تفاصيل السوق والبورصة السلعية لمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة (إنفوجراف)    عالم الزلازل الهولندي يحذر من زلزال وشيك الأسبوع المقبل    وصول بعثة الأهلي إلى مطار قرطاج (فيديو)    معاينة النيابة تكشف سبب اندلاع حريق في مستشفى مصر الدولي    استعدادًا لمواجهة بيراميدز| الإسماعيلي يتعادل مع بور فؤاد وديًا    كيف تلاحق وزارة الكهرباء المخالفين وسارقي التيار بالمحاضر القانونية؟    مجلس عمداء كفر الشيخ يبحث استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني    مرتكب الحادث رجل سبعيني.. تحليل لمحاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا    بعد رحيله.. مسيرة عطاء وزير النقل السابق هشام عرفات    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    كامل الوزير: تكلفة طرق "حياة كريمة" 13.5 مليار جنيه.. فيديو    «حياة كريمة» تضفي رونقا على قرى مركز ناصر ببني سويف    ماجدة خير الله: حديث طارق الشناوي عن روجينا وأشرف زكي نقد فني    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    نصائح مهمة يجب اتباعها للتخلص من السوائل المحتبسة بالجسم    مستشفى الكلى والمسالك الجامعى بالمنيا.. صرح مصري بمواصفات عالمية    إليسا توجه رسالة ل أصالة نصري في عيد ميلادها    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    21 ضحية و47 مصابا.. ما الحادث الذي تسبب في استقالة هشام عرفات وزير النقل السابق؟    ضبط عاطل بحوزته كمية من الحشيش في قنا    رئيس "رياضة النواب": نسعى لتحقيق مصالح الشباب حتي لا يكونوا فريسة للمتطرفين    أمير عيد يكشف ل«الوطن» تفاصيل بطولته لمسلسل «دواعي السفر» (فيديو)    «أونروا»: نحو 600 ألف شخص فرّوا من رفح جنوبي غزة منذ تكثيف بدء العمليات الإسرائيلية    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    «جوزي الجديد أهو».. أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على ظهورها بفستان زفاف (تفاصيل)    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    بتوجيهات الإمام الأكبر ..."رئيس المعاهد الأزهرية" يتفقد بيت شباب 15 مايو    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    لضم حارس عالمي.. النصر يحدد أول الراحلين الأجانب    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    وزير النقل: تشغيل مترو الخط الثالث بالكامل رسميا أمام الركاب    أحمد موسى: برلمان دول البحر المتوسط يسلم درع جائزة بطل السلام للرئيس السيسي    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    لسة حي.. نجاة طفل سقط من الدور ال11 بالإسكندرية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    يلا شوت.. مشاهدة مباراة مانشستر يونايتد ونيوكاسل في الدوري الانجليزي الممتاز 2024 دون تقطيع    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    صباحك أوروبي.. كلوب يتمشى وحيداً.. غضب ليفاندوفسكي.. وصدمة لمنتخب إيطاليا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك يكرر كعادته للبرلمان:مازلناعلى الطريق الصحيح ونحذرمن تعنت موقف إسرائيل!
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 12 - 2010

يغلق الطريق أمام الاعتراض على صحة الانتخابات.. أعبر عن تطلعى للعمل مع نواب الشعب..أغلبية ومعارضة ومستقلين لإن مصر تسمو فوق الأشخاص والأحزاب
يشير إلى برنامجه الانتخابي.. لقد تبدلت حياة المواطنين اليوم فى جوانب كثيرة منها إلى الأفضل بفضل برنامج إصلاح طموح وشامل
يوضح أن الطريق مفتوح أمام الاستثمار.. لقد صمد اقتصادنا أمام أزمتين عالميتين متعاقبتين ولم نمد يدنا لأحد
يمهد لقانون مكافحة الإرهاب.. لانزال فى مواجهة مع قوى التطرف والإرهاب
يشير إلى تسريبات ويكيليكس.. ما نقوله فى العلن هو ما نقوله وراء الأبواب المغلقة
ويلمح لاستمراره في فترة رئاسية جديدة.. سوف نحقق المجتمع المصرى الذى نتطلع إليه..ويتطلع إليه أبناء الشعب..نعرف طريقنا إليه..وقطعنا عليه شوطا طويلا
الرئيس مبارك خلال الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى
شهد الرئيس حسني مبارك اليوم الأحد الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى بمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة. وكان الرئيس مبارك قد وصل الى مقر مجلس الشعب حيث كان فى استقباله الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب والسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ووكلاء المجلسين.
