محافظ قنا يناقش فرص إنشاء مصنع سمادي كيمياوي على مساحة 30 الف متر مربع بقنا    نهائي دوري أبطال أفريقيا.. كولر يحدد برنامج الأهلي التدريبي قبل مواجهة الترجي    الحبس سنة مع الشغل للمتهم بالاتجار في المواد المخدرة بالعجوزة    محافظ قنا يناقش فرص إنشاء مصنع سماد كيمياوي على مساحة 30 ألف متر مربع    البحوث الإسلامية يصدر عدد (ذي القعدة) من مجلة الأزهر مع ملف خاص عن الأشهر الحرم والحج    بدء فعاليات افتتاح موسم حصاد القمح بمشروع مستقبل مصر بتلاوة القرآن الكريم    وزير الصناعة: وفرنا 6 ملايين متر أراضي صناعية لإقامة 400 مشروع    موقف السولية وعبد القادر من المشاركة في نهائي إفريقيا    دعبس: لا خلاف بين فيوتشر وتامر مصطفى.. وجنش من ركائز الفريق الرئيسية    وفد الصليب الأحمر يزور طاقم جلاكسي ليدر الإسرائيلية المحتجزة لدى الحوثيين    المديريات تبدأ في قبول اعتذارات المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية 2024    توقعات الأبراج، حظك الثلاثاء 14-5-2024، الميزان والعقرب والقوس    الأوبرا تحتفى ب«عمار الشريعي» على المسرح الكبير    شعبة الأدوية: السوق يواجه نقصا غير مسبوق في الدواء ونطالب مجلس الوزراء بحل الأزمة    السفير الأمريكي لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات الثنائية    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 16 صاروخا و35 طائرة مسيرة من أوكرانيا خلال الليل    العمل تشارك فى احتفالية الاتحاد المحلي لعمال أسيوط    ارتفاع توريد محصول القمح لصوامع وشون كفر الشيخ إلى 174 ألف طن    4 إجراءات لتعزيز المنظومة البيئية للسياحة العلاجية والاستشفائية في مصر    ثلاثة لاعبين مصريين في الجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    نيمار يقلد رونالدو بعد تتويج الهلال    تراجع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الاثنين 13 مايو 2024    توريد 168 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة حتى الآن    خلال 24 ساعة.. رفع 46 سيارة ودراجة نارية متهالكة من الميادين    خلال 24 ساعة.. تحرير 544 مخالفة لقائدي الدراجات النارية لعدم ارتداء «الخوذة»    الآن.. جداول تشغيل القطارات الجديدة «نوم ومكيفة» ل الإسكندرية ومطروح (المواعيد والتفاصيل)    تداول امتحانات الترم الثاني 2024 لصفوف النقل عبر تليجرام    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون مع مقاطعة صينية لإقامة مشاريع زراعية    شيخ الأزهر يزور مسجد السيدة زينب بعد الانتهاء من عمليات التجديد    فيلم «السرب» يحتفظ بصدارة قائمة إيرادات السينما    تغييرات في الحكومة الروسية وإقالة وزير الدفاع.. كيف يستعد بوتين لحرب طويلة الأمد؟    للسيدات.. تعرفي على أعراض سرطان المبيض    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة محافظتي القاهرة والإسكندرية للعام المالي 2024/ 2025    حظك اليوم الإثنين، رسائل لبرجي الأسد والميزان (فيديو)    الدفاع المدنى فى غزة: انتشلنا جثامين 10 شهداء من حى السلام شرق مدينة رفح    أول تعليق من الأزهر على إعلان انضمام مصر لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    الأرصاد الجوية : طقس حار على أغلب الأنحاء معتدل على السواحل الشمالية    شقيقان يقتلان شابا فى مشاجرة بالسلام    مع توالي العدوان الإسرائيلي علي غزة .. ما المنتظر من القمة العربية القادمة في البحرين 2024 ؟    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الافتاء توضح حكم ارتداء المرأة الحجاب عند قراءة القرآن    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    سيناتور أمريكي مقرب من ترامب يطالب بضرب غزة وإيران بسلاح نووي    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    وزير التعليم: طلاب المدارس الفنية محجوزين للعمل قبل التخرج    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    مفاجأة.. نجم الزمالك يكشف مكسب الفريق في مباراة نهضة بركان    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    نهائي الكونفدرالية – موعد مباراة العودة بين الزمالك ضد نهضة بركان والقناة الناقلة    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبناء الرؤساء بين زوال الملكية على يد عبد الناصر..ومحاولات إعادتها بعد مبارك!
