أخيرًا وجد محمد سعد سيناريو لفيلمه الجديد بعد رحلة بحث طويلة استمرت حوالي عامين بعد آخر أعماله «بوشكاش» الذي عرض في صيف 2008. سعد يحضر حاليا لفيلم بعنوان «ضابط وعبيط»، بدأ في التجهيز له فعليا منذ أيام. «ضابط وعبيط» من تأليف أحمد عبدالله وإنتاج أحمد السبكي ولم يتم تحديد اسم مخرجه بعد. وإن كان السبكي يفاضل حاليا بين كل من رامي أمام وأحمد يسري لإخراج الفيلم. فيلم «ضابط وعبيط» عبارة عن مشروع مؤجل منذ أكثر من عامين كان يحمل عنوان «الحرامي والعبيط»، وكان من المقرر أن يشترك في بطولته كل من خالد صالح وخالد الصاوي علي أن يخرجه سامح عبدالعزيز بمجرد انتهائه من تصوير فيلم «الفرح»، وبالفعل بدأت التجهيزات للفيلم الجديد من خلال جلسات عمل جمعت الأبطال مع مخرج الفيلم سامح عبدالعزيز للاستقرار علي الشكل الذي سيخرج به أول تعاون سينمائي بين خالد صالح وخالد الصاوي، وفجأة توقفت جلسات العمل، ولم تعد هناك أي خطوات جدية من قبل شركة الإنتاج للإسراع في تصوير الفيلم، فوجد أبطال الفيلم أنفسهم أمام مشروع يتم تأجيله بلا أسباب معلنة، فاعتذر كل منهما عن الاشتراك في بطولته، خالد صالح مبررا اعتذاره بانشغاله بتصوير فيلم «ابن القنصل» مع أحمد السقا، أما خالد الصاوي فقد اعتذر بسبب تأخر خطوات التجهيز للعمل، واستعداده لتصوير مسلسل جديد من المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل كان قد بدأ في التجهيز له بالفعل. كذلك اعتذر سامح عبدالعزيز عن عدم إخراج الفيلم لانشغاله بتصوير مسلسل جديد بعنوان «الحارة» من المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل. الغريب أنه قبل مرور شهر واحد علي اعتذار كل من خالد الصاوي وخالد صالح عن عدم بطولة الفيلم كان المنتج أحمد السبكي قد أعلن أن السيناريو أصبح من نصيب محمد سعد!، وهو ما يدعونا للتساؤل عن كم التعديلات التي سيقوم بها المؤلف أحمد عبدالله ليصبح السيناريو مناسبا لمحمد سعد بعد أن كان جاهزا ليقوم ببطولته كل من خالد صالح وخالد الصاوي! بالفعل بدأ أحمد عبدالله في عمل تعديلات علي السيناريو ليناسب النجم الجديد الذي يعود للسينما من خلال الفيلم بعد أن ظل بعيدا عنها لمدة عامين كان يبحث خلالهما عن سيناريو يرضيه ويرضي شركة الإنتاج ويضمن لها تحقيق إيرادات جيدة وهي الأسباب التي كان يرددها المنتج أحمد السبكي كلما سئل عن سبب اختفاء محمد سعد، لكنه دائما ما كان يتجاهل في أحاديثه السبب الرئيسي وراء غياب محمد سعد عن الساحة السينمائية طوال هذه المدة. أما السبب الحقيقي لعدم إقدام السبكي علي إنتاج فيلم لمحمد سعد بعد «بوشكاش» فيرجع إلي وقت تعاقد أحمد السبكي مع محمد سعد علي بطولة فيلم «بوشكاش» منذ ثلاثة أعوام، أصر السبكي وقتها علي أن يتعاقد مع سعد علي بطولة فيلمين وليس فيلمًا واحدًا، السبكي وقتها كان يحلم بنجاح «بوشكاش» متخيلا أنه «هيكسر الدنيا إيرادات» وبالفعل اقتنع سعد بالفكرة وتعاقد معه علي بطولة فيلمين مقابل 16 مليون جنيه مقسمة علي الفيلمين بالتساوي. وحصل سعد علي ثمانية ملايين جنيه أجرًا له عن فيلم «بوشكاش» بالإضافة لمليوني جنيه «عربون» أجره عن فيلمه الثاني الذي سيدخله مع السبكي بعد «بوشكاش»، علي أن يتبقي له ستة ملايين جنيه يحصل عليها بعد التعاقد علي الفيلم الجديد. ومرت الأيام وعرض فيلم «بوشكاش» ولم تتجاوز إيراداته العشرة ملايين جنيه، فكانت الصدمة الكبري لأحمد السبكي بعد أن تهاوت أحلامه في أن يحقق الفيلم إيرادات تعوضه عن خسارة «بوشكاش». أحمد السبكي فكر في حل منطقي وعملي وهو أن يتعامل مع محمد سعد بمنطق لاعبي كرة القدم ويقوم ببيعه لإحدي شركات الإنتاج، مقابل أن تدفع الشركة الجديدة للسبكي مليوني جنيه، «وهو المبلغ الذي دفعه لسعد كعربون»، علي أن تتعهد الشركة الأخري بدفع باقي المبلغ «ستة ملايين جنيه» لمحمد سعد نفسه. وبالفعل تقدم السبكي بالعرض لعدد من شركات الإنتاج، منها شركة «جودنيوز» والتي كان اتفاقه معها أكثر المحاولات جدية في ذلك الوقت، إلا أن الأزمة المالية التي مرت بها الشركة تسببت في توقف المشروع للأبد مع توقف الشركة عن الإنتاج السينمائي. وبعد رحلة طويلة بين شركات الإنتاج لم يجد السبكي من بينها المنتج الذي يوافق علي دفع هذا المبلغ لمحمد سعد خصوصا أن إيرادات أفلامه لم تعد تشجع أي منتج علي دفع هذه المبالغ التي يطالب بها السبكي، خصوصا أيضا أن محمد سعد يرفض أن يتنازل عن جنيه واحد من أجره المكتوب في العقد، بل يعتبره حقًا من حقوقه الشرعية كنجم. في النهاية لم يجد السبكي أمامه سوي حل واحد وهو أن يخوض التجربة بنفسه وينتج فيلم محمد سعد الجديد، عملا بمبدأ «يا صابت يا خابت». وأغلب الظن أن الأجر الذي سيحصل عليه سعد سيجعل السبكي يعيد التفكير في خطته السينمائية كلها هذا العام، خصوصا أن الفيلم الجديد سيلتهم ميزانية فيلمين دفعة واحدة، فعادة لا تصل أجور كل أبطال الفيلم الواحد من أفلام السبكي إلي هذا المبلغ. نتمني ألا تخيب إيرادات الفيلم الجديد أحلام السبكي وأن تعوض له خسارة «بوشكاش» بالإضافة للثمانية ملايين جنيه التي سيضطر السبكي لدفعها كاملة لسعد خلال الأسابيع القليلة المقبلة.