لا أحد منهم يملك صيغة واضحة لها حتي الآن إسماعيل هنية في حواره مع محرر الدستور أكد إسماعيل هنية - رئيس حكومة حماس- أهمية الحوار الوطني والمصالحة بين الفصائل، وقال في حوار ل«الدستور» إن هناك ضرورة للعمل الدولي الجاد لما وصفه ب«الحصار الظالم» المفروض علي قطاع غزة، مستبعداً قيام إسرائيل بشن حرباً علي القطاع في الوقت الحالي، وتحدث هنية في نقاط أخري تقرأونها في السطور القادمة. بمناسبة الوفد الذي أرسله البرلمان العربي إلي القطاع بصحبة مساعدات طبية.. هل ترون أن مثل هذه الوفود تستطيع إنهاء الحصار؟! المساعدات التي تصل إلي غزة هي شيء ضروري جداً في ظل الحصار الغاشم الذي يفرضه الكيان الصهيوني علي القطاع، ونحن نقدر الجهود المبذولة من كل الجهات التي تفكر وتقدم علي إرسال قوافل المساعدات إلينا لأن هذا وقت تحتاج فيه غزة إلي هذه المواد سواء كانت غذائية أو أجهزة طبية، لكن هذه المساعدات خطوة علي طريق إنهاء الحصار علي غزة أو رفعه، وتساعد علي تخفيفه وجعل فكرة إبقاء تعرضنا للحصار مستمرة في وسائل الإعلام ولن ننسي يوماً كما تريد إسرائيل. هل المساعدات الإنسانية التي تصلكم تكفي حاجات القطاع من المواد الأساسية المطلوبة لحياة كريمة لشعب غزة؟! المساعدات التي تصل إلي غزة من المؤكد أن لها دوراً إيجابياً في توفير الحاجات الأساسية للمواطنين، لكن ما نحتاجه شيء أكبر من ذلك، فنحن نحتاج أكثر إلي مواد بناء وطاقة كهربية وحل أزمات المياه وتوفير حرية الحركة للمواطنين وغيرها من الأمور التي يجب علي المؤسسات العربية النظر إليها والتفكير فيها بجانب المساعدات الغذائية أو الطبية. متي تحدث المصالحة الوطنية بين الفصائل المختلفة؟.. وما آخر التطورات التي توصلت إليها المفاوضات المباشرة مع إسرائيل؟! المصالحة الوطنية في فلسطين تتعرض إلي صعوبات كبيرة جداً في هذا التوقيت، وكلنا أمل في أن يتجاوز الشعب الفلسطيني هذه الصعوبات لكن حتي هذه اللحظة ليست هناك رؤية واضحة بشأن ذلك، وبالنسبة للمفاوضات فأنا لا أعتقد أن هناك مُسميات للمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة لكننا نقوم بمفاوضات منذ أكثر من 18 عاماً إلا أن المشكلة لم تنته حتي الآن لأن قوات الاحتلال لا تعرف سوي أنها لا تريد الاعتراف بالقدس ولا بعودة اللاجئين، وتريد أن تعزل منطقة الأعوار أمنياً ولا تعترف بالقرارات الدولية وأنا أقول: إن أي مفاوضات لن يكون لها مغزي بالنسبة للشعب الفلسطيني. هل تتوقع أن تشهد الفترة المقبلة حرباً جديدة علي غزة؟! أنا لا أتوقع أن تشهد غزة حروباً في الفترة القادمة وأستبعد ذلك تماماً، لكن يبقي فرض الحصار والاحتلال الإسرائيلي أمرين لا توقعات لهما. في رأيك.. ما الخطوات المطلوبة لرفع الحصار عن غزة نهائياً؟! أنا أري أن لرفع الحصار عن غزة هناك 4 مفاتيح رئيسية هي كالتالي: 1 استمرار قدوم القوافل البرية والبحرية إلي غزة، وهو أمر مهم جداً لوضع حد لهذا الحصار، وإن كانت حاجة القطاع إلي هذه الموارد التي تأتي مع القوافل ماسة للغاية إلا أن الأهم من ذلك أنها تُبقي الأمر كاملاً حاضراً علي الأجندة الإعلامية وفي أذهان الرأي العام العالمي. 2 استثمار حالة الغضب الشعبي العربي والعالمي ضد استمرار الحصار علي غزة للمطالبات المتكررة والملحة بإنهائه، ولا يجب أن يكتفي المجتمع الدولي بالتعاطف فقط مع ما يتعرض له شعب غزة، لكن يجب أن تكون هناك تحركات إيجابية في هذا الصدد. 3 ضرورة ملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي وتقديمهم للمحاكمة بالمحاكم الدولية بسبب ما يرتكبونه، وأنا أقول إن إقامة الدعاوي القضائية ضدهم سوف تجعلهم يعيدون التفكير في استمرار الحصار علي غزة، وإذا لم يفلح الأمر مرة فعلي الأقل لنبقهم تحت وطأة الملاحقة ولا ننسي أن تقرير «جولد ستون» ما زال في الأذهان. 4 تطوير مسألة أنواع المساعدات التي تدخل إلي القطاع، فما يصل هو أمر جيد وغزة بحاجة إليه فعلاً، ونحن نقدر جداً ذلك لكن يجب تطوير الأمر فنحن بحاجة ماسة إلي مواد البناء لإعادة إعمار ما دمرته آلة الاحتلال الغاشمة، وأيضاً بحاجة إلي حل أزمة الطاقة الكهربائية. ما رأيكم في تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الأخيرة حول قطاع غزة؟! هذا أمر غير مقبول لكل الفلسطينيين، وما قام به الحصار الإسرائيلي هو أمر شكلي ولا علاقة له بجوهر القضية والمشكلة ما زالت كما هي وإدخال بعض التحسينات بشأن الحصار هو لتضليل الرأي العام بأن إسرائيل استجابت للضغوط والأصوات التي تنادي برفع الحصار عن غزة.