«انت اللي تستني القطر مش القطر اللي يستناك» قاعدة يفضل سكان الإسكندرية ممن يضطرون لاستخدام قطار أبو قير في حركتهم اليومية، أن يصبروا أنفسهم بها في ظل ما يعانونه يوميا من عدم انتظام مواعيد القطارات وسوء حالتها، فعلي الرغم من إعلان هيئة السكك الحديدية البدء في مشروع تحديث وتطوير قطار أبو قير بتكلفة تصل إلي 600 مليون جنيه وشراء 200 عربة حديثة للعمل علي هذا الخط بداية من العام القادم، وزيادة سرعة القطارات وتقليل فترات التقاطر التي تصل حاليا إلي ربع الساعة. ويشكو ركاب القطار من قرارات رفع سعر التذكرة المتواصل وآخرها فرض بعض البنود الوهمية والإجبارية المتمثلة في 5 قروش «تأمين» و20 قرشا علي سبيل «الغرامة» بالإضافة إلي 75 قرشا تكلفة الأجرة.. ويقول الركاب إن هذه الزيادة لم تعد بأي فائدة علي تحسين الخدمة، فحوادث التحرش مازالت قائمة ومفاجآت التعطل مازالت مستمرة بسبب تدني حالة الجرارات التي مضي علي صنعها عشرات السنين. وإذا كان من الصعب الوقوف لفترات طويلة تحت الأمطار الغزيرة في الشتاء أو في حرارة الشمس المحرقة في الصيف، فإن وجودك وسط أكوام القمامة وعلي رصيف محطة تفتقر إلي أبسط الخدمات هو الشئ الأكثر صعوبة.. ولكنها عادة يومية يعيشها ركاب قطار أبو قير، بعد أن تحولت محطات القطار(16 محطة) إلي مجرد أرصفة صماء متهالكة، تختفي منها دورات المياه أو تغلق في بعضها كما هو الحال في محطة المندرة لتقتصر بذلك خدمة دورات المياه علي المحطات الرئيسية كمحطة مصر ومحطة أبي قير بالإضافة إلي إنشاء دورة مياه في محطة سيدي بشر.. تلك المحطة الوحيدة التي شهدت بعض أعمال التطوير مؤخراً، بسبب وجود مكتب بريد بالمحطة.. وباستثناء هذه المحطة فإن جميع المحطات تعاني إهمالاً شديداًَ أدي إلي تصدع سور المحطات مثل محطة غبريال، أو تحطيم مقاعد الانتظار كما في محطة المنتزة.. في حين أصبحت أغلب المظلات آيلة للسقوط وانتشرت علي جانبيها أكوام القمامة، ما أدي إلي وقوع عدد من الحوادث كان آخرها خروج القطار عن القضبان عند محطة باكوس نتيجة لوجود جسم صلب علي القضبان. أما مزلقانات قطار أبو قير التسعة أو«مزلقانات الموت» كما يفضل البعض أن يسميها، فتظل أحد وجوه المشكلة، فما تشهده تلك المزلقانات من حوادث أودت بحياة عشرات الأشخاص في غضون السنوات القليلة الماضية دفع عددا من النواب للتقدم بطلبات إحاطة يطالبون فيها هيئة السكك الحديدية بإعطاء مزيد من الاهتمام لهذه المزلقانات وضرورة العمل علي تطويرها بعد ما وصلت إليه من حالة متردية، حيث تفتقر هذه المزلقانات لجميع عناصر الأمان بينما اكتفت إدارة المرور بتكليف عسكري بتنظيم الحركة المرورية في بعض المزلقانات دون الإستعانة بحواجز حديدية تمكنه من ممارسة دوره.. وما يزيد من خطورة هذه المزلقانات هو وجود عدد ليس بالقليل من الأسواق العشوائية بالقرب منها، رغم قيام المحافظة بإنشاء 9 كباري لعبور المشاه، حيث إن الإغلاق غير المبرر لهذه الكباري باستمراردفع المواطنين للعبورغير الآمن من المزلقانات. من ناحية أخري تحولت مخازن القطار إلي أوكار للمجرمين والبلطجية ومتعاطي المخدرات، فغياب الرقابة الأمنية دفع هؤلاء إلي سرقة القطارات وما تحويه من شبابيك ومقابض حديدية كما هو الحال في مخازن حوش أبيس وحوش محرم بك، بينما اكتفت الهيئة بتعليق لافتات إرشادية داخل القطار تطالب الركاب بالمحافظة علي محتويات القطار وكأنهم من يقومون بالسرقة. يقول سامي مختار - رئيس جمعية ضحايا الطرق - إن مشكلات قطار أبو قير ترجع إلي أنه لا يلقي أي اهتمام منذ فترة طويلة، كما أن المزلقانات غير مؤمنة بشكل كاف، ما يجعل المواطنين عرضة للخطر، كما أن ضحايا الحوادث علي هذه المزلقانات لا يجدون من يعوضهم أو ذويهم. ويضيف:نحن كجمعية لحماية ضحايا الطرق نطالب المسئولين في السكك الحديدية بضرورة الاهتمام بخط أبوقير ومحطاته المختلفة حتي تليق بالإسكندرية، كما نرجو أن يتحول الخط بالكامل إلي مترو سريع وتأمين حرمه من السيارات والمشاة.