نشر في الدستور الأصلي يوم 27 - 08 - 2010

اختلفت حياة «ابن الرئيس» خلال 6 عقود، منهم من انقلب عليه الزمن، وبدلاً من عيشة القصور، ذاق مرارة القسوة والحاجة والتجاهل، ومنهم من هجر مصر هرباً أو رغماً عنه، ابن الرئيس محمد نجيب اختلفت حياته عن ابن الرئيس عبد الناصر وعن ابن الرئيس السادات، إلا أن كلهم في كوم و"ابن الرئيس» مبارك في كوم تاني !
أبناء الرئيس محمد نجيب - أول رئيس للجمهورية - منهم من مات مقتولاً، ومنهم من تم سجنه، ومنهم من عمل سائق تاكسي بعد فصله من وظيفته بقرار رئاسي، وأبناء الرئيس عبد الناصر تجرعوا قسوة خصوم والدهم، ومن كانوا ينافقونه، ويأكلون معه في طبق واحد، عانوا وأمهم من قسوة الإعلام، والهجوم علي عبد الناصر وتجريدهم من كل ممتلكاتهم بل قضي خالد «ابن الرئيس» عبد الناصر 4 سنوات مطاردا في يوغسلافيا فلم يحضر جنازة والدته، أما ابن الرئيس السادات فهاجر إلي أمريكا ومكث هناك 6 سنوات ليعود من هناك ويعمل مع زوج شقيقته محمود عثمان نجل صديق والده عثمان أحمد عثمان، وعندما يكون الكلام عن «ابن الرئيس مبارك» فنجد ألف وألف ريشة موضوعة علي رأسه؟!
كل أبناء رؤساء مصر لم يمارسوا السياسة ولم يشاركوا في أحداثها، واكتفوا فقط بمزايا «ابن الناظر» في مدرسته بدرجات متفاوتة، إلا أن جمال «ابن الرئيس» مبارك كان استثناء منهم جميعا، وإذ فجأة انتقل من اللعب في الدورات الرمضانية، إلي اللعب بمستقبل الوطن!
أبناء محمد نجيب.. «فاروق» تم سجنه بتهمة معاداة النظام.. و«علي» مات مقتولا في ألمانيا.. و«يوسف» عمل «سائق تاكسي»!
عاد فاروق ابن الرئيس محمد نجيب من مدرسته بعد عامين من تحديد إقامة والده جبريا، وانقلاب الضباط الأحرار عليه وعزله من رئاسة الجمهورية، لينظر إلي أبيه قائلا: «أبي»، ألم تكن في يوم من الأيام رئيسًا للجمهورية؟!
السؤال قاس والإجابة أكثر قسوة، ابتسم الرئيس محمد نجيب، وداعب ابنه الذي كان في يوم من الأيام «ابن الرئيس»، وقال له: «نعم يا بني.. لكن لماذا تسأل هذا السؤال؟ هذا تاريخ مضي وانقضي»، وفوجئ محمد نجيب بابنه وهو يقدم له كتابًا مدرسيًّا قائلاً: «إن كتاب التاريخ الذي وزعوه علينا اليوم فيه أن جمال عبد الناصر هو أول رئيس جمهورية. لقد شطبوا اسمك من التاريخ. وتعاملوا معك كأنك لم توجد ولم تولد. تعاملوا معك كأنك كذبة أو خرافة أو شائعة! حاول الرئيس احتواء ابنه، لكن «ابن الرئيس» صعبت عليه نفسه، وباتت دراسته في مصر أمراً مستحيلاً، ومعنوياته وحالته النفسية أصبحت في أسوأ حال، فقرر السفر إلي ألمانيا ليحصل علي شهادة جامعية من هناك، وبعد الظروف التي أحاطت بوالده، لم ينه فاروق دراسته وعاد، إلي من اتهموه بمعاداة النظام، فقد استفزه أحد المخبرين الذين كانوا يتابعونه وقال له:ماذا فعل أبوك للثورة. لا شيء، إنه لم يكن أكثر من ديكور وواجهة لا أكثر ولا أقل!
لم يتحمل فاروق هذا الكلام وضرب المخبر، ويومها لم ينم فاروق في البيت فقد دخل ليمان طره وبقي هناك خمسة أشهر ونصف الشهر خرج بعدها محطما منهارا ومريضا بالقلب وبعد فترة قليلة مات.