وفيما يلى كلمة الرئيس حسنى مبارك أمام الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة ..
- الإخوة والأخوات أعضاء مجلسى الشعب والشورى ..
- السيدات والسادة ..
"يسعدنى أن ألتقى بكم فى مستهل دورة برلمانية جديدة..وفصل تشريعى جديد..وأن أتوجه بالحديث من خلالكم لشعب مصر من منبر البرلمان. ذلك هو البرلمان الرابع والعشرون .. منذ افتتاح هذا المبنى الشامخ عام 1924..نبدأ به الفصل التشريعى العاشر .. وتتعلق به آمال كبار .. فى مرحلة هامة من عملنا الوطنى والبرلمانى.
إننى أتوجه بتهنئتى للمجلس الجديد بانعقاده الأول..أهنىء أعضاءه..وأتوجه بتهنئة خاصة لنائباته على مقعد المرأة..وللمرأة المصرية على امتداد أرض الوطن . كما أعبر عن تطلعى للعمل مع نواب الشعب..أغلبية ومعارضة ومستقلين. إن مصر تسمو فوق الأشخاص
والأحزاب .. والعمل الحزبى والبرلمانى والسياسى ما هو إلا روافد متعددة لخدمة الشعب والوطن وتعزيز الديمقراطية..والديمقراطية - بدورها - ثقافة .. تتدعم ممارساتها عاما بعد عام.
إننى أؤكد اليوم ما قلته الأسبوع الماضى .. فالانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب بما كشفت عنه من إيجابيات وسلبيات هى خطوة مهمة على الطريق .. وكل انتخابات نجريها إنما تضيف لتجربتنا الديمقراطية .. وتطرح دروسا للتمعن فيها والاستفادة منها. دروس تؤكد فى مجملها .. أن الشعب هو الفيصل والحكم .. وأن التواصل مع همومه وتطلعاته .. هو الطريق لثقته وتأييده .. دروس تبرهن على وعى المصريين .. وتثبت أن الطريق لأصواتهم هو العمل المخلص والجاد .. لكل من يجتهد من أجلهم.
وأقول لكم اليوم .. لقد انتخبكم الشعب لتحملوا مشكلاته وآماله لهذا المبنى العريق ..ولتعبروا عنها تحت قبة البرلمان..وأقول أننا جميعا..رئيسا ونوابا وحكومة .. نتحمل مسئولية مشتركة .. من أجل أبناء الشعب .. وفى خدمة مصالحهم ومصالح الوطن .. فهذا هو الهدف كان دائما .. وسوف يظل على الدوام.
- الإخوة والأخوات ..
إننا نبدأ بهذه الدورة البرلمانية مرحلة جديدة للعمل الوطنى مرحلة هامة نبنى خلالها على ما حققناه فى السنوات الماضية..ونسعى فيها إلى إنطلاقة جديدة نحو المستقبل..إنطلاقة تنتقل بمصر إلى آفاق أرحب..من النمو والتقدم الاقتصادى..والعدالة الاجتماعية..والمشاركة الشعبية.
لقد تبدلت حياة المواطنين اليوم فى جوانب كثيرة منها إلى الأفضل بفضل برنامج إصلاح طموح وشامل حظى بأولوية رئيسية على مدار السنوات الماضية..لم يأت هذا البرنامج من فراغ وإنما حكمته رؤية إستراتيجية تمسكت بها وأتمسك بترسيخها فى المستقبل. رؤية ترتكز على إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة وتعميق الوسطية والاعتدال..رؤية تنطلق من إعادة صياغة دور الدولة كمنظم ومحفز للنشاط الاقتصادى ، وقيامها بدور محورى فى توفير أكبر قدر من الرعاية للفئات الأكثر احتياجا. رؤية .. تواصل توسيع قاعدة المشاركة الشعبية..ولا تتهاون فى حماية أمن مصر القومى وسيادتها ومصالحها العليا..إن علينا خلال المرحلة القادمة أن نستكمل تنفيذ أجندة الإصلاح على كافة محاورها..وأن نتمسك بالركائز التى تأسست عليها..وأن نواصل تطوير سياساتها وبرامجها.
