بهي الدين حسن: مبارك وحده من سيحسم الجدل حول مرشح الحزب الحاكم .. وجمال مبارك لم ينف طموحه حتي الآن ! علي الدين حسن الرئيس مبارك وحده سيلقي بكلمة الختام.. هذا ما اتفق عليه سياسيون وحقوقيون حول إعلان الدكتور علي الدين هلال - أمين الإعلام بالحزب الوطني- أمس أن الرئيس مبارك هو مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدين أنه برغم ما حمله هذا الإعلان من دلالات كبيرة فإنه لم يحسم بعد الشخصية التي سترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الوطني، كما أنه يعبر عن حالة من الصراع داخل النظام الحاكم بين أجنحة تؤيد بقاء الرئيس مبارك في السلطة وأجنحة تؤيد ترشيح جمال مبارك أمين السياسات خلفًا لوالده البالغ من العمر 82 عامًا وقال بهي الدين حسن- مدير مركز القاهرة للدراسات حقوق الإنسان- إن حديث هلال يعبر تمامًا عن حالة من الصراع داخل النخبة الحاكمة حول شخصية الرئيس القادم، مؤكدًا أن هذا الصراع ليس بين الأب وابنه وإن كانا رمزين لهذا الصراع، موضحًا أن الأمر لم يحسم بعد وأن جمال مبارك نفسه لم ينف ولم يؤكد مؤخرًا طموحه للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة علي أن حسم الأمر- طبقًا لحسن- مرهون بأطراف وحسابات ومصالح تتجاوز شخص مبارك ونجله. وأضاف حسن أن إعلان هلال هذا وحملة الترويج المقابلة لجمال مبارك مرشحًا للرئاسة تكشفان عن أن الصراع داخل النظام الحاكم يتفاقم بحدة حول طبيعة النظام السياسي الذي سيولد حال عدم ترشيح الرئيس «مبارك» نفسه في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلي أن اختيار «علي الدين هلال» لإلقاء هذا الإعلان، وهو شخصية إلي حد ما قريبة من «جمال مبارك» هدفه تضليل الرأي العام عن الدرجة الحادة للصراع الدائر داخل النظام الحاكم، منبهاً إلي أن هذا الصراع لا يمكن اختزاله في عدد من الشخصيات في قيادة الحزب الحاكم وأن هناك أدوارًا يلعبها آخرون غير موجودين في الصورة التي يظهر بها ملعب الحزب الوطني. وركز مدير مركز القاهرة علي أن القرار الشخصي للرئيس «مبارك» هو الذي سيحسم هذا الصراع الدائر حول مسألة الترشح، موضحاً أن «مبارك» لو قرر الترشح فإن هذه الأجنحة المتصارعة ستحترم قراره الشخصي في كل الأحوال. وقال «جورج إسحق» القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير إن تصريحات «هلال» تكشف عن أن الصراع داخل ما سماه القصر بين رجال الأعمال وأصحاب المصالح الذين يمثلون جناحين أحدهما مؤيد ل «مبارك» الأب والآخر مؤيد ل «مبارك» الابن، أصبح خطيراً، مضيفاً أن كلام أمين إعلام الحزب الوطني لا يعني أن «مبارك» سينزل الانتخابات الرئاسية رغم أن «إسحق» أكد أن الأقرب للترشح عن الحزب الوطني هو الرئيس «مبارك» الذي قال مؤخراً إنه لن يترك الحكم إلا في الرمق الأخير، ناهياً بأن «مبارك» لن يسمح لنجله بالوصول للسلطة في حياته لأنه رجل عنيد. وذهب «عبدالغفار شكر» المفكر اليساري إلي أن الحالة الصحية للرئيس «مبارك» هي التي ستحسم مسألة ترشحه للرئاسة من عدمها، وأن حملات الترويج ل «جمال مبارك» مرشحاً للرئاسة، الهدف منها أنه إذا رأي «مبارك» أنه غير قادر صحياً علي الترشح، فإن «جمال مبارك» المرشح للرئاسة لا يجب أن يكون مفاجأة للناس، وأن هذا السيناريو البديل يجب أن يكون جاهزاً!.