كان ذلك في عام 1969م، ليلحق فاروق بأخيه الأوسط علي، الذي يصر محمد نجيب علي أنه قُتِل في ألمانيا عام 1968م، إذ كان يقوم أثناء دراسته بألمانيا بنشاط مهم في الدفاع عن القضية العربية وعن مصر ضد من يهاجمونها، وكان له نشاط واسع ضد اليهود في جامعته، وكان يقيم المؤتمرات السياسية التي يدافع فيها عن بلاده وثورتها، وحق الفلسطينيين في العودة إلي بلادهم. اندفعت سيارة مجهولة وراء علي في أحد شوارع ألمانيا حتي حشرته بينها وبين حائط، ونزل الرجال الثلاثة من السيارة، وأشبعوه ضربًا حتي خارت قواه ونزف حتي الموت، ورشوا عليه زجاجات نبيذ حتي لا يقترب أحد منه وينقذه، وكأنه يرقد من كثافة الخمر لا شدة الضرب، وتمدد علي غارقًا في دمائه علي الأرض، دون أن يفكر أحد في إنقاذه ونقل جثمانه بالطائرة إلي القاهرة، ومُنِع الأب رغم توسلاته من استقبال نعش ابنه أو الصلاة عليه!
ولم يتبق سوي الابن الأصغر يوسف الذي تعثر في دراسته، وحصل علي دبلوم أحد معاهد اللاسلكي الخاصة، ثم التحق للعمل بالحكومة في شركة النصر للإلكترونيات، لكنه تم فصله من عمله بقرار رئاسي، بعد أن تشاجر مع أحد أقارب شمس بدران أحد أعمدة عصر عبد الناصر - ولم يجد أمامه إلا أن يعمل سائقا في شركة المقاولون العرب في الصباح وعلي تاكسي أجرة اشتراه بالتقسيط في المساء ليتمكن من العيش والإنفاق علي أسرته.
توفي يوسف تاركا أسرة تعاني من مرارة الحياة وقسوتها بعد وفاة عائلها، الأمر الذي دفع نجله محمد أخيرًا، إلي أن يرسل رسالة إلي الرئيس يطلب فيها السماح له بإقامة «كشك» لبيع السجائر، أو الحصول علي إعانة حكومية تساعده في إقامة مشروع صغير، ليقتات منه هو وأخوته وأمه المسنة!
أبناء عبد الناصر.. أكلوا «الفول الحراتي» و«البصارة» وعرفوا «ضريبة» أن يكونوا أولاد الرئيس «شريف»
«كل ما أريده هو الستر لي ولأولادي»، هذه الكلمات تلخص أمنية المهندس خالد ابن الرئيس جمال عبد الناصر، خالد الذي تجرع مرارة أن تموت والدته وهو بعيد عنها في يوغوسلافيا متهما في قضية ثورة مصر لمدة 4 سنوات وهي التي زارته قبل وفاتها ونصحته بعدم العودة إلي مصر، خالد هو الابن الأكبر للزعيم الراحل، توفي والده وهو في السنة الرابعة في كلية الهندسة، كان والده حساساً جدا أن يحاول أبناؤه استغلال كونهم أبناء الرئيس، فكانت حراسته عبارة عن فرد واحد، وأحيانا كان يذهب إلي النادي دون حراسة، وقيل إنه كان يهرب من الحراسة.
عندما كان يركب ابن الرئيس إلي جوار أبيه في السيارة، ويجدان شابا أو طفلا, يمشي علي قدميه، أو ثيابه مهملة، كان ناصر يتألم كثيرا ويسرح بعيداً ويقول لابنه: شايف يا خالد.. إمتي دول يبقوا زيك؟ أثناء حرب الاستنزاف كان عبد الحميد ابن الرئيس الأصغر طالباً بالكلية البحرية في الإسكندرية، وغاب فترة طويلة دون أن تراه أمه، فطلبت من الرئيس زيارة ابنها بالكلية في أوقات زيارة الأهالي مثل كل الأمهات. وافق الرئيس وأمرها ألا تغادر السيارة التي ستقلها إلي الإسكندرية، وألا تري ابنها في القاعة المخصصة لزيارات أهالي الطلبة حتي لا تحدث بمجاملة زائدة لكونها زوجة الرئيس، أو معاملة خاصة لا تحظي بها أم أخري تزور ابنها.
