استبعدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن يتحدي محمد بديع - المرشد الجديد للإخوان المسلمين - حملة الحكومة الشرسة ضد الجماعة، مشيرة إلي أنه من المرجح أن يؤثر نهجًا سلميًا مختلفًا عن النهج الذي اتبعه سلفه مهدي عاكف المرشد السابق للجماعة. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أن محمد بديع (66 عاما)، وهو أستاذ جامعي متخصص في علم الباثولوجيا وأحد أعظم مائة عالم عربي وفقًا للموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية عام 1999، سوف يتجنب وضع الجماعة في مواجهة مباشرة مع الحكومة من خلال اتخاذ خطوات مثل الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في الشوارع أو أي محاولة لتحويل الحركة إلي حزب سياسي رسمي. ونقلت الصحيفة عن المرشد الجديد قوله - في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول «إن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن يومًا عدوًا للنظام». وأبرزت الصحيفة أن هناك مجموعة صغيرة من شباب الإخوان، يتبعون سياسة أكثر اعتدالاً ويحاولون الضغط علي الجماعة للقيام بدور سياسي أكثر نشاطا قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو الدور الذي سيكون متميزا عن باقي الأنشطة التي تمارسها الجماعة مثل بناء المدارس والعيادات وبث البرامج الدينية. وإن كان من المؤكد أن ممارسة مثل هذا الدور سيثير نظام الرئيس حسني مبارك، الذي تمكن من التغلب علي جميع التحديات التي واجهت حكمه علي مدار ثلاثة عقود، كما أن الدستور يقف دون ممارسة الإخوان لهذا الدور، إذ يحظر الأحزاب السياسية القائمة علي الدين، فيما يهيمن الحزب الوطني الديمقراطي علي اللجنة التي توافق علي قيام أحزاب جديدة. وأوضحت الصحيفة أن بديع، الذي يعد المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين جاء خلفا للمرشد السابق محمد مهدي عاكف الذي اتسم بشخصية جذابة وشعبية كبيرة، وعرف بتصريحاته شديدة اللهجة التي تحدي بها حكومة مبارك، وأضافت الصحيفة الأمريكية في التقرير الذي نشرته علي موقعها الإليكتروني أمس - الأحد -أنه علي الرغم من أن بديع كان من ضمن المجموعة المتشددة التي كانت تسعي للإطاحة بالحكومة المصرية، فإنه أكد أمس الأول رفض الجماعة العنف وحث الدول الأعضاء الأخري لتحذوا حذوها.