تظاهر مئات التونسيين اليوم الجمعة في الشارع الرئيسي بقلب العاصمة التونسية مرددين هتافات مناهضة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ووقف المتظاهرون أمام وزارة الداخلية يطالبون برحيل بن علي. وكان التونسيون قد خرجوا من بيوتهم إلى الشوارع بعد ان شاهدوا رئيسهم على شاشات التلفزيون أمس الخميس وهو يحدد موعدا لتنحيه عن الرئاسة، حيث أعلن الرئيس زين العابدين بن علي الذي رأس تونس لاكثر من 23 عاما تحت ضغط من أسابيع من الاضطرابات في خطاب تلفزيوني مشحون انه لن يخوض انتخابات الرئاسة عام 2014 كما أمر الشرطة بالامتناع عن اطلاق النار على المحتجين ووعد بتحرير وسائل الاعلام. وأخذ التونسيون يلوحون بالاعلام ويرقصون ويطلقون أبواق السيارات ويرددون النشيد الوطني وبدا التغير واضحا حتى أن التلفزيون الرسمي الذي كان عادة يغطي شؤون الدولة ويخلو من اي نقد للسلطات تغير فجأة فقد ظهرت على شاشته مساء الخميس شخصيات معارضة للرئيس مثل توفيق العياشي ورئيس نقابة الصحفيين المقال ناجي البغوري اللذين كانا ممنوعين من التحدث على الاثير بسبب وجهات نظرهما المعارضة للحكومة. ولاحظ المشاهدون مناقشات حامية عن وسائل الاعلام التونسية كسر خلالها أحد الضيوف واحدة من المحرمات وانتقد أحد أفراد أسرة الرئيس. كما لوحظ التغيير أيضا على الانترنت. وعادت مواقع على شبكة الاتصالات الدولية كانت قد حجبت منذ اسابيع ومنها موقع يوتيوب وديلي موشن عقب خطاب بن علي. كما امكن الدخول الى موقع الصحيفة الفرنسية لوموند لاول مرة منذ شهور. من ناحية أخرى، أكد الاتحاد العام التونسي للشغل (منظمة نقابية) اليوم الجمعة أنه سيواصل تنفيذ الإضراب العام الذي دعا له في وقت سابق لمؤازرة التحركات الاحتجاجية، رغم خطاب الرئيس التونسي الذي تعهد فيه بإصلاحات جذرية وإرساء الحريات وعدم ترشحه للانتخابات المقبلة والتي لقيت ترحيبا حذرا من الأوساط المعارضة وأكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي إن الإضراب الذي قررته الهياكل القاعدية للمنظمة العمالية لا علاقة له بمحتوى خطاب الرئيس بن علي.