علي الرغم من مرور أسبوع علي حريق التونسي مازالت أزمة المرور مستمرة بسبب أعمال الصيانة والإصلاحات التي يتم تنفيذها في كوبري التونسي مما أدي إلي تعطل حركة المرور علي طريق الأوتوستراد المؤدي إلي مطار القاهرة الدولي الأمر الذي أصاب المواطنين بحالة من الاستياء والغضب الشديد نتيجة انتظارهم وقتاً طويلاً في الشارع وضياع بعض رحلات الطيران الخاص بهم، حيث أكد العديد من المواطنين أن ما يتعرضون له هو سوء تخطيط من جانب المسئولين وهذا يتنافي مع ما أكده الدكتور عبدالعظيم وزير- محافظ القاهرة- أنه سيتم رفع جميع المخلفات الناتجة عن حريق سوق التونسي وفتح شارع رئيسي مكان السوق وحتي الآن مازالت أعمال الصيانة مستمرة والأزمة متفاقمة. أكد إسماعيل بسيوني- مهندس- في تصريح ل «الدستور» أنه يعني الأمرين بسبب إغلاق كوبري التونسي فيضطر إلي الوقوف عدة ساعات أثناء سيره من منزله القريب من مطار القاهرة إلي عمله بمنطقة المعادي. أما عثمان رياض- صاحب شركة استيراد وتصدير- فيقول إن أعمال الصيانة وقيام المتضررين بقطع الطريق تسبب في شلل حركة المرور التي يدفع ثمنها المواطنون مما يؤدي إلي تعطيل أعمالهم نظراً لوقوفهم بالساعات تحت حرارة الشمس من أجل المرور من شارع آخر. كان سوق التونسي قد تعرض لحريق مروع نتيجة سقوط سيارة من أعلي الكوبري كانت تسير بسرعة 180 كيلو أسفر عن تفحم ثلاثة أشخاص وإصابة 4 آخرين بعد أن التهمت النيران منطقة سوق التونسي. ونظم الأهالي وقفة احتجاجية علي طريق الأوتوستراد لعدم صرف تعويضات لهم واحتجاجاً علي قرار المحافظ بنقل السوق إلي منطقة 15 مايو الأمر الذي أصاب طريق الأوتوستراد بالشلل التام. ومن ناحية أخري أعلن عبدالعظيم وزير- محافظ القاهرة- عن نقل سوق الجمعة المحترق من منطقة التونسي بحي الخليفة إلي مدينة 15 مايو، مشيراً إلي أن عملية النقل ستتم علي مرحلتين، الأولي سيتم فيها نقل المكان المحترق، أما باقي السوق فسيظل في مكانه حتي يتم نقله في المرحلة الثانية وأكد تخصيص الأرض بالفعل في 15 مايو وجار تخطيطها وبناؤها فوراً. وأوضح المحافظ في تصريحات إعلامية أمس الأحد أن القرار كان متخذاً منذ فترة لافتاً إلي أن عملية النقل كان مخططاً لها، كما نفي أن تكون إجراءات النقل كرد فعل للحريق، وأضاف أن المحافظة لديها خطة لنقل كل الأسواق إلي خارج المحافظة، كاشفاً عن وجود أسواق تم نقلها بالفعل، وأخري جار نقلها مثل سوق أثر النبي بمصر القديمة، وأن المحافظة وضعت أولويات لنقل الأسواق منها وأعطت الأولوية للأسواق المجاورة للمساكن ثم الأسواق الدائمة، وأخيراً الأسواق العرضية التي لا تقام طول الأسبوع. وقال المحافظ إن المشكلة التي كانت تعطل نقل هذه الأسواق هي أن القاهرة لم يعد لديها أراضي ويتم التنسيق بينها وبين وزارة الإسكان لتدبير أراض من خارج القاهرة، مؤكداً أن قرار نقل السوق لا رجعة فيه وأن بعد المسافة النسبي الجديد للسوق يقابله الوجود في مكان آمن علي مساحة أرض مبنية بطريقة حضارية ووجود عقد شرعي لم يكن متاحاً من قبل مع توافر المرافق، ووعد بأن يتم تكثيف وسائل النقل العام يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، وذلك لنقل رواد السوق، وأضاف «وزير» أنه سيتم توفير ساحة لانتظار السيارات وتقسيم السوق إلي مناطق حسب نوعية المنتج المبيع وذلك لسهولة حصول الرواد علي متطلباتهم. يأتي هذا في الوقت الذي مازال فيه تجار سوق الجمعة بالتونسي يجلسون علي أطلال بضائعهم وينتظرون نقلهم إلي السوق الجديدة مؤكدين اعتراضهم علي الموقع الجديد الذي حددته المحافظة. وأشادوا بكلام المحافظ وقالوا إن الأهم من ذلك أن تنفذ هذه الوعود علي أرض الواقع، كما طالبوا المحافظة بسرعة بناء السوق الجديد الذي يتحدثون عنه وأن يسمحوا لهم بوضع بضائعهم في شوارع قريبة منه لحين الانتهاء من إجراءات تشطيبه.