أكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوي، أن إجراءات الترتيب لزيارة إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية للقاهرة لاتزال عالقة، وأوضحت المصادر أن القاهرة علقت زيارة هنية إلي مصر بسبب طلبها التحقيق في مقتل الجندي المصري أحمد شعبان في أحداث رفح الأخيرة. قالت المصادر إن القاهرة تري أنه لا مجال للحديث بين غزةوالقاهرة ضمن تلك الأحداث إلا قبل إجراء التحقيق في مقتل الجندي المصري، وتسليم القناص الفلسطيني أو محاكمته، بينما لاتزال حماس مصرة علي أن الجندي تم استهدافه عن طريق الخطأ من قبل زملائه المجندين، حيث نفي المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبوزهري مسئولية الجانب الفلسطيني في غزة عن مقتل الجندي المصري في رفح الأربعاء الماضي، مؤكداً أنه قتل برصاصة مصرية وليست فلسطينية. وقال أبوزهري في تصريح صحفي سابق: «إن المعلومات المتوفرة لدي الحركة تفيد أن الرصاص الذي أصاب الجندي المصري جاء من الجهة المصرية وليس من الفلسطينيين». وأشار إلي أن هذا الرصاص كان يستهدف شباناً فلسطينيين لكنه أصاب الجندي المصري، مؤكداً أن الحكومة في قطاع غزة طلبت مع ذلك إجراء تحقيق وإعلان النتيجة. وأشارت المصادر إلي أن هنية يسعي من خلال زيارة القاهرة لتقديم واجب العزاء ومحاولة لملمة الأزمة بين غزة ومصر وتجاوزها، وكانت المصادر قد أكدت أن زيارة هنية إلي القاهرة تأتي في محاولة لتخفيف حدة الأوضاع المتوترة بين الجانبين المصري والفلسطيني، خاصة بعد إعلان القاهرة عن غضبها من جراء أحداث رفح وأن «صبرها له حدود»، كما أكدت المصادر أن هنية سيزور القاهرة خلال أيام بعد ترتيب الزيارة مع الجانب المصري، وذلك في محاولة لإنهاء الخلاف بين الجانبين، بالإضافة إلي بحث سبل كيفية مناقشة الملفات العالقة كملفات المصالحة وصفقة الأسري والحصار علي غزة وإعادة إعمار القطاع. من جانبه قلل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الدكتور صلاح البردويل من أهمية الأنباء التي تتحدث عن وجود اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين «حماس» والقاهرة، مشيراً إلي أنه من الصعب الحديث عن أي خطوط مباشرة أو غير مباشرة، حيث إن مصر الرسمية هذه الأيام في حالة هيجان، وتشن حملة إعلامية غير مسبوقة بالتوازي مع الحملة الإعلامية التي تشنها سلطة رام الله ضد «حماس»، وبالتالي لا توجد أي اتصالات حقيقية في الوقت الراهن. وأعرب البردويل في تصريح صحفي عن أمله أن يسود العقل والحكمة لدي المسئولين المصريين في التعامل مع حركة «حماس» والوضع في غزة.. مضيفاً أن هناك كثيراً من المثقفين المصريين يدركون أن القضية بالنسبة لغزة لا تتعلق بالأحداث الأخيرة بقدر ما تتعلق بأهداف سياسية لتشويه صورة «حماس».