تصدي خطباء الجمعة- أمس - للهجوم علي تصريحات الأنبا بيشوي- سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية- حول ضرورة تعديل بعض آيات القرآن الكريم التي تحكم بالكفر علي المسيحيين والتي عاد وقال إنه أُسيء فهمها. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم - رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب ورئيس جامعة الأزهر الأسبق- في خطبة الجمعة، إن القرآن الكريم لا يحتاج إلي أي تعديل أو تغيير أو حذف لأنه يناسب جميع العصور والأزمنة، وأضاف أن القرآن الكريم هو الوثيقة الربانية الوحيدة التي تذكر وتجل جميع الكتب السماوية والأنبياء، ومن يُجرح في القرآن يكون قد جرّح في جميع الكتب والأنبياء.. مؤكداً أن الله تعالي تكفل بحفظ القرآن حين قال «إنا نحن تركنا الذكر وإنا له لحافظون». ودعا «هاشم» جميع الفئات من حكام ومحكومين إلي التصدي لحملات تجريح القرآن، وضرورة تطبيقه في الممارسات اليومية وفهمه وتدبر آياته.. مشيراً إلي أنه دستور دنيا ودين، وأنه جعل المسلمين الأوائل قادة العالم، وجعلهم يشيّدون أعظم حضارة في تاريخ الشعوب، أنارت الدنيا بالعلم والمعرفة. من ناحية أخري، في الفيوم انتقد إمام أحد المساجد الظلم الواقع في المجتمع وفتح الباب علي مصراعيه لأبناء كبار المسئولين ليتبوأوا أعلي المناصب، وطالب بمحاكمة المسئولين الذين دفعوا شبابنا للتحرش الجنسي والسرقة بسبب غول البطالة الذي التهم طاقات الشباب. بينما طالب خطيب آخر بمحاسبة الحكام الذين فتحوا أبواب العمل لرجال الأعمال وأبنائهم في وظائف الدولة بعشرات الألوف من الجنيهات في الوقت الذي يبخل فيه وزير التعليم علي تعيين آلاف الخريجين ومنحهم عقود عمل بمائة جنيه لا تكفي لشراء قفص طماطم. في حين دعا خطيب مسجد التقوي المصلين إلي العبرة والاتعاظ من موت الفجأة الذي كثر في زماننا وحصد أرواح الشباب، مشيراً إلي أن الموت لا يحتاج إلي إذن، وتعجب الإمام ممن لا يتعظون من الموت وطالبهم بأن يستعدوا للآخرة بالعمل الصالح. ودعا إمام إحدي الزوايا بمدينة الفيوم مرشحي مجلس الشعب إلي إنفاق جزء من أموال الدعاية علي أعمال الخير والبر. وفي الدقهلية، تناول خطيب مسجد سنفا بالدقهلية قضية العبادة الضائعة والفريضة المهجورة، وهي فريضة التفكر والتدبر وقال: بسبب غيابها أصبح هذا حالنا، نستورد غذاءنا ودواءنا وسلاحنا من الآخر، مضيفاً «حتي الطعمية والفول بقوا صيني». ثم قال: نحن السبب في قضية حرق المصحف، وهذه الاستهانة بنا لأننا نتسول منهم كل شيء مع أن المسلم يجب أن يكون هو النافع للبشرية من منطلق ديني حيث يقول النبي «خير الناس أنفعهم للناس»، مشيراً إلي أن التخلف الحضاري يكون نتيجة تخلف فكري والفكر فريضة. واختتم الخطبة قائلاً: لكل إنسان عبادة، فعبادة الأغنياء الإنفاق والتوسعة علي الناس، وعبادة طلاب العلم البحث والأخذ بأسباب العلم حتي تتقدم الأمة، وعبادة الحاكم العدل ومحاربة الفساد والمحسوبية والظلم الاجتماعي، وعبادة العاجز عن ذلك كله النصيحة للناس. وفي بني سويف، أكد خطيب مسجد المحطة أنه يجب علي رجال الدين البحث عن نص يؤكد صحة الفتوي في الكتاب والسنة، فقد تتسبب الفتوي في إفساد مصالح الناس وضياع حقوق العباد، منتقداً تساهل بعض أصحاب الفتوي في الرد علي أي فتوي مما يتسبب في التفريق بين الرجل وزوجته. وأكد ضرورة أن يكون الحاكم من أهل العلم كما في أيام الخلفاء الراشدين، وأن المرء أفضل له أن يقول «الله أعلم» خير له من أن يفتي بغير علم. كما تحدث خطيب مسجد الرحمن عن تطاول بعض الصحف علي السيدة عائشة أم المؤمنين، وقال: إن من يحاول الإساءة للنبي صلي الله عليه وسلم يسيء إلي زوجاته، ودعا الصحفيين وأصحاب الأقلام الشريفة إلي استخدام أقلامهم في الدفاع عن السيدة عائشة لما كان لها من مواقف جهادية مع النبي، حيث شهدت معه الغزوات وروت عنه الأحاديث وعلّمت المسلمين من بعده حتي ماتت.