عارفين العصفورة ؟ .. اكيد اى حد في اى حتة يعرف يعني ايه لمّا نقول على واحد معانا " عصفورة " .. يعني " نقّال كلام " .. يعني واحد كده مالوش لازمة وكل أهميته لمدير الشركة او المصلحة انه كل يوم يدّيله تقرير مفّصل : فلان قال عليك ايه .. وسمعته مع فلان اللي لمّا سمعه راح هو كمان شاتم في سعادتك .. ودايما العصفورة ده تلاقيه ضعيف جدا في المهنة .. لكن المدير تلاقيه قاعد يرقّي فيه ، لأنه عينه اللي بيشوف بيها وودنه اللي بيسمع بيها .. بس في الاول والأخر لايمكن يحبه ولا يحترمه .. على اعتبار انه " خبّاص " وياخد الكلام ويطير به زي العصفورة ويحطه في ودن اللي مشغّله!
ايه لازمة المقدمة دي بقى ؟ .. المناسبة حكاية اخونا عبد الرحيم علي وصندوقه الاسود .. وحكاية قطع الإرسال عنه ع الهوا وهو قاعد ينخر وينحل في وبر نجيب ساويرس .. وعلى فكرة رغم اني واحد من اللي اتشدوا للبرنامج وللمكالمات المسربة لسين وعين وميم .. الا اني كنت شايف ان اللي بيعمله عبد الرحيم حاجة واطية .. ومعلش وسامحوني : حاجة وسخة كمان .. مش تعاطف ابدا مع اللي كشفهم .. لكن لأنه انسان " مُستعمل " او " مفعول به " .. بينّفذ حاجة غيره " اللي فوق " عايزه ينفذها .. واذا مانفذّهاش على أكمل وجه ، حياخد بالشلوت وعلى قفاه .. باينة للأعمى طبعا ان المكالمات اللي اتهرينا بيها ومنها .. مش جاية بجهد وشطارة سي عبده .. ولاهى سبق صحفي وإعلامي استطاع بمهارته انه يحصل عليه .. وحتى لو كان كده .. الحكاية دي بالذات مش مكانها الاذاعة ع الهوا .. مكانها مكاتب النيابة والتحقيقات .. وهى الوحيدة صاحبة الحق انها تذيع او متذعش .. لكن واضح طبعا ايه الغرض من استخدام عبد الرحيم علي في هذه المهمة العفنة .. وهو قبل على نفسه انه يبقى " .... " عيب اقولها .. لأنه من الاول واضح انه كان عصفورة الناس اللي فوق " امن الدولة يعني " ومن كتر ماهو بقى " على حجرهم " قاموا استعملوه في حكاية التسريبات دي.
وبدون الدخول في تفاصيل حكايته مع نجيب ساويرس اللي بيعتبره عبد الرحيم عميل امريكاني واسرائيلي كمان ، الا ان اللي لفت نظري تصريح عبد الرحيم على نفسه بعد حادثة قطع الارسال عنه وهو ع الهوا .. الافندي بيقول ان طارق نور جاله تلفون من ساويرس وقاله انه ناوي يشتري القاهرة والناس .. بس عايزك تطرد المدعو عبد الرحيم افندي وتدفنه مع صندوقه الاسود في اوسخ مزبلة فيكي يا مصر .. حصل الكلام ده او محصلش ؟ .. مش مشكلتي .. لكن اسمع عبد الرحيم بيقول انه ناوي يفتح الملفات السودا لطارق نور ذات نفسه صاحب القاهرة والناس في قناة تانية ويفضحه فضيحة " المطّاهر " ليلة دخلته .. معنى كده ياعبده انت عارف عن طارق نور بلاوي .. " واكيد على فكرة كل واحد من رجال الاعمال .. لو دوّرت وراه .. مش حتخلص " .. بقول انت عارف عنه بلاوي وساكت عنها عشان هو اللي بيقبضك اخر الشهر .. وطبعا اكيد بتاخد منه الشىء الفلاني .. لأنه عارف مين اللي بعتك له .. يعني انتم الاتنين لامؤاخذة " مستعملين " .. والمسألة كلها بايظة ومقرفة .. فبلاش " الحمئة " بتاعتك دي احسن يطق لك عرق ولا تنزل لك البواسير .. مصر مين ياعمنا اللي روحك فداها .. واما تموت او تكشف كل الخونة اللي خانوها وباعوها .. مش شغلتك " ياعم الحبّوب " .. عندك حاجة وجبتها بمعلمة وفكاكة .. اخطف رجلك للنائب العام وقدمها .. انما اللي بتعمله ده ع الهوا كلام " حتى وان كان حقيقة " .. الا انه يدخل تحت بند الوساخة وقلة الادب وقلة القيمة .. بس العيب مش عليك .. العيب على اللي مشغّلك واختارك انت بالذات لهذه المهمة النجسة اللي مفيش واحد محترم يقبلها على نفسه.
