بعد أن قام «ليستر» أو «توم كروز» مصاص الدماء الشرير بإنهاء حياة «لويس» أو «براد بيت» عن طريق مص دمه.. أعطاه الاختيار بين أن يدعه لمواجهة مصيره الطبيعي والمحتوم وهو الموت وبين أن يجعله مصاص دماء مثله يعيش حتي الأبد في تلك المنطقة الفاصلة بين الحياة والموت.. لا هو عايش ولا هو ميت.. ولكنه في المقابل سوف يمتلك العديد من القدرات التي لا يمتلكها أقرانه من البشر العاديين.. واختار «لويس» الاختيار الثاني.. وهو أن يتحول إلي مصاص دماء! إذن هذا هو الاتفاق الذي عقده النظام مع الشعب.. حنمص دمك وحنشَّربك مية مجاري وحنشممك هوا ملوث وحنوكلك غذاء مسرطن ومهرمن وحنخلي المدارس مافيهاش تعليم وحنخلي العلاج في مستشفيات الحكومة قِلِّتُه أحسن وحنَبَّوظ الفن والثقافة وحنخلي معيار الوصول في البلد في أي مجال مالوش أدني علاقة بالموهبة وكل ما كنت سطحي وتافه ونَحِّيت وفاسد أكتر فرصتك في النجاح حتكبر وحنتنطط عليك في الكماين الليلية وحنخلي مستوي دخلك في الحضيض وطالما أنك لست فناناً أو لعيب كرة مش حتعرف تعيش في البلد دي وكل ما نعمل علاوة حنزوِّد قدامها الأسعار.. من الآخر.. حنبهدلك ونمص دمك وحنديلك الاختيار بعدها.. تموت «كنتيجة طبيعية لكل العَوَء الذي سبق ذكره» ولاَّ تعيش عيشة أقرب إلي الموت منها إلي الحياة وتبقي ولا إنت عايش ولا إنت ميت.. وبينما اختارت قلة من الشعب الاختيار الأول، حيث شنق البعض نفسه علي كوبري قصر النيل بينما رمي البعض الآخر نفسه في مراكب الهجرة غير الشرعية ليصبح طعاماً للأسماك.. اختار معظم الشعب الاختيار الثاني.. ألا وهو إنه يعيش عيشة أقرب إلي الموت منها إلي الحياة.. ولكن بدون أن يصبح مصاص دماء.. يعيش.. ليمص النظام دمه فقط!