منذ 58 عاماً من الاّن قامت الثورة.. وأخيراً أحس الشعب المصري الغلبان أن ربنا عوض اّخرة صبره خير.. وبدأ المصريون يستعدون لحياتهم الجديدة التي بشرتهم بها أغاني الثورة الكثيرة حيث الصناعة والزراعة والتعمير والتعليم والتقدم والنهضة التي سوف تصل إلي نحت التماثيل الرخام علي شطوط الترع والمصارف.. ونام المصريون وهم يحلمون بحياتهم الجديدة.. ليستيقظوا علي واقع أليم وصل مدي ألمه إلي حصول مصر مؤخراً علي المركز الخامس كأسوأ دولة بائسة تبعاً لمؤشر البؤس العالمي.. إذن المرة الوحيدة التي تحصل فيها مصر علي مركز متقدم في أي إستفتاء يخص أي حاجة كانت في نسبة البؤس العالمي ..وهكذا.. يتضح لنا أن «تهامي باشا» كان واقعياً جداً عندما ذهب إليه «وديع» بسيناريو فيلم «الراقص مع الذئاب» فرفضه شر رفضة ورفصه شر رفصة من منطلق أنه مش معقول الجمهور حيقعد يتفرج علي البطل وهو يرقص مع ذئب لا يختلف شكله كثيراً عن شكل الكلب.. وكمان مش رقص أوي.. وهو ما يعني أنه مافيش استعراض ....لهذا كان منطقياً تماماً أن يطلب من «وديع» تكبير دماغه عن هذا الفيلم الفاشل قبل أن يرمي أمامه سيناريو فيلم «عضة كلب» قائلاً له.. «خد عض في ده»! هذا هو بالظبط ما حدث معنا كمصريين.. حلمنا بإنتاج ضخم بقامة فيلم مثل «الراقص مع الذئاب».. فكان اّخرنا إنتاج رخيص بقامة فيلم مثل «عضة كلب»!