في الأسبوعين الأخيرين كان الفنان محسن شعلان محوراً لكثير من الحديث والتحقيقات، بعد سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل، ولم تسع أي من الصحف للبحث عن فنه، لكي يعرف الرأي العام قيمته الفنية، والأسباب التي دعت وزير الثقافة لتعيينه في منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية. و«الدستور» تنشر بعض لوحات الفنان محسن شعلان لكي يتعرف القراء علي فنه. ومحسن شعلان كما يعرف نفسه علي موقعه الإلكتروني تتسم أعماله بمسحة ساخرة من المجتمع ومن يعيشون فيه، فهم شخوص مع حيواناتهم وطيورهم وكأنهم يتزاحمون أمام الكاميرا فيما يبدو وكأنهم في حالة فضول وحب للظهور، سحناتهم قاسية ولكن باسمة أو ساخرة وتؤكد التهشيرات المتوافرة والمتكاتفة هذا الشعور عند المشاهد، وفي لوحاته التصويرية ويلجأ إلي تصوير موضوعات درامية عن ضياع الإنسان وتهميشه وقهره أمام قوي البطش الاستعمارية ويستخدم أحيانا شرائح خشبية أو قطعاً من القماش المتجعد لتأكيد تلك الأحاسيس عند المشاهد. أما عن المؤثرات التي انعكست علي الفنان فكرياً وفنيا فيقول إنها: تتميز أعماله بطابع تشخيصي يحتوي معظمه علي رموز ذات بعد أدبي واجتماعي وإنساني ولا يخلو من أبعاد ذات مغزي سياسي في بعض الأحيان. واتسمت أعماله في البداية عام (1972) باتجاه تغلب عليه التعبيرية واستخدام الرمز الأدبي لمعالجة قضايا اجتماعية وسياسية، وتحمل الوجوه عنده في هذه المرحلة قيماً تعبيرية عالية ذات حس درامي. واستمرت هذه المرحلة عنده مع اختلاف تطوير القوالب الفنية لأعماله وحتي الآن. في سنة 1987 أقام معرضاً خاصاً تناول الفنان (موضوع الخماسين) فكست أعماله غلالة ضبابية - أو غلالة الدوامات والرياح التي أخفت من تحتها معظم التفاصيل الفنية في معالجات العمل الفني. و يمثل الرسم بالأحبار (والأبيض والأسود) والأقلام ملمحاً مهماً ومتميزاً في إنتاج الفنان.. وأقام عدداً من المعارض في مجال الرسم فقط إلي جانب مشاركاته في مجال التصوير الزيتي. وقد نشأ الفنان بحي بولاق وهو من الأحياء الشعبية العريقة الذي كان له تأثير واضح عليه، حيث تناول الحياة الشعبية البسيطة في كثير من أعماله. كما كان لذلك أيضاً تأثير علي اهتماماته بالبسطاء ورسم وجوههم ومشاكل الحياة اليومية لهؤلاء ووضح ذلك في معرض (هموم مصرية) بمجمع الفنون عام 1991 في القاهرة. وللفنان محسن اتجاهات أدبية فهو يكتب الشعر، وقد تأثر بوجه الإنسان في جميع أعماله ولا يخلو له عمل من وجود الإنسان كمحور أساس في بناء العمل الفني في أعماله. كما تأثر بلقاءات متعددة مع الفنان الراحل (سيف وانلي) بمرسمه حيث ارتبط به ارتباطاً خاصاً وتأثر بفنه وكذلك الفنانة الراحلة (تحية حليم).وكما يقول عن نفسه فهو يري في (عبد الهادي الجزار) قرباً داخلياً في فلسفة انصهار الشعبيات في قوالب سريالية ذات مدلولات رمزية.