رعب مصر من صعود دور تركيا دفعها لعقد تحالف غير مجدٍ مع ليبيا وقطر واليمن والعراق باكينام الشرقاوي: الانفتاح التركي علي المنطقة يقابله تحفظ من الأنظمة العربية كمال حبيب والبيومى غانم فى الندوة قال خبراء في العلوم الدولية إن أنظمة الحكم العربية متحفظة في قبولها الدور التركي بالمنطقة، بسبب قلقها من استمرار التحول الديمقراطي في تركيا، في ظل استمرار أنظمة الحكم العربية في السلطة وخططها للتوريث. وأوضح الدكتور ابراهيم البيومي غانم -أستاذ العلوم السياسية بمركز البحوث الاجتماعية- أن «استمرار التحول الديمقراطي في تركيا يقلق الأنظمة العربية، رغم أن توقف حالة التطور الديمقراطي هذه في تركيا من شأنه أن يجعلها منغلقة علي نفسها، وبالتالي يخسر العرب دور تركيا الحيوي في المنطقة». وقالت الدكتورة باكينام الشرقاوي- استاذة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة- في ندوة حول العلاقات العربية التركية عقدت أمس الأول في اتحاد الاطباء العرب: إن المرحلة الحالية تشهد انفتاح تركيا نسبيا علي العرب، بالتزامن مع قبول الشعوب العربية لتركيا، لكن النظم السياسية العربية لا تندفع في هذا القبول. من جانبه قال أحمد عز العرب -عضو الهيئة العليا لحزب الوفد- إن الرعب المصري من تزايد الدور التركي دفع مصر إلي عقد تحالف إقليمي غير مجدٍ، مشيرًا إلي القمة الخماسية التي عقدت أمس مع دول ليبيا والعراق وقطر واليمن. وأكد البيومي: «معرفتنا عن تركيا أقل بكثير مما يجب أن نعرفه حتي في دوائر صنع القرار، في الوقت نفسه نجد أن المتاح من المعرفة عن تركيا كثير جدًا وجهدنا المبذول للمعرفة قليل جدا». واضاف:«البعض يري أن دور تركيا في المنطقة العربية انتهازي ومصلحي يبيع ويشتري وأن اهتمام تركيا بالمنطقة جاء بدافع اقتصادي بحت، وهناك رؤية أخري تقول إن تدخل تركيا السياسي في المنطقة يحملها تكاليف اقتصادية». لكن البيومي أعرب عن اعتقاده بأن «السياسية التركية انتقلت بشكل نوعي عقب انتهاء الحرب الباردة في تسعينيات القرن الماضي..كل البلدان استيقظت (في تلك الفترة) ما عدا البلدان العربية». وأشار أيضًا إلي أن النهضة التركية ترجع إلي عناصر أساسية ومضامين واستراتيجيات تهدف علي المدي البعيد إلي وضع تركيا في مصاف القوي الدولية. وأوضح أن تركيا حظيت بحكومة رجب طيب أردوجان المنتخبة ديمقراطيا، والتي يحكمها توجه الشعب. كما حظيت بالمفكر العملاق أحمد داود أوغلو- وزير الخارجية التركية ومؤسس فكرة محورية تركيا - والقائل إن تركيا علي مقربة واحدة من جميع الأطراف، كما حظيت بالمفكر الإسلامي فتح الله جولان. وأضاف: «لا يوجد كتاب واحد في عالمنا العربي يتحدث عن العمق الاستراتيجي المصري أو المغربي أو العربي الذي صدعونا به». وتابع «لا يوجد شخصية مثل فتح الله جولان في العالم العربي..عندنا رؤية غائمة وعلاقتنا العربية تناحرية». وأكد البيومي أن تركيا لديها استراتيجية وتتحدث عن وضع تبادلها التجاري العالمي عند الترليون دولار بحلول عام 2025، كما تخطط للارتفاع بعدد السكان في العام نفسه، وأن تكون بين أكبر خمس قوي دولية. وأضاف أن تركيا دخلت في قضايا الشرق الأوسط في وقت دخلت فيه قضية الصراع العربي الإسرائيلي في طريق مسدود وسيطر اليأس علي قادة المنطقة، فبعث دخولها أملا جديدا. لكن النظام العربي غير مرحب ومشمئز وقلق من هذا الدخول. وأشار كذلك إلي أن كسر الحصار علي سوريا جاء بفضل تركيا ووساطتها في عملية السلام بين دمشق وإسرائيل. كما أن التقارب الإيراني التركي عزز الحوار بين طهران والغرب. وأضاف أن «دور تركيا في المنطقة علي مدار السنوات الخمس المقبلة سيحجز المنطقة الوقوع في حرب بين إسرائيل وأي من جيرانها (لبنان أو سوريا أو إيران).. الدور التركي سيجعل إسرائيل تفكر ألف مرة قبل أي حرب».