مطاردات الشرطة للباعة الجائلين لا تنتهي في الأسواق العشوائية بالإسكندرية بعد أن سعت شرطة المرافق لتنظيم هذه الأسواق مستخدمة العنف دون أن توجد حلولاً بديلة للباعة، وهو ما أصبح يرد عليه الباعة الجائلون بعنف مضاد، ولعل أحداث ميدان الساعة الأخيرة أبرز دليل علي ذلك. ونحن علي أعتاب بداية موسم صيفي جديد يزداد انتشار الباعة الجائلين في الأسواق المختلفة ومنها «سوق محطة مصر» ذلك السوق الذي يمثل خطراً مميتاً علي كل المحيطين به والمترددين عليه، بعد أن امتلأ بمجموعة من الأكشاك الخشبية لبيع الملابس مستخدمين الوصلات السلكية لإنارة أكشاكهم، والتي تتم سرقتها من أعمدة الإنارة الرئيسية، مما يهدد بنشوب حريق في أي لحظة جراء حدوث ماس كهربائي، وقد سبق أن نشب حريق هائل العام الفائت بسوق المنشية، بسبب تلك الوصلات، ناهيك عن هؤلاء البائعين الذين يفترشون مدخل محطة القطار في مشهد سيئ لمحافظة من المفترض أنها عاصمة للسياحة العربية لهذا العام. ومن سوق محطة مصر ننتقل إلي «سوق باكوس» والذي يعتبر مقصداً لكل من يرغب في شراء الملابس الجديدة والمستعملة نظراً لرخص هذه البضائع، وقد توسع سوق باكوس حتي أصبح يسد جميع الشوارع الرئيسية والجانبية، وحول منطقة باكوس إلي واحدة من أكبر عشوائيات المدينة. أما «سوق الهانوفيل» فهو يتخذ من مدخل الهانوفيل مدخلاً له، وبالتحديد أمام مدرسة الفتوح الابتدائية، غير أن مشكلات الباعة الجائلين بسوق الهانوفيل لا تقتصر علي طلبة المدارس، ولكن تمتد إلي العديد من الفتيات والسيدات اللاتي يتعرضن للسرقة والتحرش داخل السوق، وذلك بعد ظهور عصابات تسعي لسرقة حقائب المترددين علي السوق. والأمر نفسه تكرر بالنسبة ل«سوق دربالة» الذي يعد مثالاً صارخاً علي العشوائية، خاصة أنه يسد الشارع الرئيسي تماماً ويربك حركة المرور، ويسد مدخل نفق محمد نجيب الذي افتتحه رئيس الوزراء العام الفائت، الطريف أن شركة القمامة بالإسكندرية قد اتخذت من سوق دربالة للخضر والفاكهة مصرفاً عمومياً لها بالمنطقة لتصريف القمامة المنتشرة بالشارع بجوار الخضر والفاكهة طوال الوقت. أما سوق «خالد بن الوليد» في ميامي فيعتبر مقصداً سياحياً لكل زوار الإسكندرية، وهو أيضاً مقصد للباعة الجائلين خاصة المغتربين منهم والذين يأتون مع بداية موسم الصيف مفترشين شارع خالد بن الوليد وحتي كورنيش البحر. ويشير صلاح عيسي عضو لجنة الكوارث التابعة للمجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسكندرية إلي استحالة القضاء علي الأسواق العشوائية قائلاً: هناك خطط لتنظيم الأسواق العشوائية، ولكن بالرغم من ذلك فمن المستحيل القضاء علي الأسواق العشوائية، ولا يوجد أحد بمقدوره فعل ذلك إطلاقاً، لأن هذه الأسواق متواجدة منذ سنوات طويلة. وقال عيسي: إن البائع الجائل كان يستطيع الحصول علي ترخيص بمزاولة عمله دون مواجهة أي صعوبات وذلك في مقابل دفع بعض الرسوم للحي، ولكن اليوم ومع تزايد أعداد البائعين أصبح من الصعب تطبيق مثل هذا القانون لأنه سيحول الإسكندرية لمستعمرة للبائعين الجائلين.