قالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية في نسختها الإنجليزية علي موقعها عبر الإنترنت إن دعوة الدكتور محمد البرادعي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمقاطعة الانتخابات من شأنها أن تقلص شرعية الرئيس حسني مبارك. وأشارت المجلة إلي أن نظام مبارك استخدم التلاعب بالانتخابات لسنوات للبقاء في السلطة لكن تحدي البرادعي قد يهدد قبضته المحكمة علي قيادة البلاد. وتابعت المجلة أن الانتخابات البرلمانية في نوفمبر لن تشهد مفاجأة وستسير العملية الانتخابية كالمعتاد من اختيار الفائزين مسبقاً وبيع الأصوات والتلاعب بالنتائج. وتابعت أن رئيس الحزب الوطني الرئيس مبارك ربما يحقق فوزاً مريحاً «لا يمكن» تحقيقه وستبقي قبضة مؤسسات الفرعون-الذي أحكم قبضته علي السلطة ل29 عاماً- قوية. لكن المجلة قالت إن هناك صراعاً علي السلطة تُعتبر هذه الانتخابات مقدمة له، فخلال الأشهر ال18 المقبلة ستجري أيضاً انتخابات الرئاسة. وأضافت أن حفاظ مبارك علي منصبه أو توريث السلطة لنجله جمال ليس أمراً يقينياً. وقالت المجلة إن الخطر الأكبر علي مبارك ربما كان البرادعي، الذي صعّد الأسبوع الماضي انتقاده لمبارك أكثر من ذي قبل، مشيرة إلي أنه طرح أفكاراً لإنهاء حكم مبارك عن طريق مقاطعة الانتخابات. وأضافت أن المقاطعة من شأنها أن تحرم دائرة المقربين من مبارك من شرعيتهم، مشيرة إلي أن هذه الدائرة اعتمدت لسنوات علي الانتخابات المزورة للبقاء في السلطة. وتابعت أن انتشار تزوير الانتخابات أسفر عن ضعف الحماس الشعبي للعملية الانتخابية. وإذا ما أحجم الناخبون عن الذهاب لمراكز الاقتراع أكثر فأكثر هذه المرة فإن ذلك سيكون رسالة واضحة لتنامي السخط الشعبي. وأشارت المجلة إلي أن نجاح مقاطعة البرادعي يعتمد علي جماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلي أنها أقوي جماعة معارضة في مصر. وأضافت أن الأيام ستكشف عما إذا كانت الجماعة ستنضم للمقاطعة أم لا. وقالت إن مقاطعة المعارضة للانتخابات البرلمانية من المحتمل أن تكون الخطوة الأولي تجاه موسم العصيان المدني والاحتجاجات التي من شأنها حتماً أن تؤثر في الانتخابات الرئاسية. وتابعت المجلة أن النظام الحاكم غير مرتاح لتنامي شعبية البرادعي، مشيرة إلي صور ابنة البرادعي التي ظهرت علي «فيس بوك» الفترة الماضية وهي بلباس البحر، وذكرت المجلة أن نشر هذه الصور كان يهدف إلي تشويه البرادعي وإظهاره كشخص غربي منقلب علي تعاليم الإسلام. كما أن صحفاً نشرت شائعات بأن البرادعي أيّد الحرب علي العراق، كما أن الأئمة في المساجد يدعون المصلين لعدم اتباع البرادعي بدعوي أنه لا يؤمن بالله والرسل.