الاثنين 1 أكتوبر 1973 رفعت القوات المسلحة المصرية درجة الاستعداد إلى الحالة الكاملة من ساعة 800 وتم احتلال جميع مراكز القيادة والسيطرة على مختلف المستويات وأعلن حينذاك أن هذه العمليات تأتى ضمن المشروع الاستراتيجى التعبوي لغرض التدريب.
الأربعاء 3 أكتوبر على الجانب الاخر قامت جولدمائير بعقد اجتماع لمجلس المطبخ فى منزلها وجلس حولها إيجال ألون وموشيه ديان وإسرائيل جاليلى واستمعو الى العميد اريه شلومو مساعد مدير المخابرات الحربية وتحدث لمدة ساعة، مؤكدا أن الحرب العربية بعيدة الاحتمال وأنه قادر على معرفة موعدها قبل الحرب ب 24 ساعة وهو وقت كافى من وجهة نظره لدحر القوات العربية، وخرج أعضاء المجلس كل منهم يمنى نفسة بقضاء عطلة هادئة فى عيد الغفران.
الجمعة 5 أكتوبر ساعة 600 أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تعليماتها التى تحدد التوقيتات الرئيسية بداية من عملية الهجوم وأصدرت تعليماتها بعدم السماح بدخول السفن التجارية المصرية والأجنبية إلى موانىء خليج السويس وتخفيض عدد السفن الموجودة هناك، وأصدر السادات توجيه استراتيجي للقوات المسلحة يكلفها فيه بإزالة الجمود العسكرى وكسر وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 6 أكتوبر وتكبيد العدو اكبر خسائر ممكنة وتحرير الأرض على مراحل حسب إمكانيات القوات المسلح قام الفريق سعد الشاذلى بالتحرك إلى الجبهة للاطمئنان على استعداد القوات للقتال، وصلت المدمرات والغواصات المصرية إلى ميناء عدن باليمن، ليلا تم تحريك الكميات المتواجدة من الصواريخ القاهر والظافر إلى الجبهة لاستخدامها فى التمهيد النيرانى.
السبت 6 أكتوبر
ساعة 600 قام المهندسون العسكريون بفتح ثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الغربية لتسهيل تقدم القوات وإغلاق ماخذ المياه لترعة الإسماعيليةالسويس وأتمت كافة القوات تحركاتها واتخذت مواقعها وعادت الجماعات الخاصة بإغلاق مواسير النابلم من مهمتها.
ساعة 1340 أعلن الدفاع المدني فى مصر رفع درجة الاستعداد إلى الحالة (ج) وإيقاف حركة الطيران المدنى وهو ما فطنت إليه أجهزة المخابرات سريعا وإعادة حركة الطيران. * موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي يقوم بزيارة الجبهة المصرية ليرى الموقف على الطبيعة ويشاهد بعض الجنود المصريين يلعبون الكرة على الشاطئ الغربى لقناة السويس والبعض الأخر يجلس باسترخاء على حافة القناة، فيقوم بتهنئة قواته بعيد الغفران ويعود إلى تل أبيب مطمئنا.
الساعة 1300 * الجنرال/ جونين القائد الإسرائيلي لسيناء يتصل بمقر قيادته فى سيناء من تل أبيب (عقب حضوره لمؤتمر مع رئيس الأركان الإسرائيلي ) ويطلب من نائبه الجنرال/ألبرت مندلر أن تستعد قوات خط بارليف لمواجهة الهجوم المصرى المتوقع فى السادسة مساءا، وأن تتحرك القوات المدرعة إلى الأمام لتحتل أماكنها على الساتر الترابى فى الرابعة مساءا.
الساعة 1345 وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر يتصل بوزير الخارجية المصرى محمد حسن الزيات، المتواجد بنيويورك ويطلب منه ألا تقوم مصر بعمليات عسكرية ويبلغه أن إسرائيل لا تنوى مهاجمة مصر.
الساعة 1400 20 طائرة مصرية تعبر قناة السويس لتوجيه ضربة مركزة ضد مطارات العدو فى سيناء ومراكز قيادته ووسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية تشتبك معها. * والقوات البحرية تبدأ فى إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية وفى وجه السفن المتوجهة إلى ميناء إيلات.
الساعة 1405 2000 مدفع مصري تفتح نيرانها على قوات العدو الإسرائيلي فى خط بارليف وعمق سيناء وقوات العدو ترد عليها بالنيران.
الساعة 1410 إذاعة القاهرة تذيع البيان رقم واحد عن الحرب وكان نصه: "قام العدو فى الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا بمنطقتي الزعفرانه والسخنه بخليج السويس بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية عندما كانت بعض زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربى للخليج وتقوم قواتنا حاليا بالتصدى للقوات المغيرة". الساعة 1420 * بدأت الموجة الأولى من رجال المشاة المصريين بركوب القوارب وأخذت تجدف نحو الشاطئ الشرقي للقناة وكان قوام هذه الموجة أربع آلاف مقاتل يركبون 720 قاربا مطاطيا ورجال الصاعقة المصريون يقومون بأسر أول ضابط إسرائيلي وهو الملازم/ شيمون تال والذى أرسلته القيادة الإسرائيلية ليقوم بتفقد وتجهيز مستودعات النابالم لإشعال قناة السويس.