إننا نخطو .. نحن والعالم .. فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين..وأمامنا تحديات كبيرة وآمال كبار ، وكما أن الإصلاح عملية مستمرة .. فإن الحاجة تظل قائمة - بل وتشتد - لتطوير تشريعى متواصل..نواكب به حركة مجتمعنا والعالم من حولنا. إن هذا التطوير مسئولية نواب الشعب..أغلبية ومعارضة ومستقلين..وأنتم جميعا شركاء فى تحمل هذه المسئولية والنهوض بأمانتها وأعبائها.
إننى أتطلع لتفاعل بناء من جانبكم مع قضايا الوطن والمواطنين ولحوار مسئول ومناقشات جادة ، أتطلع لأداء برلمانى رفيع يتوخى صالح الشعب ، يعبر عن الرأى والرأى الآخر ، يطرح الحلول الخلاقة لما يواجهه المواطنون من مشكلات ويعى الأهمية البالغة للمرحلة الحاسمة المقبلة.
أعلم أن هناك رؤى متعددة للأحزاب والمستقلين بل ولحزب الأغلبية ذاته حول دور الدولة .. وأولويات العمل الداخلى .. وقضايا السياسة الخارجية والأمن القومى. إننى أرحب بذلك .. وأدعو للتفاعل معه تحت قبة البرلمان بما يثرى عملنا البرلمانى وحياتنا السياسية .. ويدفع بهما إلى الأمام ، إننى إذ أتطلع لذلك .. بل وأشجعه وأدعو إليه..أثق كل الثقة فى قدرة نواب الشعب على الوفاء بمسئوليتهم بروح المسئولية المشتركة ..والسعى للهدف الواحد .. من أجل شعب يتطلع إليهم .. ووطن يستحق منا جميعا .. كل جهد مخلص ورأى مستنير.
- الإخوة والأخوات ..
إن ما حققناه حتى الآن وما نتطلع لتحقيقه فى المرحلة المقبلة هو ما يحدد رؤيتنا لأولويات الأجندة التشريعية فى هذه الدورة البرلمانية الجديدة..وهذا الفصل التشريعى الجديد. لقد حققنا الكثير فى توسيع وتطوير البنية التشريعية والأساسية خلال المراحل الماضية بما عزز قدرتنا على جذب الاستثمار وإتاحة فرص العمل .. والنهوض بمستوى معيشة عدد كبير من المواطنين.
كما أعطت سياسات الإصلاح الاقتصادى قوة جديدة لاقتصادنا .. دفعت به لإنطلاقة قوية .. بمعدلات نمو مرتفعة .. وتمكنا من تجاوز أزمتين عالميتين متعاقبتين .. بمواردنا الذاتية .. دون أن يتزعزع اقتصادنا.
لاتزال معاناة اقتصادات كبرى مستمرة من تداعيات ركود الاقتصاد العالمى .. ولاتزال معظم دول منطقة (اليورو) وشعوبها .. فى مواجهة قرارات صعبة .. وإجراءات قاسية وصارمة للتقشف المالى..ولخفض عجز الميزانية والدين العام ، ولجأت دول عديدة إلى خفض الإنفاق العام..وتسريح أعداد كبيرة من المواظفين .. وخفض الأجور والمعاشات وإعانات البطالة.
لقد صمد اقتصادنا أمام هذه التداعيات .. لم نمد يدنا لأحد .. واصلنا رفع الأجور والمعاشات..وزادت مخصصات الدعم..وبنود الإنفاق الاجتماعى فى الموازنة العامة للدولة .. نمضى فى إضافة المزيد من الأسر لمعاش الضمان الاجتماعى .. ولايزال الدين الداخلى تحت السيطرة فى حدود آمنة .. وعند نفس مستوياته قبل الأزمة العالمية الأخيرة.
