لا أدرى لماذا نرهق أنفسنا بحثًا فى الكتب عن فتاوى دينية أو اختلافات فقهية، ما دام عندنا الأخ «أفيخاى أدرعى» بجلالة قدره، وبعلمه الإسلامى الغزير، يكفى أن يسأله الواحد منا عن أمر من أمور الدين فيجيبه بكل بساطة، وبابتسامة صفراء مقيتة من هناك.. من إسرائيل! و«أفيخاى أدرعى» لمن لا يعرفه هو المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى يطلقون عليه زورًا جيش الدفاع الإسرائيلى، وهو نجم ساطع فى سماء شبكات التواصل الاجتماعى، يكفى أن تعرف أن صفحته وصلت إلى نصف مليون معجب، والمئات بل الآلاف منهم مصريون للأسف! لم تكن إسرائيل تحلم أن تتوغل إلى هذه الدرجة فى المجتمع المصرى، فمنذ أيام مرت، دخلت القنوات الإسرائيلية إلى البيوت المصرية لمشاهدة مباريات كأس العالم، وها هو «أفيخاى أدرعى» يشترك فى صفحته الآلاف من المصريين ربما للسخرية أو للسبّ دون فائدة تُذكر، اللهم إلا إذا كان البعض ينتشى بصورته الرئيسية على صفحته، وهى عبارة عن دبابة إسرائيلية فوقها شعار «عملية الجرف الصامد»، دبابة ربما تم التقاط صورتها وهى فى طريقها لنسف الأطفال والعجائز الفلسطينيين! كيف لا يتبجح هذا القاتل وهناك من المصريين من أعْمتهم كراهيتهم لحماس الإخوانية حتى صاروا مشجعى درجة ثالثة فى الملعب الإسرائيلى؟ كيف لا يتبجح وهو ينشر صورًا رمزية عن إرهاب حماس فيجد كثيرًا من العرب والمصريين لطعوا إعجابهم على الصورة؟ كيف لا يتبجح وهناك من هذا الوطن للأسف من يدافع عن محتل قاتل مجرم بدعوى حقه فى الدفاع عن نفسه؟ كيف لا يتبجح بعد أن تغيرت المفاهيم وصار الاحتلال عنفًا، والمقاومة عنفًا مضادًّا؟ لا بد أن تعترف إسرائيل أننا قد تفوقنا عليها هذه المرة، فإذا كان عندهم «أفيخاى أدرعى» واحد، فعندنا العشرات منه!