوس إضافة إلى أكثر من 220 جثة في مناطق أخرى. وقدرت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها الولاياتالمتحدة عدد المسيحيين القتلى بنحو 65 في وقت سابق اليوم. وقالت مؤسسة ستيفانوس المحلية للإغاثة إن المواجهات الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين شردت نحو 20 ألف شخص في ثلاثة أيام وتسبب نقصا في مياه الشرب والطعام في المدينة. وقد تراجعت الاشتباكات، لكنّ دوي إطلاق نيران متقطع سُمع في أحياء مجاورة، بينما امتد القتال إلى مناطق عدة، وتمركز مئات من جنود الجيش والشرطة في أنحاء المدينة لتطبيق حظر للتجوال حيث خلت الشوارع من المارة وأغلقت المتاجر. وأعلن مسئول رسمي نيجيري ان السلطات في مدينة جوس بولاية الهضبة (وسط) قررت أمس تخفيف حظر التجول بعد الصدامات الطائفية، كما أطلق رجال دين مسيحيون ومسلمون دعوات لوقف اعمال العنف. وقال مدير عام وزارة الاعلام في ولاية الهضبة حزقيال داليوب ان "حظر التجول ل24 ساعة جرى تخفيفه الآن. وسيسري حظر التجول الآن من الخامسة عصرا الى العاشرة صباحا". ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى حل سلمي للخلافات الدينية اعمال والعنف الطائفية في نيجيريا. وجاء في بيان للامم المتحدة أن "الأمين العام تابع بقلق شديد المعلومات المتعلقة بأعمال العنف الطائفية في مدينة جوس، في وسط نيجيريا، التي تسببت بخسائر بشرية كبيرة وتدمير ممتلكات". ودعا بان "جميع الاشخاص المعنيين الى ضبط النفس إلى أقصى حد والبحث عن حلول سلمية لخلافاتهم أكانت دينية او اي شيء اخر". ودعا جميع القادة السياسيين والدينيين في نيجيريا الى العمل معا لمعالجة الاسباب العميقة لتصاعد العنف الطائفي في البلاد. يشار إلى أن مدينة جوس كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة بين المسلمين والمسيحيين في سبتمبر 2001 خلف أكثر من ألف قتيل، كما قتل نحو 700 في الصدامات التي وقعت عام 2008. وتقول هيومان رايتس ووتش إن أكثر من 13500 شخص قتلوا في مواجهات دينية أو عرقية منذ نهاية الحكم العسكري للبلاد في سنة 1999.