إن ذلك يبعث فينا المزيد من الثقة فى اقتصادنا وسياستنا والمزيد من الاقتناع بأننا قد اخترنا الطريق الصحيح..طريق ينفتح باقتصادنا على العالم..ليستفيد من فرصه ومكاسبه .. ويقرن الإصلاح الاقتصادى بإصلاح اجتماعى يسعى للعدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن ومحافظاته .. وينحاز للبسطاء والأكثر احتياجا.
إن هذا الطريق هو طريقنا خلال المرحلة المقبلة .. تظل أولويتنا القصوى محاصرة البطالة..وإتاحة المزيد من فرص العمل .. نعلم أن رفع معدلات النمو والتشغيل .. يقتضى اجتذاب المزيد من الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية ..استثمارات للقطاع الخاص الوطنى والخارجى تعززها استثمارات للدولة..واستثمارات مشتركة للدولة والقطاع الخاص .. فى مجالات البنية الأساسية تفعيلا للقانون الذى اعتمدته الدورة البرلمانية الماضية.
إننا نعمل من أجل انطلاقة جديدة لاقتصادنا .. تقيم مناطق صناعية وتجارية جديدة .. وأخرى للتصنيع الزراعى .. ترفع إنتاجيتنا وصادراتنا وقدرتنا على المنافسة .. ترتفع بمتوسط معدلات النمو إلى (8%) خلال السنوات الخمس المقبلة .. انطلاقة جديدة .. تنعكس بشكل ملموس على مستوى معيشة المواطنين وتصل ثمارها لمن لم تصل إليهم بعد من الفقراء والمهمشين.
إن هذه الانطلاقة ليست من قبيل الأمل والتملى وإنما تتأسس على رؤية واضحة..وسياسات أثبتت نجاحها .. أوجز دعائمها فيما يلى :-
أولا : استكمال تحويل دور الحكومة إلى منظم ومراقب للأسواق ومحفز للنشاط الاقتصادى ..يشجع المستثمرين ويذلل ما يواجهونه من عقبات.وتحقيقا لذلك .. فإننى أدعو البرلمان خلال الدورة الحالية للانتهاء من تطوير عدد من القوانين لتنظيم التجارة الداخلية والمعاملات التجارية..بما يعزز مناخ الاستثمار..ويطرح المزيد من التسهيلات للمستثمر الصغير قبل الكبير.
ثانيا : لابد أن تواكب ذلك جهود متواصلة لنشر وتعزيز ثقافة العمل بوجه عام .. والعمل الحر بوجه خاص..وتشجيع روح المبادرة الفردية..والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بين الشباب بعيدا عن ثقافة العمل الحكومى السائدة منذ عقود. وفى هذا السياق فإننى أتطلع لمناقشة نواب الشعب لقضية تطوير التعليم .. والتعليم الفنى على وجه الخصوص بما فى ذلك مخصصاته ومصادر تمويله لدى مناقشة مشروع الموازنة.
كما أتطلع لمناقشتهم لمشروع القانون الخاص بالوظائف المدنية .. فى صلته بجهودنا لتعزيز الاستفادة من ثرواتنا البشرية..وضبط العمل الحكومى..ومحاربة الانحراف والفساد .. وتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة فى حقوق المواطنة عملا وممارسة وتطبيقا.
ثالثا : وضع إطار محكم لتنظيم استغلال آراضى الدولة يوفر لها الحماية من التعديات .. يقطع الطريق على الفساد ويوفر للمستثمرين واحدا من أهم عناصر الاستثمار. وسوف أحيل إليكم مشروع قانون يحقق ذلك .. وأدعو البرلمان لإيلاء مشروع هذا القانون ما يستحقه من اهتمام بالغ ولأن يتم اعتماده خلال هذه الدورة.
رابعا : ضمان تحقيق أقصى استفادة من الأصول المملوكة للدولة على نحو يرتقى بإرادتها لتصبح معه هذه الأصول مكملة للنشاط الاقتصادى للقطاع الخاص تفيده وتستفيد منه .. وتشارك معه فى رفع معدلات النمو وإتاحة فرص العمل. وسأحيل مشروع قانون لتحقيق ذلك إلى نواب الشعب ، آمل مناقشته واعتماده خلال الدورة الحالية.
