قال رئيس شركة البحر الأحمر للملاحة إنه مستعد لدفع فدية مالية للقراصنة الصوماليين الذين خطفوا سفينة تابعة لشركته إذا ما كانت غير مبالغ فيها، بينما حذر رئيس هيئة مكافحة القراصنة الصوماليين من أن دفع الفدية المالية للقراصنة يزيد من خطرهم في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن. ونفي عبد المجيد مطر رئيس مجلس إدارة شركة البحر الأحمر للملاحة ل( الدستور) أن يكون خاطفو سفينة الشحن «إم في سويس» التي اختطفت قبل أربعة أيام من ممر آمن موصي به في خليج عدن، قد حددوا مطالبهم أو طلبوا فدية معينة، مضيفاً أن المفاوضات لم تبدأ إلي الآن. وتابع: «ننتظر مطالب القراصنة. إلي الآن لم يتواصل القراصنة معنا، وليست لدينا أي معلومات مؤكدة حول السفينة باستثناء أنها وصلت بالفعل إلي ميناء هارديري القريب من سواحل إقليم البونت لاند (أرض اللبان) في شمال شرق الصومال لكنها غادرته إلي مكان غير معلوم». وارتفع عدد السفن التي يسيطر عليها القراصنة ويوجد علي متنها بحارة مصريين، بعدما سيطر القراصنة أمس علي سفينة الشحن «سيريا ستار» وطاقمها المكون من 22 سورياً ومصريين. لكن موقع «سيريانيوز» الإلكتروني أعلن أنه تم الإفراج عن السفينة «سيريا ستار» مساء أمس الأول، وقال أمين سر غرفة الملاحة البحرية تحسين شحادة أنه أُفرج عن سفينة «سيريا ستار» بعد أن احتجزها القراصنة في خليج عدن، لتتجه إلي ميناء بور سودان، مشيراً إلي أن كل الأفراد الموجودين علي متن السفينة، ومن بينهم البحارة السوريون، بخير وبصحة جيدة. وأضاف شحادة أن الإفراج عن السفينة وطاقمها تم بدون دفع فدية، كما أنه لم يتعرض أي من أفراد الطاقم إلي أي أذي. في الوقت نفسه عبرت مصادر مصرية ل( الدستور ) عن مخاوفها من تعرض البحارة المصريين إلي انتقام القراصنة بعد نجاح مركبي صيد مصريين العام الماضي في الإفلات من قبضة القراصنة وقتل اثنين منهم بالإضافة إلي أسر ثمانية آخرين. وجري اختطاف المركبين «أحمد سمارة» و«ممتاز 1»، قبالة السواحل الصومالية في 31 أبريل من العام الماضي، وعلي متنهما نحو أربعين بحاراً مصرياً نجحوا في العودة إلي مصر لاحقا في شهر أغسطس الماضي دون دفع أي فدية مالية. من جهته، قال «أندروا موانجورا رئيس برنامج مساعدة البحارة المعني بمتابعة نشاطات القراصنة إن السفينتين «سوس وسيريا ستار» في طريقهما إلي مكان ما داخل المياه الإقليمية للصومال، مشيرا إلي أن القراصنة لم يعلنوا حتي هذه اللحظة أية مطالب محددة. وأوضح «موانجورا» هاتفيا من مقره في مدينة مومباسا الكينية ل( الدستور): نشاطات القراصنة ستتصاعد لأن هذا موسمهم، ولا أحد باتت لديه القدرة علي كبح جماحهم. في الوقت نفسه طالب محيي الدين علي يوسف مدير هيئة مكافحة القراصنة التابعة للحكومة الصومالية بعدم دفع أي فديات للقراصنة، معتبراً أن هذا من شأنه أن يحبط مخططاتهم وطمعهم في مبلغ كبير. وأوصي يوسف في رسالة من مكتبه حصلت (الدستور) علي نسخة منها، بعدم الاتصال بالقراصنة نهائياً سواء من قبل الشركات المالكة للسفن المخطوفة أو من شركات التأمين لفترة زمنية معينة يجري خلالها الإعداد لمعرفة مواقع السفن بشكل مباشر وتطويقها بقوات صومالية بحرية خاصة. من جانبه أكد الخبير البحري اللواء محفوظ طه - مستشار وزير النقل الأسبق- أن أدق المعلومات عن أي سفينة في أي مكان تكون متوفرة لدي أي جهة تملك جهاز الاستقبال لأجهزة ال « A I S» التي التزمت باستخدامها جميع السفن بعد أحداث 11 سبتمبر لضمان معرفة كل شيء عن السفن بالبحر ولتأمين شحناتها ولكن من الممكن أن يكون قراصنة الصومال يملكون جهاز استقبال ويعلمون أدق المعلومات عن السفن العابرة بمنطقتهم. وأشار إلي أن جهاز الاستقبال لأجهزة ال- A I S - يوفر معلومات عن خط السير والسرعة ونوع الشحنة والموقع واسم السفينة وبلدها والعلم الذي ترفعه وأبعاد السفينة واتجاهها، مؤكداً أنه سواء السفينة (سويس) التي تعرضت للقرصنة الأسبوع الماضي أو الباخرة المنصورة التي تعرضت للقرصنة العام الماضي وهما يتبعان شركة واحدة تعتبران - باخرتين مثاليتين لأعمال القرصنة - لأن سرعتهما بطيئة جدا وتسيران بالقرب من الساحل. وأضاف «طه» أن هناك إجراءات وقائية كان من الممكن تفعيلها بعد تعرض باخرة من الشركة للاختطاف العام الماضي وهي علي سبيل المثال عرقلة عمليات التسلق أو منع الاقتراب من الباخرة أثناء سيرها. وعن القوات الدولية التي توجد قبالة شواطئ الصومال وعدن للحماية من القرصنة قال «طه» إن كل قوات دولية في المنطقة تعمل لصالحها وليس لصالح جهة أخري وتتبع الأوامر من سلطاتها المباشرة وكل دولة تضع خط سير لسفنها بالمنطقة لتأمينها، والدليل علي ذلك عندما تدخلت قوات روسية لحماية إحدي سفنها وأطلقت النار علي القراصنة وتركتهم يهربون، بينما ظلت قوات حماية هندية تطارد قارباً صومالياً بقراصنته كان قد حاول اختطاف إحدي سفنها حتي أغرقته، يأتي ذلك في الوقت الذي تعرضت فيه الباخرة «المنصورة» التابعة لنفس الشركة العام الماضي للقرصنة برغم أن فرقاطة انجليزية كانت تسير بالقرب منها وتلقت إشارة إغاثة من الطاقم واكتفي الإنجليز بمتابعة عملية القرصنة ولم يتدخلوا. وقال إن هناك بعض شركات التأمين التي دفعت للشركة المالكة كل التعويضات مثلما حدث مع سفينة النفط السعودية العملاقة في بداية تصاعد أعمال القرصنة بعدها تكلمنا في مصر عن صندوق مالي لمثل هذه الظروف عن طريق إشراف غرف الملاحة في الموانئ الأربعة ولكن شيئاً من ذلك لم ير طريقه إلي النور حتي الآن.