عموما .. المشهد السياسي في مصر بعافية حبتين تلاتة .. هو مفيش اساسا سياسة لحد دلوقتي .. بس فيه عك على اصوله .. تجلّى في أبهى صوره في محاكمة القرن .. خاصة في مرافعة " حبيبي " العادلي .. اللي اعترف ان الداخلية كانت ولاتزال بتتصنت على المكالمات .. وده من صميم عمل جهاز امن الدولة .. وانهم لو سمعوا مكالمة أبيحة بين سين وعين مثلا .. يجيبوهم ويقول لهم عيب .. بس عشان احنا ماسكين عليكم " ذِلّة " .. حتكونوا تحت أمرنا ورهن إشارتنا .. وتقريبا كل اللي بيشتغلوا امنجية من هذه النوعية .. وفيه ناس تانية متسواش تلاتة مليم هى اللي بتقدم نفسها لهذه المهمة .. عملا بالمثل اللي بيقول :يابخت من كال النقيب خاله .. ومن جاور السعيد يسعد .. من النوعية دي بقى احمد موسى .. اللي كان معروف للجميع انه تابع لأمن الدولة .. وعينها وودنها جوّا مبنى الاهرام .. وعشان كده لقيناه في لحظة رئيس قسم الحوادث ونائب رئيس التحرير .. وهو مبيعرفش يكتب خبر من سطرين .. وأجهل من دابة في عالم الصحافة .. بعدها لقيناه رغم سحنته العجيبة مذيع مع عمرو اديب في الاوربت .. وطبعا عمرو اديب يخاف من امن الدولة لان " الكل ملطوط " .. فنشغّل موسى وندفع له كمان بدل ماهو يشتغلني وياخدني على سكة اللي يروح ميرجعش.
وبعد 25 يناير .. احمد موسى بطّل يروح الاهرام من كتر الاهانات اللي اخدها على قفاه .. ومش قادر يفتح بقه قصاد حد .. وعايز الناس كلها تنسى انه فعلا كان جاسوس على زملائه في الاهرام .. لكن بعد مرافعة العادلي والمسخرة العامة في المحاكمة .. قام عم احمد موسى فاتح لنا صدره وقايل ع الهوا وبالمفتشر : ايوه .. انا كنت عميل في أمن الدولة .. واتشرف بذلك وأفتخر .. كنت بعمل كده من عظمة حبي لوطني وبلدي مصر .. واللي كان يمس شعرة منها اشرشح امه واكتب فيه التقرير " اللي هو " وعلى امن الدولة عِدل .. ايوه كنت اعمل لصالح أمن الدولة وهذا يا سادة شرف ما بعده شرف .. واللي مش عاجبه ياكل " ... " .. ثم في لحظة صدق عجيبة مع النفس اتخيله يقول : اصلي بيني وبينكم - والكدب خيبة – انا طول عمري بحلم ابقى واحد مشهور .. اكتب في الصحافة واطلع في التليفزيون .. بس انا بيني وبينكم برضه على قدي خالص .. مبعرفش الخبر من المقال ولا اعرف أكمل سطرين على بعض الا والاقي نفسي دخلت في حيص بيص .. بس عرفت سكتي وبقيت فلة شمعة منوّرة .. وبقيت صحفي كبير ومذيع يسيب قناة واروح قناة تدفع اكتر .. وكل ده مش عشان انا واد محصلتش .. لأ .. لأن الكل بيخاف مني ويترعب .. لأني ياجماعة وحاقولها لكم بالفم المليان : انا عميل أمن دولة وأفتخر .. خلاص كلكم عرفتم .. احترسوا بقى .. عشان اللي حلاقيه " بيلبّخ " فيكم حاديله بالجزمة بتقرير يجيب تاريخ حياته من ساعة ماكان في بطن امه .. ومحدش يزعل من حكاية اديله بالجزمة .. لأني ياجماعة وبعترف بيها ع الهوا قصادكم كلكم .. لو مكتبتش التقرير الاسبوعي والشهري .. انا اللي حاخد بالجزمة .. وانتوا عارفين جزمة أمن الدولة مش اى جزمة .. ضربتها والقبر!!!