الطفلة منار الناجية الوحيدة من مذبحة الزيتون تستيقظ من غيبوبتها وتروي للنيابة تفاصيل الجريمة الجيران: المتهم غريب الأطوار وانطوائي وكان يكره صوت لعب الأطفال ويطلي غرفته باللون الأسود المتهم تامر أحمد «سمعت صوت أمي بتصرخ فخرجت من الغرفة ولقيتها علي الأرض وحواليها دم كتير وشفت عمو تامر ماسك سكينة وبيضرب أخويا محمد ولما صرخت جري ورايا وضربني بالسكينة في بطني وما حسيتش بحاجة تاني».. بهذه الكلمات قصت الطفلة منار محسن «10 سنوات» وهي ترقد في مستشفي عين شمس بين الحياة والموت أمام سيف أبوسمرة- مدير نيابة حوادث غرب القاهرة- ما حدث أثناء قيام المتهم تامر أحمد ماجد وشهرته «تلاجة» بذبح والدتها وشقيقها بمنطقة حمامات القبة بالزيتون.. وأضافت المجني عليها بعد أن سمح الأطباء للنيابة بسماع أقوالها نظراً لاستيقاظها من الغيبوبة التي أصابتها أن المتهم افتعل مشاجرة مع الأسرة بسبب قيامها وشقيقها بلعب الكرة داخل الشقة فصعد إليهم يحمل سكيناً وانهال عليهم بالطعنات وعندما حاولت الفرار ناحية باب الشقة أخذ يطاردها حتي سقطت علي الأرض بعد أن تعثرت قدماها في المفروشات فجلس بجوارها وأمسك بيديها ثم طعنها بالسكين ولم تشعر بعدها بأي شيء حتي استيقظت ووجدت نفسها في المستشفي.. وطلبت من النيابة إحضار أمها وشقيقها لرؤيتهما.. ومن جانبها عرضت النيابة المتهم علي مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه وتبين وجود إصابات في يديه ورقبته عبارة عن خدوش وآثار أظافر المجني عليها أثناء مقاومته، وأفادت معاينة النيابة التي أجرتها لشقة المتهم أنه قام بطلاء غرفته الخاصة باللون الأسود بالإضافة إلي معظم الأثاثات التي تم طلاؤها بنفس اللون، وتم العثور علي عدد من السيديهات جميعها لمطربين أجانب وبسؤاله قرر أنه يسمع الموسيقي الغربية فقط ولا يأكل سوي نوع واحد من الطعام وهو سمك التونة المعلب، وأشار إلي أن والده كان دائم الاعتداء عليه وتعذيبه منذ صغره وأنه شاهده عدة مرات يقوم بالاعتداء علي الأطفال أمام عينيه بصفة شبه يومية. انتقلت «الدستور» إلي المنطقة التي يسكن بها المتهم، حيث أكد الجيران أنه كان شخصاً غريب الأطوار ومنطوياً علي نفسه معظم الوقت ويقوم بتشغيل الموسيقي الأجنبية بصوت عالٍ ومزعج، وأنه افتعل عدة مشاجرات من قبل مع المجني عليها منذ إقامتها في الشقة التي تعلو شقته وأنه لا يحب الأطفال ولا يطيق أصوات لعبهم في الشارع.. وداخل المستشفي قال الطبيب المعالج للمجني عليها منار ل «الدستور» إنها دخلت قسم العناية المركزة فور وصولها مصابة بطعنة نافذة بمنطقة وسط البطن وممتدة إلي العمود الفقري وتم نقل 7 أكياس دم لها نظراً لحدوث نزيف حاد لها وأفاقت من غيبوبتها مساء أمس الأول. وكانت النيابة قد انتقلت لإجراء المعاينة التصويرية لشقة المجني عليهم وذلك في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول واصطحبت خلالها المتهم في حراسة أمنية مشددة والذي قام بتمثيل الجريمة، وقال إنه كان ينوي تنفيذها منذ فترة للتخلص من المجني عليها وطفليها لكثرة إزعاجهم له ولوالدته المريضة ويوم الحادث انتظر عودة الطفل محمد من المدرسة لينهي حياة الثلاثة في وقت واحد وعندما تأكد من عودته بعد مشاهدته من شرفة شقته صعد إليهم يحمل سكين المطبخ وطرق الباب وعندما شاهدته المجني عليها فاتن رفضت إدخاله فكسر الباب واقتحم الشقة وعاجلها بعدة طعنات ثم أكمل جريمته بطعن الطفل محمد وعندما حاولت شقيقته الهرب إلي خارج الشقة سقطت قبل باب الشقة فطعنها في بطنها وبعدها استقل «تاكسي» بصحبة والدته وتوجه إلي منزل خاله بمصر الجديدة.