عبد الحميد « ابن الرئيس» رفض في البداية أن يذهب لأمه في السيارة خشية أن يكون ذلك خروجا عن قواعد الزيارات، أتوا به بالعافية للسيارة المنتظرة بالخارج وبها زوجة رئيس الجمهورية، جلس بجوارها يأكل السندوتشات التي أعدتها له.
في عام 1970، وقبل أشهر قليلة من وفاة الرئيس، كان عبد الحميد عبد الناصر في الكلية البحرية التي نقلت إلي سوسة في ليبيا، وطلبت أمه السفر بالطائرة لرؤيته، لكن عبد الناصر قال لها: انتظري حتي نجهز طائرة خاصة، قالت: ليه؟ أجاب: حتي تسافر علي ذات الطائرة أمهات أخريات، من حق كل أمهات طلبة الكلية البحرية رؤية أبنائهن إذ كان من حق زوجة رئيس الجمهورية أن تري ابنها الطالب بالكلية، ولم تسافر زوجة الرئيس في النهاية !
التزام عبد الناصر أمام نفسه وأمام أسرته وشعبه كان له تفاصيل غريبة، وحسبما يقول خالد عبد الناصر، كان يوم الأربعاء من كل أسبوع يوم «البصارة»، ممنوع اللحوم البيضاء والحمراء في هذا اليوم، كانت اللحوم تباع ثلاثة أيام فقط في محلات الجزارة والجمعيات الاستهلاكية لتنظيم استهلاكها الذي تزايد بصورة غير طبيعية في ظروف الحرب، قرر الرئيس كأي مواطن آخر ألا تأكل أسرته أي نوع من اللحوم، كانت الملوخية طبق الرئيس المفضل غير أنه ذات يوم لاحظ خالد علي مائدة الطعام طبقا غريبا، لا هو ملوخية ولا هو «خبيزة» وكان هذا الخضار الغريب هو ال«رجلة» وأكل أبناء الرئيس وأسرة الرئيس الرجلة باستمتاع شديد ربما بتأثير استمتاع عبد الناصر بطعمها، الرئيس يحكي لهم أنه أثناء حصار الفالوجة 1948 وجد الضباط المحاصرون بالمنطقة رجلة طالعة شيطاني فطبخوها وأكلوها بشهية لا تنسي، وفي يوم آخر فوجئنا بأن الرئيس قد طلب للغداء فول حراتي أخضر!
كان عبد الناصر يعطي زوجته مصروف المنزل شأنه شأن أي أب مصري، وكانت مكافأته لابنه عندما ينجح عشرة جنيهات فقط، بينما كان المصروف الأسبوعي لابن الرئيس جنيهان فقط، وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر، أصدر مجلس الشعب قانوناً ببقاء منزل منشية البكري، وكابينة المعمورة بالإسكندرية مدي الحياة لأسرته، كان معاش الأسرة 500 جنيه ويصل طبقاً للقانون الذي صدر من مجلس الأمة إلي مخصصات رئاسة الجمهورية ليصل المبلغ إلي 950 جنيها، وفجأة وبلا مقدمات خرج يوسف إدريس علي صفحات الأهرام بمقال يقول فيه إن أسرة عبد الناصر تعيش في المعمورة في 500 فدان، وثمن المتر 2000 جنيه ولو تم بيع هذه الأرض فسوف يصل سعرها إلي 100 مليار جنيه وبالتالي يمكن سداد ديون مصر، والحقيقة أن مساحته خمسة أفدنة فقط، وكان قرار ابن الرئيس وزوجة الرئيس أن أرسلت خطابا إلي صحيفة الأهرام ردا علي ذلك تعلن تنازلها عن الكابينة والأرض التابعة لها، وقالت في الخطاب: كل ما أنتظره هو اليوم الذي أقابل فيه ربي، وأدفن إلي جوار جمال عبد الناصر الذي أعطي حياته كلها لمصر، وعادت الكابينة، ولم تسدد ديون مصر!
في 25 مارس 1990، توفت الأم ولم يحضر الابن الأكبر جنازتها، ابن الرئيس الذي لم يحضر أبوه زفافه في 2 ديسمبر1971 علي زوجته داليا فهمي في بيت منشية البكري، لكن عقد القران حضره رئيس الجمهورية الجديد أنور السادات وعدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين، حرص ابن الرئيس يومها علي دعوة أساتذته في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وكان السادات شاهدا علي وثيقة الزواج في صالون جمال عبدالناصر.