إن تحقيق هذه الرؤية .. فى جانبها التشريعى والتنفيذى يؤدى لمعدل للنمو بنحو (6%) العام المقبل .. ولإتاحة نحو 700 ألف فرصة عمل جديدة لشبابنا ، وفضلا عن ذلك فإنه يتيح للدولة موارد جديدة تمكنها من التوسع فى الإنفاق الاجتماعى .. وتوفير المزيد من الحماية الاجتماعية للمواطن المصرى والأسرة المصرية.
إن هذا هو التزام ثابت تعهدت به وأحافظ عليه .. وتكليف أعاود تأكيده للحكومة .. ومسئولية لنواب الشعب .. تجاه من جاءوا بهم إلى البرلمان. سيظل البعد الاجتماعى للنمو والتنمية فى قلب تحركنا خلال المرحلة المقبلة .. فدور الدولة كمنظم ومراقب للنشاط الاقتصادى وتشجيعها للقطاع الخاص يقابله دور أساسى وثابت فى حماية الأقل حظا فى مجتمعنا والوقوف إلى جانب الفقراء والأولى بالرعاية.
إن هذا البعد الاجتماعى هو مسئولية والتزام أتمسك بأولويته .. وأواصل العمل من أجله ..معكم كنواب للشعب .. ومع الحكومة .. نسعى لتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية .. نجتهد كى نخرج بالفقراء من دائرة الفقر..ونولى الرعاية الواجبة للمناطق والقرى والأسر الأكثر احتياجا..نبذل جهودنا للارتقاء بالخدمات وللاستثمار فى البشر بتطوير التعليم والرعاية الصحية..يظل هدفنا هو المواطن المصرى..فى رزقه ودخله..فى حقوقه وكرامته..ونجتهد لنخفف عنه أعباء المعيشة..ولندعم ثقته فى مستقبله .. ومستقبل أسرته.
وفى هذا السياق..فإن مشروع قانون التأمين الصحى يأتى على رأس أولويات الأجندة التشريعية للدورة الحالية..مشروع قانون يستهدف توسيع مظلة التأمين الصحى .. لتغطى ملايين الأسر المصرية غير المشمولة بالتأمين حتى الآن .. وتطوير ما يقدم للمواطنين من خدمات الرعاية الصحية..يتحمل القادرون تكاليفه بحسب دخولهم..وتتحمل الدولة الأعباء عن غير القادرين.
لقد كان مشروع هذا القانون محلا لنقاش مستفيض خلال المرحلة الماضية .. شاركت فيه الأحزاب والنقابات وكافة فئات المجتمع..وإننى أتطلع لمناقشته خلال هذه الدورة بما فى ذلك مصادر التمويل المطلوبة..كما أتطلع لاعتماده من نواب الشعب كى نرفع عن كاهل الأسرة المصرية هواجس القلق من المستقبل والتخوف من أن يطيح المرض ونفقات العلاج بمدخراتها .. فينتقل بها من حياة كريمة إلى الحاجة والفقر..إن هذا هو ما يتطلع إليه الشعب..وأكلف به الحكومة..وهذا ما أتطلع للعمل من أجله مع البرلمان.
- الإخوة والأخوات ..
وفضلا عن أولوليات تحركنا الاقتصادى والاجتماعى .. فإننا نسعى خلال المرحلة المقبلة لتحرك مواز لتوسيع تطبيق اللامركزية .. وتدعيم المشاركة الشعبية على كافة المستويات .. لقد أصبح تبنى هذا المنهج ضرورة فى عالم اليوم من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المحدودة المتاحة..ولضمان تلبية احتياجات المواطنين وفقا لأولوياتهم .. وتحسين جودة الخدمات العامة .. من خلال الرقابة المجتمعية.
وتحقيقا لهذا الهدف .. فسوف أحيل إلى الدورة الحالية .. مشروع قانون لتطوير الإطار الشتريعى الحاكم للادارة المحلية .. يعزز دور مؤسساتها .. ويستكمل نقل الصلاحيات إليها ..يعيد تحديد وتوزيع الاختصاصات على المستوى المحلى..ويستحدث اختصاصات جديدة ..
يعزز من آليات المساءلة المحلية .. ويسمح بتمكين المستوى المحلى ماليا. وتوزيع موارد الدولة وفقا لتوزيع المسئوليات بين المستويين المركزى والمحلى .. وإننى أتطلع لاعتماد مشروع هذا القانون خلال الدورة الحالية للبرلمان.
