الصبح في 6 أكتوبر ما بيميزهوش غير المحور وشيء م الزحمة، وم الألوان وأنا عمري ما حسيتها مدينة ولا حتى تاريخ حَفَظ القيمة إلا إن جه يوم الذكرى في فيلم وصورة بدون ألوان وفي يوم.. زارت الصبح العتمة ففتحنا الأخبار وسمعنا قالوا لنا: الشمس ماهيش لاعبة ورجعوا وقالوا إنها فتنة قال ايه... محتاجة تبرد رجليها يوماتي في إناء مرجان عليه إمضاء بدهب أبيض من كل السحرة والكهنة ف حارة الحكمة والغفران!! زلزلني الكدب وبرجلني وخانتني الذاكرة ورمتني على عتبة عمر بست سنين حوارات.. وشقاوة.. وحَبة جِنان من ست سنين.. من أقصى ديار الغنوة والتحنان من عند المرج.. لبعد الدلتا وإنت فايت بجزيرة بدران عبرتنا صُفح برياح عطرة بخشب الصندل والريحان ل ست سنين.. تكوي.. وتشجي تغوي.. وتندي تكشف بحروفها جذور عفنة لكدب ملبك في المصران لأكل مسرطن وشعب اتيتم بيشرب ميه ولا القطران دستور اتغير بركلة رِجل وحزب ملبّد في الأركان ول ست سنين.. الأربع صار له كذا معنى ممكن ضربة.. ممكن نَبْشة أو رسم مظأطط ع الجدران وأكيد كلمة.. حرة، وحلوة تطلع، تضرب في المليان * * * وفي يوم أكتوبر والنور الأصفر نقش الحنة في كفوف الليل من أقصى ديار الغنوة والأحزان سمعنا هتاف بزئير أجهر وأنين بيطقطق كالنيران: يا ولاد.. يا بنات وصل الأعمى.. وعيسى اتخان بعد ما كان كل اللي يقوله يشفي الأنفس ويرفع صوت حق الغلبان وصل الأعمى.. وعيسى اتخان شطبوا سطوره ومنعوا ظهوره وقالوا بيشعل نار الفتنة ويقلب شعبه على الصولجان ويعلى الصوت: وصل الأعمى.. وعيسى اتخان وصل الأعمى.. وعيسى اتخان * * * وناخ الجمل.. ورفض الرجال وصرخت شبيبة وقالوا محال ويعلى الهتاف: معاكم.. معانا معانا.. معاكم مهما اكتوينا بنار الانتظار ومهما محوا من سطورنا كلامنا ومهما اتلسعنا بسوط الحصار دماؤكم دماءنا نَفَسكم نَفَسنا وفي القلب مبنى شاهق وواسع يعدّي النهار قالوا لنا اتسرقنا وفي الشمس فتنة وإن القمر ساب سمانا وغار وعمّوا عيونّا وحفروا قبورنا وراقبوا الرسايل عشان التتار زكمنا أنوفنا كبتنا نفوسنا وقلنا يا سادة: لا ضرر.. لا ضرار ومنعوا الأغاني وصلبوا المعاني بتهمة غيلان..!! ومن حينها واحنا بنكسر سكونّا وننبش تاريخنا نفتش عن اللي... باعنا واللي.. ظلم ابن رشد وحبس ابن حنبل وشنق زهران...!! دعاء سمير: كاتبة وقاصة