السودان تجمد عضويتها في مبادرة حوض النيل بسبب رفض دول المنابع التراجع عن التوقيع علي الاتفاقية الإطارية.. ومصر تنتظر "الاجتماع الاستثنائي"! علام ووزراء المياه في دول حوض النيل أثناء الاجتماع الثامن عشر في تطور جديد لأزمة مياه النيل أعلنت السودان مساء أمس الأول - الأحد - عقب انتهاء اجتماع وزراء المياه بدول حوض النيل في أديس أبابا تجميد عضويتها في مبادرة دول حوض النيل، حيث أكد المهندس كمال علي وزير الري السوداني أن الخرطوم جمدت عضويتها في مبادرة حوض النيل بعد رفض 5 من دول منابع النيل التراجع عن توقيعها المنفرد علي الاتفاقية الإطارية للتعاون بين دول الحوض وهوالتوقيع الذي قامت به الدول الخمس في مايو الماضي في مدينة عنتيبي الأوغندية. وقال الوزير السوداني: إن بلاده ستوقف التعاون مع دول مبادرة حوض النيل لأن الاتفاق يطرح مسائل قانونية،مضيفاً: نحن نجمد الأنشطة المتعلقة بمبادرة حوض النيل إلي أن تجدالانعكاسات القانونية حلاً. ورد وزير الري الإثيوبي أصفاو دينجامو علي تجميد السودان لعضويتها في مبادرة حوض النيل بشكل عنيف،الذي قال إن السودانيين لم يكشفوا عن نيتهم تجميد التعاون خلال الاجتماع الذي استمر لمدة يومين. وكان وزير الري الإثيوبي أصفاو دينجامو قد أكد عقب انتهاء الاجتماع الوزاري لوزراء المياه بدول حوض النيل، أن الاتفاق الموقع لا يمكن العودة عنه ومضيفاً: لكن نأمل أن نصل إلي إجماع، ننجز ذلك قريباً. وكان وزير الري الدكتور محمد نصر الدين علام قد أدلي هو الآخر بتصريحات صحفية عقب انتهاء الاجتماع الوزاري في أديس أبابا، بأن الإتفاقية الإطارية التي وقعت بشكل منفرد من جانب 5 من دول منابع النيل في مدينة عنتيبي الأوغندية غير ملزمة لمصر. وأضاف علام: أطلب من المصريين أن يتخلوا عن حضارتهم وأن يذهبوا للعيش في الصحراء لأنك تحتاج أن تأخذ مياه النيل منهم وتضيفها إلي دول أخري، مضيفاً:لا، لن يحدث ذلك. وكشف مصدر رفيع المستوي بمجلس الوزراءل(الدستور) عن أن اتخاذ مصر لموقف مشابه لموقف السودان بتجميد عضويتها في مبادرة حوض النيل يحتاج إلي قرار رئاسي، ليس قرار وزير الري، مضيفاً أن مصر لوحت أكثر من مرة بالانسحاب من المبادرة بهدف الضغط علي دول منابع النيل للتراجع عن مواقفهم المتشددة تجاه مصر، لكن لم يتم هذا الأمر لأنه يحتاج إلي اتخاذ قرار رئاسي. وأضاف المصدر: أن مصر يجب أن تتخذ موقفاً مشابهاً للموقف السوداني للضغط علي دول منابع النيل. علمت (الدستور) من مصادر رفيعة المستوي،أن الرئيس حسني مبارك رفض تحميل الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري مسئولية فشل المفاوضات مع منابع النيل،مشيرة إلي أن جهة سيادية تقدمت الأسبوع الماضي بتقرير إلي الرئيس مبارك عن ملف مياه النيل، وحملت هذه الجهة وزير الري مسئولية هذا الإخفاق لكن الرئيس مبارك رفض تحميل علام المسئولية، قائلاً لممثلي هذه الجهة إن المفاوضات بدأت مع دول الحوض منذ مايقرب من 12عاماً، بالتالي فلا دخل لعلام في فشل المفاوضات. وكان الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري قد وصل إلي القاهرة في الساعات الأولي من صباح أمس- الاثنين - قادماً من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد اختتام أعمال اجتماع وزراء المياه بدول حوض النيل بها التي رأس وفد مصر فيها، قال علام في تصريحات خاصة ل(الدستور ) عقب وصوله إلي القاهرة، إن موافقة دول الحوض مجتمعة علي عقد اجتماع استثنائي لوزراء دول الحوض لمناقشة تداعيات التوقيع المنفرد لخمس من دول الحوض هو تطور إيجابي، وعقد الاجتماع الاستثنائي يعطي فرصة أكبر لدول الحوض لمناقشة القضايا الخلافية،حيث ركز الاجتماع الوزاري الذي عقد في أديس أبابا علي مناقشة الميزانية والمشروعات المشتركة في إطار مبادرة حوض النيل. وأشار علام إلي أنه لم يتم تحديد موعد عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء المياه بدول حوض النيل بشكل قاطع حيث اقترح الوزراء أن يتم عقده في أي يوم في الفترة الممتدة من بداية شهر سبتمبر وحتي نهاية شهر نوفمبر المقبل، كما أضاف علام أنه لم يتم بشكل قاطع تحديد مكان عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء المياه حيث اقترح الوزراء عقده في العاصمة السودانية الخرطوم أو في العاصمة الكينية نيروبي. وفي سياق متصل دعت مصادر مسئولة بوزارة الخارجية إلي عدم الإفراط في التفاؤل والتعامل بحذر مع موافقة دول المنابع علي عقد اجتماع استثنائي لوزراء المياه بدول حوض النيل، مؤكدة أن موافقة دول المنابع علي عقد هذا الاجتماع هو تأجيل للقضايا الخلافية وليس حلاً لها، من جانبه قال الدكتور ممدوح حمزة - الاستشاري الهندسي والخبير في المياه - إن حل المشكلة القائمة بين مصر ودول المنابع حول مياه النيل لن يتحقق إلا من خلال تكثيف الحوار مع دول منابع النيل ودعم الجهود الدبلوماسية والمشروعات المشتركة مع دول المنابع. وأضاف حمزة أنه يجب أن تدخل الأجهزة السيادية بكل ثقلها في هذه الأزمة، وأشار إلي أن هناك قوي خارجية تقف وراء إسرائيل وتدفعها لإتخاذ هذا الموقف المتشدد تجاه مصر، موضحاً أن ضعف مصر من الناحية السياسية والدبلوماسية شجع هذه الدول علي اتخاذ هذا الموقف المتشدد تجاه مصر، وأضاف أن إسرائيل تلعب دوراً في تحريض دول المنابع تجاه مصر.