أعلنت عدة جهات دولية تأييدها لانتخاب زعيم المعارضة الحسن وتارا رئيسا لساحل العاج، ودعت الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو إلى التنحي وقبول الهزيمة، وذلك بعد خلاف بشأن نتائج الانتخابات التي أجريت جولة إعادتها يوم 28 نوفمبر الماضي. وتأتي هذه الدعوات في وقت أعلن فيه التلفزيون الحكومي أن جباجبو سيؤدي اليوم السبت اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، وذلك بعد أن أعلن المجلس الدستوري يوم أمس فوزه وألغى نتائج سابقة كانت المفوضية المستقلة للانتخابات أعطت فيها الفوز لوتارا. وقد ألغى المجلس نتائج المفوضية بحجة أنها لم تعلنها إلا أول أمس الخميس وتجاوزت بذلك المهلة الدستورية الممنوحة لها، والتي انتهت منتصف ليل الأربعاء، وكانت المفوضية قد أعلنت الخميس فوز وتارا بنسبة 54.1% من أصوات الناخبين مقابل 45.9% لجباجبو، قبل أن يلغي المجلس هذه النتائج بصفته أعلى هيئة قضائية في البلاد. ورفضت عدة جهات دولية إعلان فوز جباجبو، وقالت إن وتارا هو الفائز الحقيقي، فقد حثت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلى قبول فوز وتارا، وقال الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان -الذي يترأس إيكواس حاليا- في بيان إنه يحث كل الأطراف المعنية بالعملية الديمقراطية في ساحل العاج، بما فيها المجلس الدستوري، على "احترام حكم شعب ساحل العاج وتنفيذه بشكل كامل كما أعلنته المفوضية المستقلة للانتخابات". كذلك دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جباجبو الذي يحكم البلاد منذ عام 2000 وكل السلطات المدنية والعسكرية إلى "احترام إرادة الشعب" وتجنب أعمال العنف، و"التعاون في إقامة مصالحة وسلام واستقرار بشكل دائم في ساحل العاج". أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فقد دعا جباجبو إلى التنحي والاعتراف بفوز منافسه أو الاستعداد لمواجهة نتائج رفضه، وقال إن المفوضية المستقلة للانتخابات أقرت فوز وتارا، ووافقتها في ذلك الأممالمتحدة والمراقبون الدوليون. ومن جهته حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس البلاد المنتهية ولايته على "العمل لما فيه خير البلاد، والتعاون من أجل انتقال سلس للسلطة" في ساحل العاج.
وقدم بان تهانيه بالفوز لوتارا وقال إنه "يجب احترام إرادة شعب ساحل العاج"، داعيا الجميع إلى العمل من أجل السلام والمصالحة والاستقرار والازدهار، حسب ما جاء في بيان عن متحدث باسم الأمين العام الأممي.
وكانت بعثة الأممالمتحدة في ساحل العاج قد رفضت الجمعة الاعتراف بإعلان المجلس الدستوري فوز جباجبو، وأكدت صحة فوز وتارا وفق النتيجة التي أعلنتها الخميس المفوضية المستقلة للانتخابات. وعلى المستوى الداخلي حذر أنصار وتارا -الذين أحرق بعضهم إطارات في شوارع مدينة أبيدجان الجمعة- من اندلاع حرب أهلية في البلاد، وأكدوا أنهم لن يقبلوا أي قرار من المجلس الدستوري يعلن نتائج غير تلك التي أعلنتها اللجنة المستقلة للانتخابات، كما اتهموا جباجبو بأنه قد يلجأ إلى انقلاب عسكري للاستيلاء على السلطة. وقال مدير الحملة الانتخابية لوتارا أمادو جون كوليبالي إن إعلان الجيش الخميس إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية للبلاد هو مقدمة لانقلاب عسكري. رئيس الوزراء وزعيم المتمردين سابقا جيوم سورو أعلن يوم أمس الجمعة دعمه للنتائج التي أعلنت فوز وتارا، وحذر من إلغاء هذه النتيجة، وقال إن ذلك يهدد إعادة توحيد البلاد، التي قسمتها حرب أهلية في 2002 و2003 إلى شطرين. وقالت رئاسة الوزراء في بيان إن سورو غير متفق مع قرار المجلس الدستوري إلغاء عدد كبير من الأصوات المعبر عنها في شمالي البلاد، وإن ذلك "يهدد بشكل خطير فكرة إعادة توحيد البلاد".
وكان مجلس الأمن الدولي قد هدد الجمعة باتخاذ إجراءات ضد أي طرف يعرقل العملية الانتخابية، كما دعت الولاياتالمتحدة إلى احترام نتائج الانتخابات الرئاسية المعلنة.
وقالت المندوبة الأمريكيةالأممية سوزان رايس -التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر- إن أعضاء مجلس الأمن "يؤكدون استعدادهم لاتخاذ الإجراءات الملائمة ضد من يعرقلون العملية الانتخابية، وخاصة عمل المفوضية المستقلة للانتخابات".