تسبب الاتفاق الذي أبرمه الشيخ «عبد الهادي القصبي» شيخ مشايخ الطرق الصوفية والسيد الشريف نقيب الأشراف مع مؤسسة الأهرام الأسبوع الماضي لنشر الفكر الصوفي ومواجهة المد السلفي وتحجيم انتشار الإخوان المسلمين في ردود فعل غاضبة بين العديد من مشايخ الطرق الصوفية الذين اتهموا «القصبي» بتوريط الصوفيين والأشراف من أبناء وأحفاد الحسن والحسين والمنتسبين لآل البيت في معارك مع السلفيين والإخوان لحساب النظام الحاكم والحزب الوطني الذي ينتمي إليه نقيب الأشراف وشيخ الصوفية. وندد الشيخ «محمد عبد المجيد الشرنوبي» باتفاق «القصبي» و«الشريف» مع الأهرام وقال إن الصوفيين أعجز من أن يدخلوا في معارك مع السلفيين والإخوان حيث تنقصهم القدرة والآليات اللازمة للدخول في حرب ضد هذين الفصيلين الأكثر تنظيما وقدرة واستعدادا لخوض المعارك الفكرية بالمقارنة بالصوفية الذين يغلب عليهم عدم الانضباط والتنظيم والتنظير، كاشفاً عن وجود خلافات ونزاعات كثيرة بين مشايخ الصوفية، وأكد «الشرنوبي» أن النظام الحاكم والحزب الوطني يحاولان من خلال مؤسسة الأهرام المملوكة للدولة جرجرة الصوفيين إلي معركة سياسية بالوكالة لحسابهما ضد السلفيين والإخوان رغم أن الصوفيين زاهدون في العمل السياسي، وتساءل «الشرنوبي» عن السبب الذي يجعل مؤسسة الأهرام تتكفل بالإنفاق علي مؤتمرات للصوفية لافتاً إلي أن الأهرام لا يمكن أن تبرم هذا الاتفاق مع الصوفيين والأشراف دون وجود توجيه سياسي من الدولة، كما شن هجوما حادا علي القصبي ونقيب الأشراف اللذين ينتميان للحزب الوطني وقال إن النظام الحاكم هو من قام بتعيينهما في منصبيهما الدينيين، مؤكداً أن شيخ مشايخ الصوفية ونقيب الأشراف يهدفان من هذه التحركات الحصول علي الرضا والقبول من الحزب الحاكم في محاولة منهما للحصول علي قرار بتعيينهما في مجلس الشعب القادم بالتعيين ضمن النسبة التي يعينها رئيس الجمهورية عقب الانتهاء من الإنتخابات البرلمانية. في إطار مشابه اتفق الشيخ «محمد الشهاوي» رئيس المجلس الصوفي العالمي مع ما قاله «الشرنوبي»، وأكد أن «القصبي» و«الشريف» يبذلان جهودا مكثفة لدخول مجلس الشعب بالتعيين ولو علي حساب مصلحة المؤسسات الدينية التي يرأسانها، مؤكداً الشهاوي ضرورة أن يختار شيخ مشايخ الصوفية ونقيب الأشراف بين منصبيهما الدينيين والعمل السياسي، كما شدد علي ضرورة الفصل بين السياسة والدين وأن يستقيل شيخ مشايخ الصوفية ونقيب الأشراف من الحزب الوطني ولجنة سياساته أسوة بما فعله الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر الذي استقال من لجنة السياسات بالحزب بعد توليه مشيخة الأزهر. وحذر «الشهاوي» من محاولات النظام الحاكم وحزبه إدخال الصوفيين في معارك ضد السلفيين مؤكدا أن هذه التصرفات تعني فتنة تهدد الأمن والاستقرار، مختتماً تصريحاته بالتساؤل عن سبب هذا التحرك من جانب «القصبي» و«الشريف» في هذا التوقيت ومع اقتراب الإنتخابات البرلمانية خاصة أن النظام الحاكم يسعي بكل السبل لإبعاد الإخوان عن دخول مجلس الشعب الجديد ويستخدم في ذلك مشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف اللتين يسيطر عليهما النظام وحزبه الوطني بل يحكم قبضته عليهما بتعيين أعضائه رؤساء لهاتين المؤسستين الدينيتين.