بعض المخرجين يرتبطون بالمدن التي عاشوا فيها حتي إنه يصعب الحديث عنهم بمعزل عن المدينة التي ينتمون إليها: هل يمكن الحديث عن «يوسف شاهين» دون أن نذكر مدينة الإسكندرية؟ هل يمكن تناول سينما فيلليني دون استيعاب حبه لروما التي يصفها بالأم المثالية؟ هؤلاء المخرجون ومعهم آخرون مثل: «وودي ألان» و«مارتن سكورسيزي» كلما استغرقوا في صنع أفلامهم كلما وجد المشاهد ملامح المدن التي عاشوا فيها وثقافتها واضحة، ولا شك أن المتابع لأعمال «وودي ألان» سيجد أن الهوية النيويوركية واضحة في موضوعاته وأماكن التصوير، بل طريقة الحديث والحس الفكاهي للمدينة، وهو الحس الذي ميز أعماله التي تميل إلي الكوميديا والرومانسية، فهو علي سبيل المثال في عام 1989 قام بالتعاون مع «فرانسيس فورد كوبولا» و«مارتن سكورسيزي» بإخراج فيلم «قصص نيويورك»، وانقسم الفيلم إلي ثلاثة أفلام قصيرة منها فيلم «أوديب المحطم» من تأليف وإخراج «وودي ألان». «وودي ألان» من مواليد حي برونكس بنيويورك، وقد تعلق بالسينما حينما ذهب بصحبة أمه لأول مرة للسينما لمشاهدة فيلم «سنووايت»، ولم توح بداياته بأنه سيصبح هذا المخرج العبقري والمبدع الشهير، كان فتيً خجولاً منطوياً إلي حد ما، وحتي حينما ذهب عام 1953 لدراسة السينما في جامعة نيويورك لم يكن متحمساً لحضور المحاضرات فحصل علي درجة ضعيف في نهاية الفصل الدراسي الأول، ولم يتحمس الأساتذة لمقالاته الكوميدية، وما أن انتهي العام الدراسي الأول حتي طردته الجامعة باعتباره طالباً فاشلاً لا مستقبل له في مجال دراسة السينما. كان ألان يهوي كتابة النكات ويرسلها للصحف لتنشرها باسم مستعار، وبعد فشله في دراسة السينما بدأ في نهاية الخمسينيات يتجه لكتابة الحلقات الكوميدية والاسكتشات المسرحية في مسرح تاميمينت الذي كان ينتج أسبوعياً مسرحيات موسيقية ومشاهد مسرحية هزلية كتبها وأخرجها «وودي ألان»، وقد نجح بالتعاون مع «لاري جيلبرت» في كتابة المسلسل الناجح «تشيفي شو» في عام 1958 واستمر عرض المسلسل لمدة عشرة أعوام، وفي هذه الفترة فقد «وودي ألان» اهتمامه بالكتابة التليفزيونية، وبعد مشاهدته لنجم الاستاند آب كوميدي «مورت سال» علي المسرح قرر أن يبدأ مسيرته كنجم استاند آب كوميدي شهير في فترة الستينيات، وبدأ لاحقاً في كتابة سيناريوهات الأفلام الكوميدية والقصص القصيرة وشارك في التمثيل في بعض الأفلام التي كتبها. في عام 1977 شارك «مارشال بريكمان» كتابة فيلم «أني هول» الذي قام ببطولته وإخراجه، رشح ألان لأوسكار أفضل ممثل، ولكنه فاز بأوسكار الإخراج والسيناريو. لم يحضر ألان حفل تسلم جوائز الأوسكار وكشفت وسائل الإعلام أنه كان يعزف الكلارينيت في إحدي الحانات كما تعود لعقود في كل أمسية يوم اثنين، وقال إنه يشعر أن التنافس في مجال الفنون أمر سخيف، ومن المعروف أن «وودي ألان» لا يحضر لتسلم أي جائزة يفوز بها أبداً وهي كثيرة من أفلام المخرج «وودي ألان» «Vicky Cristina Barcelona»مدة الفيلم: 96 دقيقة. النوع: دراما، كوميديا، رومانسي. بطولة: خافيير بارديم، بينلوبي كروز، سكارليت جوهانسون. يعرض: الساعة 15:1 بعد منتصف ليل الخميس المقبل، علي قناة Super Movies.