رئيس السلطة يلقي بالعشرات من أفراد حماس بالمعتقلات والمستوطنون يهاجمون الفلسطينيين بالحجارة والنيران نتنياهو قبل يومين من بداية الجولة الأولى للمفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في واشنطن قام محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية باعتقال العشرات من ناشطي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بكافة أنحاء الضفة الغربية في نفس الوقت الذي قامت فيه القوات الإسرائيلية التابعة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بحملات تفتيش لمنازل الفلسطينيين بعد عملية الخليل التي قامت بها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وأسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين . وكانت الكتائب قد أصدرت بيانا مساء أمس وصفت فيه العملية بأنها حلقة ضمن سلسلة عمليات سابقة ولاحقة للرد على العدوان المستمر والمتصاعد بحق أبناء شعبنا المجاهد ورداً على الاعتداءات المتكررة من قبل المغتصبين"مخطابة تل أبيب بقولها أنه طالما استمر العدوان، وتهويد القدس، وبناء المغتصبات، فإن مقاومتنا ستتواصل وستتصاعد وتيرتها موضحة أنها الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال في القدس والضفة والقطاع وتأتي حملة الاعتقالات والمداهمات الفلسطينية الإسرائيلية هذه متزامنة مع قيام المستوطنين اليهود بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة وقيامهم بالتجمع على مفارق الطرق لرشق السيارات الفلسطينية بالحجارة واقتلاعهم أعداد كبيرة من أشجار الزيتون، إضافة إلى إلقاء زجاجات حارقة. وقامت الشرطة الفلسطينية التابعة لمحمود عباس بمداهمة منازل العشرات من ناشطي الحركة الفلسطينية واعتقلت الناشطين السياسيين وأعضاء الجمعيات والمنظمات الخيرية، كما اعتقلت من وصفوا بأنهم "مشتبهون بأنهم مجندون أو يحاولون التجند في الجناح العسكري لحركة حماس" في حين نصبت تل أبيب الحواجز على مداخل مدينة الخليل، بحثا عن منفذي العملية.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أدانت مساء أمس الليلة الماضية العملية، ووصفها محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بأنها تهدف إلى "التشويش على العملية السياسية" عشية استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل قائلا أنه "لا يمكن اعتبار العملية من أعمال المقاومة، بعد أن أوقفت حماس نفسها المقاومة من قطاع غزة ولاحقت من يقومون بها" ، كما قال سلام فياض رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام أن العملية تضر بالمصالح الفلسطينية معتبرا توقيت العملية بأنه يهدف إلى "تخريب جهود السلام". وفي تل أبيب هدد بنيامين نتنياهو حكومة حماس بأن "الإرهاب لا يحدد مصير الاستيطان ولا يرسم حدودا، وإنما يتقرر ذلك في المفاوضات" مضيفا أن "إسرائيل ستطالب في المفاوضات بترتيبات أمنية بهدف منع وقوع عمليات مماثلة" أما إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي فأعلن أن الجيش وقوات الأمن سوف تبذل جهدها للقبض على منفذي العملية، و"سيتم أخذ الثمن من المنفذين وممن قام بإرسالهم". وتطرق وزير الدفاع الإسرائيلي إلى موضوع المفاوضات المباشرة مع رام الله مؤكدا استعداد تل أبيب للتخلي عن أجزاء من مدينة القدس للفلسطينيين في أطار اتفاق سلام موضحا في مقابلة مع صحيفة هأرتس الإسرائيلية أن تقسيم القدس التي تقع في قلب الصراع بين بلاده والفلسطينيين سيشمل "نظاما خاصا" لادارة المواقع المقدسة بالمدينة موضحا أن تل أبيب على استعداد للتخلي عن أجزاء من القدس منها الحي القديم الذي يوجد فيه المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين المتاخم لحائط المبكى المقدس لدى اليهود. وقال باراك الذي مهد للقمة التي ترعاها الولاياتالمتحدة " ستكون القدسالغربية و12 حيا يهوديا يقطن فيها 200 ألف لنا. وستكون الاحياء العربية حيث يعيش نحو ربع مليون فلسطيني لهم." مضيفا بقوله "سيطبق نظام خاص وترتيبات متفق عليها في الحي القديم وجبل الزيتون ومدينة داود." وكانت إسرائيل قد استولت على القسم الشرقي من مدينة القدس من الاردن في حرب عام 1967 وضمته اليها وتعيد رؤية باراك لتقسيم القدس الى مدينتين ووضع نظام خاص في ما يعرف باسم "الحوض المقدس" الى الاذهان خطة ناقشها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت خلال محادثات سلام مع عباس توقفت قبل حوالي العامين.