الساعة 1430 * القوات الإسرائيلية بحصون خط بارليف تطلق نيرانها بكثافة على القوات المصرية. * تصل الموجة الأولى إلى الشاطئ الشرقي وتقوم بتسلق الساتر الترابى بأيديها وأرجلها وتفرد عليه 1440 سلم حبال ليتسلق عليها رجال الموجات القادمة.
الساعة 1445 عبور الموجة الثانية من رجال المشاة وتوالي عبور الموجات بعد ذلك بفاصل خمسة عشرة دقيقة بين كل موجة و الأخرى، وتبدأ قوات المهندسين فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى باستخدام ضغط المياه ومازالت قوات العدو تطلق نيرانها من حصون خط بارليف لمحاولة إعاقة عبور القوات. * الرئيس الأمريكي نيكسون يأمر بتشكيل مجموعه عمل خاصة برئاسة هنرى كيسنجر وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي لإدارة المعركة. الساعة الثالثة والنصف إلى الساعة الرابعة والنصف إذاعه القاهرة تذيع البيان رقم خمسه فى الساعة الرابعة وكان نصه نجحت قواتنا فى اقتحام قناة السويس فى قطاعات عديدة واستولت على نقط العدو القويه بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، كما قامت القوات المسلحة السورية باقتحام مواقع العدو فى مواجهتها وحققت نجاحا مماثلا فى قطاعات مختلفة.
الساعة 1530 تم فتح أول ثغرة فى الساتر الترابى بمعدل قياسى بلغ أربع ساعات فقط. وتم إبرار أربع كتائب صاعقة بواسطة طائرات الهليكوبتر على محاور تقدم العدو داخل سيناء.
الساعة 1630 * مازالت قوات العدو تطلق نيران كل أسلحتها لعرقلة عبور القوات المصرية للقناة. * بدء عبور الدبابات والأسلحة الثقيلة على المعديات. * تم بناء أول كوبري على القناة. * فشل محاولة إبرار بحرى مصريه لإبرار مجموعه من رجال الصاعقة إلى جنوبسيناء بواسطة اللنشات الزودياك بعد تصدى الطيران واللنشات الإسرائيلية للقوة المصرية والقيادة المصرية تقرر إلغاء الإبرار البحرى وتقوم بسحب القوة المصرية بعد تعطل عدد من اللنشات نتيجة ارتفاع أمواج البحر. * اجتماع اللجنة الأمريكية الخاصة لإدراة المعركة والدكتور كيسنجر يبلغ أعضاء اللجنة أوامر الرئيس الأمريكي نيكسون بتحرك الأسطول السادس الأمريكي ليتخذ أوضاعه فى شرق البحر الأبيض المتوسط فى مواجهه الشواطئ المصرية. من الساعة 2030 وحتى 2200 * تم فتح جميع الثغرات فى الساتر الترابى. * بلغ ماأسقطه دفاعنا الجوى منذ بدا القتال 27 طائرة. * اللجنة الأمريكية الخاصة تبلغ القيادة الإسرائيلية بخطه وضعتها لمواجهه الهجوم المصرى تقتضى أن تقوم إسرائيل بتوجيه هجماتها المضادة اعتبارا من صباح السابع من أكتوبر لتدمير رؤوس الكبارى المصرية والقضاء على القوات المصرية التى نجحت فى العبور إلى سيناء مع توجيه ضربه طيران قويه لتدمير صواريخ الدفاع الجوى والمطارات المصرية كما حدث فى يونيو 67 من الساعة 2200 وحتى الساعة 800 صباح يوم السابع من أكتوبر. * مازالت قوات العدو بحصون خط بارليف تقاتل بشراسه والدبابات الإسرائيليه تهاجم القوات المصرية للقضاء عليها وإنقاذ حاميات حصون خط بارليف المحاصرة. * رجال الصاعقة المصريين يشعلون آبار البترول فى جنوبسيناء * قامت الدبابات المصرية بالانضمام إلى المشاة فى الشرق بعد إتمام نصب الكبارى المصرية على قناة السويس. * كانت خسائرنا: خمسة طائرات وعشرون دبابة ومائتين وثمانون شهيد من بينهم الشهيد نقيب طيار /عاطف السادات شقيق الرئيس انور السادات ( كان المتوقع أن تصل خسائرنا فى عملية العبور إلى ثلاثون ألف شهيد ومصاب وقبلت القيادة المصرية ذلك من اجل تحرير الأرض * وكانت خسائر العدو :ثلاثون طائرة ومائه وخمسون دبابة وعدة مئات من القتلى وتم سحق خط بارليف الحصين وتم الاستيلاء على خمسه عشر حصن من إجمالي سته وثلاثون حصنا مازال بقيتها محاصرا * اجتماع مجلس الوزارء الإسرائيلي فى العاشرة ليلا لبحث سبل مواجهه الهجوم المصرى ووزير الدفاع الإسرائيلي يقترح الانسحاب إلى خط المضايق لقتال القوات المصرية من هذا الخط ورئيسه الوزراء الإسرائيلية وباقى أعضاء القيادة الإسرائيلية يرفضون الاقتراح ويجمعون على تنفيذ الخطة الأمريكية اعتبارا من صباح السابع من أكتوبر.