سمير نوار: ألغينا كل نظم حجز التذاكر إلا «الشباك».. وجعلناها بالبطاقة ليصبح المواطن مسؤولاً عن السوق السوداء «السكة الحديد» تخسر.. وزيادة أسعار التذاكر «خط أحمر» 256 ألف مقعد مكيف و288 ألفًا مميزة و344 ألفًا إضافية بالقطارات اختفاء تذاكر حجز قطارات العيد.. صداع فى رأس المسؤولين بوزارة النقل والسكة الحديد، وقبل أيام قليلة من حلول كل عيد تتجدد الأزمة وتفرض نفسها بقوة داخل محطات السكة الحديد وأمام شبابيك حجز التذاكر، حيث تشهد محطة مصر برمسيس تحديدا أزمة حادة يعانى منها الآلاف من ركاب الصعيد فينتهى الحجز على القطارات اليومية المدرجة بجداول التشغيل وتختفى التذاكر من على الشبابيك لتنتشر فى السوق السوداء بضعف الثمن، واجهنا المهندس سمير نوار رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر بتلك المشكلة. ■ لماذا نشهد أزمة فى تذاكر القطارات وتحديدا قطارات الصعيد خلال الأعياد؟ - دعنى أوضح لك شيئا، زيادة الطلب على حجز القطارات هذا العام تفوق الأعوام السابقه بكثير، ومعنى ذلك أن المواطن يشعر بالأمان والطمأنينة عند ركوب القطار وهذا يحسب للسكة الحديد ووزارة النقل، إلا أن المواطن قد نسى أن قوة القطارات كانت معطلة منذ فترة بسبب الأحداث التى تمر بها بلاد، وهذا ما أثر سلبيًّا على كل الخطوط بالمحافظات المختلفة، إلا أنه خلال الفترة الأخيرة قمنا بزيادة قوة التشغيل لبعض القطارات التى عادت للخدمة، ورغم ذلك لم تعُد كل القطارات العاملة للخدمة وهذا أحد أسباب تلك الأزمة. ■ وهل ستستمر الأزمة حتى بعد العيد؟ - لا.. لن تستمر الأزمة بعد العيد لأننا فى طريقنا لعودة قوة التشغيل كاملة. ■ ومتى تنتهى تلك الأزمة؟ - عندما ينتهى الطلب، لأن الطلب كثير والعرض قليل والمقاعد أصبحت لا تكفى، خصوصا فى ظل الإقبال المتزايد من الجمهور على استقلال القطارات، بعد مقارنتها بوسائل المواصلات الأخرى التى تراجع دورها الفترة الأخيرة. ■ ولماذا لم يتم الدفع بقطارات إضافية لاستيعاب الركاب خلال فترة العيد؟ - بالفعل.. تم الدفع ب256 ألف مقعد مكيف و288 ألف مميز و344 ألف مقعد إضافى بالقطارات خلال العيد، ونحن فى حالة طوارئ منذ انتهاء موسم عيد الفطر الماضى، حيث تم التشديد على مسؤولى الصيانة لتجهيز أكبر قدر من العربات والجرارات يضمن تشغيل أكبر قدر من الرحلات ولكن طبقًا لتعليمات الأمن والسلامة فى تشغيل القطارات لا نسمح بتشغيل أى عربة عليها ملاحظات حفاظًا على أرواح الركاب، وقد قمنا بطرح 80% من التذاكر لتباع فى محطتى القاهرة والجيزة لإحكام الرقابة على بيعها وأصدرنا قرارًا برفض المئات من طلبات الحجز الجماعى التى تتقدم بها الجمعيات الأهلية والشركات السياحية لضمان عدم تسربها للسوق السوداء، كما ألغينا نظام الحجز بالفيزا والإنترنت والحجز عن طريق المكاتب المدنية وخصصنا 4 تذاكر بحد أقصى لكل مواطن وحجزها ببطاقة الرقم القومى ليتحمل الراكب المسؤولية فى حالة ضبط تلك التذاكر تباع خارج الشباك. ■ كيف تواجه الهيئة مشكلة السوق السوداء؟ - الحمد لله.. لقد قضينا على ما يقرب من 90% مما يسمى السوق السوداء لبيع تذاكر القطارات، حيث شكلت الهيئة لجانا سرية برئاسة رؤساء الإدارات المركزية ومديرى العموم وموظفى خدمة العملاء والفحص للرقابة على عمليات حجز التذاكر، وتم التنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لعمل حملات تفتيشية مفاجئة على عمال البوفيهات والكافيتريات والمواطنين المشتبه فيهم الموجودين بمحطتى القاهرة والجيزة لضبط أى مخالفين، ونجحت الشرطة بالفعل فى ضبط أكثر من 10 أشخاص من بينهم فرد كان معه 600 تذكرة مزورة قبل بيعها للمواطنين. ■ لماذا لا تسعى الهيئة لاتخاذ إجراءات بديلة للقضاء على تلك الظاهرة؟ - نبذل أقصى ما بوسعنا للقضاء تماما على تلك المشكلة لدرجة أننا نحجز التذاكر ببطاقة الرقم القومى، وأنا شخصيا مكتبى مفتوح لأى اقتراح يتقدم به أى مواطن شريف للقضاء على تلك الأزمة، وهناك للجهات الإعلامية دور هام أيضا فى مواجهة تلك الأزمة التى باتت تؤرقنا جميعا كمسؤولين. ■ كثيرًا ما يشتكى الركاب من سوء معاملة موظفى التذاكر لهم.. ما تعليقك؟ - أرفض ذلك بشدة، ومن يواجه سوء معاملة من موظفى الشباك عليه التوجه فورًا إلى ناظر المحطة وتقديم شكوى رسمية ضده لكى تتم محاسبته إن أخطأ فى حق الركاب، وقد قمنا بتشكيل مجموعات من خدمة العملاء للوجود على شبابيك الحجز وتذليل كل العقبات والمشكلات، مع تحويل أى موظف للتحقيق يثبت تجاوزه مع أحد المسافرين. ■ رصدت بعض الجهات الرقابية وجود مخالفات جسيمة داخل الهيئة.. ما تعليقك؟ - أولا أود أن أوضح أننى توليت مسؤولية الهيئة منذ شهر يناير 2014، وما تم رصده من مخالفات يتحدث عن فترات سابقة لهذا التاريخ، وقد تمت إحالة ما ذكر فيها من مخالفات إلى الجهات المسؤولة داخل الهيئة للرد على ما ورد فيها، وإعداد تقرير بذلك ولا مصلحة لنا فى التستر على فساد أو حتى شبهة فساد أو تقصير وسنكون أول من يتصدى لذلك بكل قوة فى حالة التأكد والتثبت منه فقد قبلت المهمة لتحقيق المصلحة العامة لا للتستر على فساد أو مفسدين. ■ متى تتحول هيئة السكة الحديد إلى هيئة رابحة؟ - أتمنى أن يكون ذلك قريبا، ولكن الواقع يفرض علىّ أن أقول إن أمامنا بعض الوقت والكثير من الجهد والعمل لنصل إلى تلك المرحلة، فحتى نحقق ذلك لا بد من تحريك أسعار التذاكر، فتكلفة أى رحلة أعلى بكثير من ثمن التذاكر وقطع الغيار عالية وثمن الجرار الواحد يتعدى ال20 مليون جنيه. ■ معنى ذلك أن الهيئة تخسر بسبب سعر التذكرة الحالية.. فهل هناك نية لزيادة سعر التذكرة؟ - الاقتراب من أسعار التذاكر خط أحمر، والهيئة دورها خدمى فى المقام الأول، أما الفئات التى تحصل على تخفيض مثل الطلبة والقضاة، فتم الاتفاق مع وزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم فى موضوع الاشتراك، حيث ستتحمل وزارة المالية الفارق وستقدمه للهيئة، رغم أن الهيئة لا تحصل على الفرق بالكامل، ولكن نحصل على تعويض، أما القضاة فقد تم الاتفاق على تحمل الوزارة فرق السعر، وهناك تنسيق بين وزارتى النقل والمالية فى هذا الموضوع، ومع دخول العربات الجديدة الخدمة سيتم تشغيل خدمة العربات ال«فى آى بى» بأسعار للقادرين، وسنقدم خدمات اتصالات وإنترنت ومن خلال هذه العربات سيتم دعم بقية العربات. ■ هل من خطة لمواجهة استهداف قطارات السكة الحديد من قبل المخربين والإرهابيين؟ - تم التنسيق مع شرطة النقل والمواصلات لتكثيف الوجود الأمنى داخل القطارات والمحطات لتأمين الركاب والتصدى لأى أعمال شغب أو تخريب، وستتم الاستعانة بالكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات للتمشيط والكشف عن أعمال تخريبية. ■ على الرغم من الجهود الكبيرة التى تبذلها الهيئة والعاملين بها فإن هناك عديدًا من الصعوبات والتحديات تتعلق بمنظومة السلامة والأمان؟ - تواجهنا عدة عقبات منها وجود 4500 معبر غير قانونى يتوجب إغلاقها فورا بالتنسيق مع المحليات والشرطة، فضلا عن أن المزلقانات القانونية تبلغ 1332 مزلقانًا فقط منها 871 تحت التطوير، منها عدد 440 مزلقانًا بها معوقات وتحتاج تعاون وزارات الأوقاف والرى والتنمية المحلية لرفعها، إلى جانب أن معظم خطوط السكة الحديد تمر بجانب مجارٍ مائية وتقوم وزارة الرى بعمل كبارى عبور فوق المجارى المائية، مما يفرض على هيئة السكك الحديدية أماكن عبور لم تكن موجودة من قبل مما يشكل خطرًا على سلامة المواطنين وسلامة مسير القطارات، وتم تطوير 171 مزلقانًا، وجار تطوير 321 وأدخلنا 85 إلى الخدمة. ■ وماذا عن سرقات القضبان والمعدات بالهيئة؟ - هناك سرقات متعددة لمهمات السكة (خط سفاجا - أبو طرطور - شرق التفريعة - وبئر العبد إلخ)، وكذلك فى ما يخص الوحدات المتحركة وأجهزة الإشارات، كما تواجهنا بعض السلوكيات السلبية للمواطنين فى التعامل مع البنية الأساسية من اختراق الأسوار والمحطات، وخلافه مما يحمل الهيئة أعباءً زائدة ويشتت جهودها ويستدعى استثمارات إضافية فى الإحلال والصيانة والتوعية. ■ وماذا عن التعديات على حرم السكة الحيد؟ - لا شك أن هناك زحفًا عمرانيا متناميا على خطوط ومسارات هيئة السكك الحديدية، وهناك تعديات دائمة على أراضى وحرم الهيئة بالمحافظات لإقامة أسواق ومحلات داخل حرم السكة، وقد تمت مؤخرا إزالة بعض التعديات بمعرفة القوات المسلحة والشرطة فى الإسكندرية وبنها وبنى سويف وسوهاج، بإجمالى 387 تعديا(8000 متر مسطح) وما زال أغلبية التعديات لم تتم إزالتها. ■ وماذا عن تطوير نُظم الإشارات؟ - لتفعيل هذا الاتجاه تم البدء فى تطوير نظام الإشارات بخط (القاهرة- الإسكندرية) فى المسافة من عرب الرمل حتى الإسكندرية تم التعاقد فى مايو 2013 على قرض من البنك الدولى بمدة تنفيذ 4 سنوات وتطوير نظام الإشارات بخط الصعيد (القاهرة- السد العالى) فى بنى سويف حتى أسيوط بقرض من البنك الدولى ومدة التنفيذ 4 سنوات.