- الإخوة والأخوات ..
سيظل أمن إمدادات الطاقة..عنصرا أساسيا فى بناء مستقبل الوطن .. وجزءا لا يتجزأ من أمن مصر القومى..لقد أطلقت برنامجا قوميا للاستخدامات السلمية للطاقة النووية .. أصبح جزءا من إستراتيجية مصر الشاملة للطاقة .. وركنا مهما من سياساتنا لتنويع مصادرها وتأمين إمداداتها..ولقد استكملنا خلال الفصل التشريعى التاسع الإطار القانونى لهذا البرنامج الإستراتيجى المهم .. كما استكملنا الترتيبات المؤسسية والهيكلية للبرنامج على المستوى التنفيذى.
إننى أتابع .. أولا بأول .. خطوات تنفيذ البرنامج مع المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، كما أتابع ما أجريناه - ونجريه - من اتصالات .. بالوكالة الدولية للطاقة الذرية .. والعديد من شركائنا الدوليين ، وأقول .. بالكثير من مشاعر الزهو الوطنى إننا انتهينا من الدراسات الفنية لبناء أربع محطات نووية لتوليد الكهرباء ..وسنطرح فى غضون أسابيع قليلة مناقصة بناء المحطة الأولى بمنطقة (الضبعة) ، كما أقول لكم ولأبناء الشعب.
إننا ماضون فى تنفيذ هذا البرنامج دون تردد متمسكين بحقوقنا الثابتة وفق معاهدة منع الانتشار متطلعين للعمل مع كل من يحقق مصالحنا بأعلى مستويات التكنولوجيا النووية والأمان النووى ودون مشروطيات تتجاوز إلتزاماتنا بمقتضى هذه المعاهدة. كما سيظل توفير احتياجاتنا من المياه .. والحفاظ على مواردنا من مياه النيل .. مكونا رئيسيا فى رؤيتنا للمستقبل .. والحفاظ على أمن مصر القومى .. نوليه الأهمية القصوى فى سياساتنا الداخلية والخارجية ، نواصل الحوار والتنسيق مع دول حوض النيل .. لتحقيق المنافع المتبادلة لكافة دول الحوض..ونعزز التعاون معها..والمساهمة فى تنفيذ مشروعاتها من أجل التنمية..وتقديم مساعداتنا الفنية فى المجالات ذات الأولوية لديها.
وفى ذات السياق .. فإن علينا أن ندرك أن تلبية الطلب المتزايد على المياه إنما يتطلب منا جميعا تحمل مسئوليتنا فى ترشيد استخداماتنا للمياه بالمزيد من تطوير سياسات الرى والزراعة وتعظيم الاستفادة من كافة موارد المياه المتاحة بما فى ذلك المياه الجوفية ، وتحقيقا لهذا الهدف سوف يكون أمامكم مشروع قانون يتناول حماية وتعزيز استخدامات المياه الجوفية .. ويضمن الحفاظ عليها وعدم إساءة استخدامها.
- الإخوة والأخوات ..
إن هذه الأجندة التشريعية الحافلة تستمد طموحها من طموحات المرحلة المقبلة .. بما تستهدفه من غايات وأولويات وبما تنطوى عليه من مصاعب وتحديات فى الداخل والخارج .. إن أمامنا الكثير من العمل الشاق تحت قبة البرلمان وخارجه .. لا وقت لدينا لنضيعه..فكلنا مدينون لهذا الوطن وهذا الشعب وعلينا جميعا أن نقتحم مشاكله وأن نحقق آماله وتطلعاته.
نعلم تماما ما يحيط بنا من صعاب ومخاطر وتحديات..فى منطقتنا والعالم من حولنا .. ندرك أننا لانزال فى مواجهة مع قوى التطرف والإرهاب..نواجه محاولات للتدخل فى شئوننا .. ومحاولات لفتح جبهات جديدة لممارسة الضغوط علينا تارة بما يستهدف الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط .. وتارة بمخططات للوقيعة مع أشقائنا بدول حوض النيل. إن تعاملنا مع قضايا السياسة الخارجية والأمن القومى .. تحكمه الصراحة والوضوح .. ما نقوله فى العلن هو ما نقوله وراء الأبواب المغلقة .. لا نفرط أبدا فى سيادتنا أو استقلال إرادتنا .. ولا نقبل مشروطيات أو إملاءات .. لا نغفل للحظة عن أمن مصر القومى وأمان مواطنيها .. ونتعامل مع محاور الأمن القومى بكافة أبعاده .. كقضية حياة ووجود ومصير .. نمد يد الصداقة والتعاون لشركائنا حول العالم .. ولا نسمح لأحد بزعزعة استقرارنا .. أو صرف انتباهنا عن قضايا الداخل المصرى .. وتطلعات المصريين.