أبناء السادات: نصحهم والدهم بالبعد عن السياسة ففعلوا..والابن الأكبر رسب ووالده نائب الرئيس!
«ابعد عن السياسية يا جمال».. الناصح هو الرئيس الراحل أنور السادات، والرسالة إلي فلذة كبده وولده الوحيد جمال، وعندما تأتي الوصية من الأب، فلا جدال ولا نقاش، والكلام واضح لا يحتاج إلي اجتهاد ولا تأويل، فقرر جمال الابتعاد عن السياسة بعد رحيل والده، لكنه ظل لمدة 11 عاماً وهو في رداء ابن الرئيس، ودار جدل كبير حوله عندما كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وقيل إنه عندما رسب في إحدي المواد، تم التحقيق مع أستاذ المادة.
جمال السادات من مواليد 14 نوفمبر 1956 بمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، في منزل زوج خالته محمود أبو وافية، عاش طفولة طبيعية جداً، قضي فترة الحضانة والمرحلة الابتدائية في مدرسة بورسعيد في الزمالك، وكان السادات وقتها رئيسا لمجلس الأمة - مجلس الشعب حالياً - يقيم وأسرته في الهرم، وفي المرحلة الإعدادية ذهب جمال إلي مدرسة سان جورج في مصر الجديدة، نجح في أولي وتانية إعدادي، ورسب في الصف الثالث الإعدادي وكان السادات حينها نائبا لرئيس الجمهورية ولم يسع لإنجاحه، وأعاد السنة في مدرسة الجزيرة التحضيرية بالزمالك.
ابن الرئيس هو الوحيد علي ثلاث بنات، إضافة إلي ثلاث آخريات غير شقيقات، وكان أبوه يناديه بالأسد، لأنه كان يهرب عند رؤية الأسد علي شاشة التليفزيون، وكان بلا شك فتي مدللا، يوم 5 يونيو 1967 يوم النكسة كان جمال بجوار أبيه علي السرير، وبعد وفاة عبد الناصر انتقلت الأسرة من الهرم إلي منزل الجيزة، ولم يكن وقتها قد أكمل عامه الرابع عشر.
يقول ابن الرئيس إن حياته اختلفت بعض الشيء بعدما أصبح والده رئيساً للجمهورية وشعر بأن هناك ضريبة ولابد من دفعها، وأنه يحاسب علي كل خطوة يفعلها وكل كلمة يقولها، وحتي لا يساء فهم كونه ابن رئيس جمهورية.
يوم اغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981، كان «ابن الرئيس» في أمريكا وعرف بالخبر من السيدة جيهان السادات، وشتان الفارق بين حياة «ابن الرئيس» وحياة ابن الرئيس السابق أو الأسبق، في لحظة تتبدل الأمور من اهتمام منقطع النظير إلي تجاهل مرير، فكان القرار الصعب وهو الرحيل، سافر جمال واختار أمريكا ليضمد فيها جراح فراق أبيه. أمريكا التي أحبت والده، فالسادات أكثر رؤساء مصر شعبية عند الأمريكان.
قضي جمال السادات هناك 6 سنوات بين الدراسة والعمل، ثم عاد ليعمل مع المهندس محمود عثمان زوج أخته الذي يعتبره الصديق الوفي للأسرة، فهو الآخر عمل بنصيحة والده عثمان أحمد عثمان بألا يترك أبناء السادات.
تنوعت أعمال جمال والشركات التي عمل فيها أو امتلكها، وانتهي به المطاف الآن رئيساً لشركة اتصالات مصر التابعة لشركة اتصالات الإمارات.
ابنا مبارك.. عاشا لفترة طويلة بعيداً عن الأضواء وفي عشر سنوات «احتكروها»!
ابن الرئيس الأشهر الآن هو جمال رغم أنه ليس الابن الأكبر للرئيس والمولود في 1963، يعامله الإعلام الحكومي علي أنه الرئيس، بينما انزوي النجل الأول علاء واقتصر ظهوره علي المناسبات الرياضية وتشجيع المنتخب والإسماعيلي، وحضور الدورات الرمضانية.
