استمرت حالة التوتر الأمني بسيناء علي الرغم من الجهود التي يبذلها اللواء أحمد موافي، محافظ شمال سيناء، لإقناع أبناء القبائل البدوية بأن تصريحاته الصحفية التي اتهمهم فيها بالتعامل مع إسرائيل كانت محرفة، وتم رفع درجة الاستعداد الأمني بمدن رفح والشيخ زويد لإجهاض أي مسيرات قد تتم من جانب البدو ردا علي تصريحات المحافظ. وقالت مصادر مطلعة بشمال سيناء إن تصريحات موافي قد أدت إلي عودة التوتر من جديد بعد فترة الهدوء الحذر التي عاشتها منطقة وسط سيناء؛ حيث تم الإفراج عن العشرات من البدو المعتقلين، كما بدأت الشرطة في تحسين معاملة البدو عند الحواجز الأمنية. وأكد المحافظ هذا الأسبوع أن تصريحاته تم تحريفها، وشدد علي أنه لم يسئ إلي بدو سيناء، ونجح محافظ شمال سيناء يوم الثلاثاء في حشد العشرات من الشيوخ الحكوميين وأعضاء مجلس الشعب لإعلان تأييدهم له ومبايعتهم من جديد للرئيس مبارك. وأعلن موافي خلال الاجتماع أن هناك اهتماماً من القيادة السياسية بتنمية وتعمير سيناء، مؤكدا أن تكليفه بمنصبه جاء لتحقيق هذه المهمة، وقال إن الحكومة بجميع وزاراتها مهتمة بتحقيق ذلك. وأكد محافظ سيناء مجددا ثقته في شيوخ القبائل والعواقل وجميع أبناء سيناء، وقال إنه المدافع الأول عن بدو سيناء وقبائلها وشيوخها وأبنائها مشيرا إلي أن تاريخه واضح ومعروف. وقد حرص منظمو الاجتماع علي دعوة مختلف العشائر والقبائل البدوية لحضور هذا الاجتماع في محاولة لإقناع المحافظ بأن جميع القبائل تقف خلفه وتؤيده. وحرص موافي علي عدم حضور مراسلو وسائل الإعلام المستقلة والحزبية واكتفي بدعوة مراسلي الصحف الحكومية. علي الجانب الآخر بدأ عدد من بدو سيناء في جمع توقيعات بعدة مناطق لسحب الثقة من الشيوخ الحكوميين بعد إعلان تأييدهم الكامل للمحافظ حتي قبل أن ينفي هو نفسه التصريحات التي اتهم فيها البدو بالتعامل مع إسرائيل. وقال موسي الدلح المتحدث باسم مجموعة وسط سيناء المطلوبة لدي الأمن لو أن المحافظ لم يدل بهذه التصريحات فلماذا لم يقاض الجريدة التي نشرتها. وأضاف أن المحافظ لم ينف التصريحات ولكنه اكتفي بوصفها بالمحرفة. ورفعت الشرطة درجة الاستعداد الأمني بمدن رفح والشيخ زويد تحسبا للقيام بأي مسيرات احتجاجية ضد تصريحات المحافظ والشيوخ الحكوميين. من ناحية أخري، أعادت حادثة اختطاف حافلة كانت تقل عددا من العاملين بمصنع أسمنت سيناء الذي يملكه رجل الأعمال حسن راتب من جديد ظاهرة توثيق وخطف السيارات التي كانت منتشرة بسيناء في أوقات ماضية. كانت مجموعة مسلحة قد قام أمس الأول الثلاثاء باختطاف حافلة تقل عددا من العاملين بمنطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء بعد أن هاجموها بشاحنة صغيرة وأنزلوا نحو 30 من ركابها من العاملين بالمصنع بينهم لواء شرطة سابق يعمل مديرا لأمن المصنع وأطلقوا سراحهم ثم فروا بالحافلة إلي مكان مجهول. والتوثيق في القضاء العرفي يعني أنه في حالة عدم قيام طرف بسداد التعويضات التي قضي بها القاضي العرفي لصالح الطرف الآخر فإنه يقوم بالاستيلاء علي أي جزء من ممتلكاته وإيداعه أمانة عند أقرب قبيلة تكون في طريقه وتتولي هذه القبيلة الاتصال بصاحب الممتلكات وإبلاغه بأنها بحوزتها وأنه سيتم تسليمه لها بعد سداد ما عليه؛ إلا أن الأمر تطور الآن وأصبح البعض يستولي علي سيارات الغير في حالة وجود خلاف مالي بينهما دون أن اللجوء للقضاء العرفي.