يقول المثل المصري الشهير إن «البحر يحب الزيادة»، ففي الوقت الذي لا يوجد فيه من يجهل أن سلسلة «Twilight»، سواء المقروءة أو المرئية، هي حديث المراهقين حول العالم، خصوصًا لارتباطهم الشديد بقصة الحب الملتهبة الدائرة بين مصاص الدماء «إدوارد» والبشرية «بيلا»، كما لا يخفي علي أحد أيضًا أن السلسلة التليفزيونية «True Blood» هي معادل «Twilight» لدي الكبار، مع الفارق الضخم بالطبع في القيمة الدرامية بين العملين، لكن وجود سلسلتين حققتا قدرًا لا يمكن تجاهله من النجاح تدوران في محور عالم مصاصي الدماء المليء بمختلف أنواع القصص لم يمنع أن تظهر سلسلة سينمائية جديدة تدور أحداثها في هذا العالم أيضًا، ربما لأن صناعها يؤمنون بأنهم قادرون علي المنافسة القوية، أو علي الأقل احتلال مرتبة متقدمة بين المتنافسين، فها هو الجزء الأول من السلسلة الجديدة «Cirque du Freak: The Vampireصs Assistant» يأتي ليذكرنا بأنه حتي أفلام مصاصي الدماء يمكن أن تكون فيها مساحة لا بأس بها للمغامرة والكوميديا علي طريقة هذه النوعية من الأفلام التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي، مثل «The Lost Boys» و«Vamp» و«Fright Night»، وهي أفلام يتضح تأثر المخرج بول وايتز، الذي شارك في كتابة السيناريو، بها في بعض المشاهد، كأنه يحاول استعادة سحر تلك الحقبة التي شهدت ظهور عدد لا بأس به من الأفلام التي مازالت محافظة علي شهرتها حتي يومنا هذا. الفيلم مأخوذ عن سلسلة قصص للأطفال بقلم دارين شان التي يبدو في كتابته تأثره بعوالم «هاري بوتر» من حيث انتقال طفل من حياته التقليدية المملة إلي حياة أخري مليئة بالمغامرات اللاهثة والتوقعات بالبطولة والنبوءات التي تحكي عنه منذ سنوات، وقد أطلق شان اسمه علي بطله «دارين» ذي الأربعة عشر عامًا الذي يتسلل مع صديقه «ستيف» من منزليهما ليلاً للحاق بمشاهدة كارنفال جاء إلي مدينتهما لمدة ليلة واحدة، وهناك يشاهدان عددًا لا بأس به من العروض الغريبة التي تحتوي علي فتي ثعبان وساحرة يمكنها أن تجعل لحية تنمو لها في ثوان، والكثير من العروض التي أبهرتهما، لكن إثارة الليلة لم تنته مع انتهاء العرض، حيث يصارحه أحد العاملين هناك بأنه مصاص دماء طيب، بمعني أنه بدلاً من قتل البشر للحصول علي دمهم فإنه يكتفي بتخديرهم لتناول بضع قطرات منه تكفيه لا أكثر، وهكذا يتحول الفتي إلي مساعد لمصاص الدماء، يساعده علي التقاط البشر وتخديرهم، لكن كالعادة هناك صراع دائر بين مجموعة الكارنفال ومجموعة أخري من مصاصي الدماء الأشرار، ويجد «دارين» نفسه في قلب هذا الصراع الذي لم يتخيل أن يكون جزءًا منه. يحتوي الفيلم علي الكثير من المشاهد الكوميدية الطريفة، خصوصًا أثناء مرحلة تأهيل «دارين» ليكون مساعدًا لمصاص الدماء، لكن مشكلة السيناريو أنه مزدحم بالكثير جدًا من التفاصيل التي تحتاج إلي أكثر من مائة دقيقة لتقديمها، كأن السيناريو حاول إرساء قواعد اللعبة كلها قدر المستطاع في الفيلم الأول، لكن هذا جاء علي حساب الوقت الذي احتاجته شخصيات معينة علي الشاشة ليتعرف عليها الجمهور أكثر، كالشخصية التي تلعبها سلمي حايك أو شخصية الممثل الكبير ويليم ديفو أو النجم راي ستيفنسون، بينما نجح الممثل جون سي رايلي في دور مصاص الدماء في تقديم شخصية مرحة جذابة لا تفتقر إلي الذكاء وسرعة البديهة، كما قدم النجم الياباني كن واتانابي دورًا أبرز إمكانياته الكوميدية التي لم نعرفها منه من قبل مع الأدوار الجادة الكثيرة التي سبق له تقديمها في أفلامه.