درس جمال في المرحلة الابتدائية بمدرسة «مسز وودلي الابتدائية بمصر الجديدة» ثم انتقل إلي مدرسة «سان جورج الإعدادية والثانوية» وحصل علي شهادة الثانوية الإنجليزية عام 1980، ثم تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مجال الأعمال وحصل علي ماجستير في إدارة الأعمال من نفس الجامعة.
بدأ حياته العملية في فرع «بنك أوف أمريكا» بالقاهرة، وظل فيه لفترة خمس سنوات قبل أن ينتقل إلي فرع لندن، حيث تخصص لفترة ست سنوات في الاستثمار البنكي، حتي وصل إلي منصب «مدير الفرع»، وفي سنة 1994 عاد ابن الرئيس من لندن، وكانت ثروته الشخصية قد بدأت في التضخم، وأنشأ شركة «ميد إنفستمنت» المسجّلة في لندن برأسمال مائة مليون دولار.
دخل جمال عضواً في مجالس إدارات بعض البنوك مثل البنك العربي الأمريكي والبنك العربي الأفريقي، ثم أصبح عضواً في مجلس إدارة مجموعة الاستثمار «إي إف جي هرمس»، وفي سنة 1997 أصبح عضواً في المجلس الرئاسي المصري - الأمريكي، ثم أصبح متحدثا رسميا باسم المجلس الذي أنشأه مبارك، وفي سنة 1998 أنشأ جمال جمعية «جيل المستقبل»، وعام 2000، انضم إلي عضوية الحزب الوطني، أي أنه ظل 19 عاما منذ مجيء والده رئيسا للحزب الوطني ولم يفكر في الانضمام إليه!
وكانت أمانة السياسات هي المبرر غير الشرعي لتصعيد جمال مبارك، وأتيحت له صلاحيات مطلقة، هو ورجاله يخططون، وعلي الكل السمع والطاعة، قام ابن الرئيس في مايو 2006 بزيارة للولايات المتحدة تحت مبرر تجديد رخصة قيادة الطائرة، بينما كان الهدف الحقيقي هو الحصول علي موافقة البيت الأبيض، حيث استقبله نائب الرئيس آنذاك ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ووزيرة الخارجية.
في سنة 2007 تمت إزالة آخر العوائق التي تحول دون خلافة الابن لأبيه، ففي شهر مارس وافق البرلمان علي 34 تعديلا في الدستور لتهيئة الملعب لجمال مبارك، حيث سمح للأحزاب المعترف بها بتقديم مرشحيها للانتخابات الرئاسية الذين وقع عليهم الاختيار داخل مكاتبهم السياسية، وكده كده الإخوان خارج دائرة المنافسة، فلا هم يرغبون، ولا القانون يتيح لهم، ويلوح في الأفق فقط مرشح بديل وهو اللواء عمر سليمان - رئيس جهاز المخابرات - والذي يمتلك خبرة جعلته يحظي بتأييد واحترام الجميع في الداخل والخارج، معارضة وموالين.
أصدقاء ابن الرئيس يطلقون عليه لقب «جيمي» لنمط معيشته الأمريكي منذ مرحلة الجامعة، ومن وقتها فصاعدا أصبحوا يتحدثون عن جيمي وزوجته خديجة الجمال التي عقد قرانه عليها في 28 أبريل 2007، وكان الزفاف بشرم الشيخ يوم 4 مايو 2007، بالتزامن مع عيد ميلاد الرئيس مبارك، وزوجته خديجة من مواليد عام 1982، وهي ابنة رجل الأعمال محمود الجمال الذي يعمل في مجال المقاولات، وقامت شركته ببناء العديد من المشاريع العمرانية والقري السياحية، وكانت خديجة قد حصلت علي الثانوية العامة من المدرسة الألمانية في الدقي بالقاهرة، وتخرجت في قسم إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة - نفس الجامعة التي تخرج فيها جمال مبارك والتي كانت السبب في معرفة جمال مبارك بها - أثناء مؤتمر سياسي عقدته الجامعة عام 2005، وتمت الخطوبة يوم 3 مارس 2006 في حفل عائلي اقتصر علي الأسرتين والأصدقاء المقربين فقط.
حياة جمال مبارك ظلت لسنوات طويلة من حكم والده لا تشغل بال أحد من المصريين، وإن كانت أقاويل قد رددها مواطنون حول ثرواته وشقيقه، لكن الآن بات أمره يشغلهم جميعاً، وهم يتابعون تصعيده الصاروخي علي خطي بشار الأسد في سوريا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.