وسط حراسة أمنية مشددة قامت مديرية أمن أكتوبر بترحيل السائق «محمود طه سويلم» المتهم بتنفيذ مجزرة أتوبيس المقاولون العرب والتي راح ضحيتها 6 أشخاص وأصيب 6 آخرون من مركز شرطة أبوالنمرس إلي سجن القطا بعد أن وصل المتهم إلي محبسه داخل حجز مركز شرطة أبوالنمرس أمس عقب تجديد حبسه أمام قاضي المعارضات وقيامه بتمثيل الجريمة أمام أعضاء النيابة العامة. قامت قوة تابعة لمديرية أمن أكتوبر باقتياد المتهم من مركز شرطة أبوالنمرس داخل سيارة ترحيلات، وتم نقله إلي سجن «القطا» وسط حراسات أمنية مشددة تمهيداً إلي حجزه داخل حجز خاص به داخل السجن، تبين أن المتهم في حالة هدوء تام، وأن تصرفاته أثناء وجوده في الحجز كانت متزنة، ولم تصدر عنه أي أعمال عدائية ضد أفراد الحرس الذين تولوا اصطحابه من مركز الشرطة إلي النيابة. من ناحية أخري، تواصل مباحث حلوان جهودها من أجل جمع التحريات والمعلومات الخاصة باسم أمين الشرطة «حمادة شحاتة» الذي ورد اسمه في تحقيقات النيابة مع المتهم بعد أن أقر أمام المستشار «حمادة الصاوي» المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة بأنه اشتري البندقية الآلية التي استخدمها في الجريمة من أحد جيرانه في منطقة «عرب غنيم» ويعمل أمين شرطة، ومازالت جهود المباحث متواصلة من أجل جمع التحريات والمعلومات الخاصة بهذا الاسم والتأكد من أنه أمين شرطة أم لا؟ أفادت التحقيقات التي باشرها «محمود عبود» و«هيثم أبوالحسن» وكيلا أول النيابة أن المتهم بدت عليه علامات العنف والغضب الشديد في نهاية التحقيقات كلما تذكر الألفاظ التي استخدمها الضحايا في الاستهزاء منه والتهكم عليه طوال رحلة الذهاب والعودة من العمل بعكس ما ظهر عليه في بداية التحقيقات، حيث حاول التنصل من جريمته وإلقاء الاتهامات علي أشخاص مجهولين ثم ادعاء الجنون وعدم الاتزان النفسي فأخذ يهذي بكلمات غير مفهومة من أجل تضليل أعضاء النيابة لإحالته إلي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية، إلا أن النيابة كشفت أن المتهم متزن عقلياً ولا يعاني من أي أمراض نفسية تستدعي التأكد من سلامة قواه العقلية. أشارت التحريات التي أشرف عليها اللواء «أسامة المراسي» وقادها اللواء «أحمد عبدالعال» مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية إلي أن المتهم نقل أولاده من منزله في منطقة عرب غنيم بحلوان إلي بلدته في مركز القوصية بأسيوط قبل تنفيذ الجريمة بيوم واحد، ومازالت جهود المباحث مستمرة من أجل معرفة المكان الذي تقيم فيه أسرة المتهم في أسيوط. أكد المهندس «إبراهيم محلب» رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب في تصريح خاص ل«الدستور» أنه لا صحة إطلاقاً لما تردد عن تعرض السائق لأي ضغوطات نفسية أو مادية خلال عمله بالشركة، والفترة التي عمل بها تمتد لأكثر من 24 سنة تعرض فيها لثلاثة خصومات بسبب التأخير أو الغياب بدون إذن، وأن الوضع المادي لجميع العاملين بالشركة متميز، وآخر راتب للسائق كان 2398 جنيهاً، كما أبدي ارتياحه لتبرئة النيابة العاملين بالشركة من تهمة الحفر للتنقيب عن آثار، مؤكداً أن كثيراً ما تحدث احتكاكات بين الزملاء في العمل، وأضاف أن الشركة في انتظار إعلان الوراثة لصرف مكافأة نهاية الخدمة للشهداء الذين لقوا ربهم في هذا الحادث المأساوي، وأن الشركة ستقف بجانب أبنائهم حتي ينتهوا من مراحل تعليمهم وسيجد من يرغب في العمل مكاناً له في الشركة. كان مساعد أول وزير الداخلية لأمن أكتوبر قد تلقي إخطاراً من المقدم «أحمد مبروك» رئيس مباحث مركز شرطة أبوالنمرس يفيد بقيام المتهم بقتل زملائه أثناء ذهابهم إلي العمل في أحد مواقع الشركة بمنطقة أبوالنمرس، حيث أمطرهم بوابل من الرصاص بسلاح آلي كان يخفيه أسفل المقعد الخاص به انتقاماً منهم بسبب سخريتهم المستمرة منه.