نعى مخاطر المأزق الراهن للقضية الفلسطينية .. وقضية السلام .. ونحذر من تداعيات تعنت ومواقف وسياسات إسرائيل على استقرار الشرق الأوسط والعالم..إننى أقول بعبارات صريحة وواضحة إن التحرك الدولى لا يرقى - حتى الآن - لجسامة هذه التداعيات والمخاطر .. وإن على كافة الأطراف أن تتحمل مسئوليتها.
أقول أن على إسرائيل أن تتحمل مسئولية توقف المفاوضات وعليها أن تعلم أن أمن شعبها يحققه السلام وليس السلاح أو الاحتلال..أقول إن على الولايات المتحدة وباقى أطراف الرباعية الدولية أن تتحمل مسئوليتها على نحو جاد وفعال للخروج من المأزق الراهن. وأقول إن مصر ماضية فى تحمل مسئوليتها تجاه القضية الفلسطينية وقضية السلام .. سوف نواصل ذلك بعزم والتزام لا رجعة فيه من أجل سلام عادل يحقق الأمن للجميع ، ينهى معاناة الشعب الفلسطينى..ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمسجدها الأقصى وحرمه الشريف.
نبذل أقصى الجهد للحفاظ على استقرار السودان .. والعراق .. ولبنان .. واليمن .. نعمل من أجل أمن وسلام منطقتنا العربية .. ومن أجل عمل عربى مشترك .. يحفظ هوية العرب .. يتصدى لمحاولات الهيمنة وبسط النفوذ..ويدافع عن مصالح وقضايا شعوبنا..نواصل السعى لتعزيز التعاون العربى فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار .. ونستضيف الشهر المقبل فى شرم الشيخ القمة العربية الاقتصادية والتنموية الثانية لنبنى على ما حققته القمة الأولى العام الماضى بدولة الكويت الشقيقة.
- الإخوة والأخوات ..
إن ما تحقق خلال السنوات الماضية .. يؤكد أننا على الطريق الصحيح ..إلا أن تركيزنا واهتمامنا يظل منصبا على المستقبل بتحدياته وهمومه وآماله وتطلعاته .. كى نستكمل ما بدأناه .. ونبنى على ما حققناه .. ولننطلق انطلاقة جديدة نحو المستقبل. إن ما حققناه معا - على أهميته - يظل نتاجه الأهم .. ما أرسيناه من إطار دستوى وتشريعى..حديث ومتطور .. يتيح لنا تحقيق نقلة نوعية .. اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا .. إن تحقيق هذه النقلة النوعية هو مسئوليتنا جميعا..وسيكون لمجلسكم الموقر دور مهم فى دفعها وتفعيلها .. انطلاقا من الأجندة التشريعية التى استعرضت أهم معالمها خلال الدورة الحالية.
سوف نحقق المجتمع المصرى الذى نتطلع إليه..ويتطلع إليه أبناء الشعب..نعرف طريقنا إليه..وقطعنا عليه شوطا طويلا .. سوف نمضى على هذا الطريق باطمئنان وعزم ويقين .. نقطع عليه أشواطا جديدة لنرسخ دعائم مصر القوية الآمنة .. والدولة المدنية الحديثة والمتطورة ..يضمن ثبات مسيرتنا الدستور والقانون والمؤسسات .. ويدفع خطواتنا شعب عريق .. لا يلقى بالا للمشككين .. يحلم بالمستقبل الأفضل .. ويسعى إليه .. ويجتهد من أجله.
أتمنى لكم دورة برلمانية ناجحة .. وفصلا تشريعيا مثمرا ،،
وفقنا الله وسدد خطانا ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.